أفريقيا برس – السودان. وقفت وكالة السودان للأنباء”سونا” خلال حوار مستفيض مع الأمين العام للمجلس القومي السوداني للتخصصات الطبية د. احمد فرح شادول،، تناول التعريف بالمجلس ودوره،، والعقبات التي تواجهه في ظل تعقيدات المشهد السياسي والظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد ، وتناقص الإيرادات، وقلة الدعم المالي من قبل وزارة المالية والإتحادية لتكملة مشاريع المجلس القومي السوداني للتخصصات الطبية، الذى لازال مستمرا في تقديم الخدمة بالجودة العالية، ويخرج اكفأ الأطباء الذين هم سفراء السودان ووجه المشرق،، فإلي مضابط هذا الحوار : س-حدثنا عن مهام المجلس ومشاريعه المستقبلية؟
ج- مجلس التخصصات الطبية لديه العديد من المشاريع المستقبلية، أهمها مشروع مركز (المحاكاة والمهارات السريري) الذى يحتاج إلى تكملة ودعم مالي ويبحث المجلس عن جهة تقدم دعما للمشروع حتى يرى النور. وأضاف أن مركز المحاكاة والمهارات السريرية هو المشروع الثاني والمهم للمجلس وهو مركز بمواصفات عالية وعالمية وسيكون طفرة كبيرة للتعليم الصحي بالبلاد، ويوفر فرصا كبيرة لضمان سلامة المريض اولا، واتاحة فرص مهارات التدريب للأطباء والنواب قبل المباشرة في المريض، وقد أصبحت مثل هذه المراكز واحد من أهم معايير المهارات العملية التدريبية في مجال التعليم الطبي.
وقطعنا فيه شوطا، ومقترحه جاهزة فقط نتمنى ان تكون هناك جهة تتبني تمويله ودعمه. كذلك هناك تعاون وإلتزام مع الكلية الملكية للجراحين بأيرلندا، بالمساعدة في تأهيل مبنى المركز، واتفاق مع الكلية الملكية الكندية لدعم تدريب العاملين بالمركز.
ايضا المجلس به مركز التطوير المهني وهو واحد من المراكز المهتمة بتدريب وترقية المدربين، ووضع المناهج وتنقيحها وتطويرها، والتدريب في مجال البحوث وتنفيذها، وفي مجال التعليم الطبي، لذا وجود مركز بقيادة خبراء مثل بروفيسور الشيخ محجوب، بروفيسور عبد الرحمن التوم، بروفيسور بشير حمد يعد مكسبا وجوهرة علي رأس المجلس مما يجعل الثقة عالية في مجلس التخصصات الطبية بين المجالس العالمية.
س- هناك شكوى من قلة التمويل وتوفير مقر يسع المجالس التخصصية والمدربين والأطباء النواب المتدربين هل من استجابة؟ ج- الدعم المالى غير كاف لتغطية أنشطة المجلس سواء في التدريب اوالامتحانات، أو المدربين، ومن هنا أدعو وزارة المالية الاتحادية بالسماح للمجلس للاستفادة من ايراداته الذاتية لتغطية نفقاته، وان يعامل معاملة التعليم العالي، خاصة وأن الامتحانات اصبحت مكلفة جدا تحتاج إلى معالجة ونظرة خاصة.
وطالب شادول الحكومة بتوفير مقر لمجلس التخصصات الطبية يسع العدد الكبير من النواب والمتدربين والمدربين. وذكر ان مقر المجلس أنشأ عام ١٩٩٥، وخصص ل ٦ تخصصات لعدد ١٥٠ متدربا، حاليا به ٥٩ تخصصا واكثر من ١٠ الاف و٥٠٠ متدرب واكثر من ٢ الف مدرب، ولم يعد يسع هذا العدد الكبير لذا نطالب الجهات الرسمية بتوفير مقر يسع الاعداد الكبيرة الموجودة حاليا وتنفيذ مشاريع تطوير مجلس التخصصات الطبية
وقال أن المجلس هو الجهة الوحيدة المختصة لمنح واعتماد الدرجات المهنية والسريرية للمتدربين لنيل التخصص في المجالات الطبية والصحية المعتمدة لديه. س- حدثنا عن دور المجلس في تطوير العلاقات الخارجية؟ ج- مجلس التخصصات الطبية حريص جدا في إقامة علاقات خارجية وفتح الأبواب للتدريب وتبادل الخبرات مع الدول والمؤسسات المشابهة للمجلس والجمعيات المهنية.
ففي العام ٢٠٢١ وقعنا عددا من الاتفاقيات مع يوغندا، كذلك لدينا تعاون لصيق مع أيرلندا، وفي أكتوبر ٢٠٢١ تم توقيع اتفاقية مع الأطباء السودانيين بكندا، وفي مايو من نفس العام تم توقيع اتفاقية مع جامعة البترا بكندا للتخصص في مجال التخصصات الدقيقة، كما وصلنا إلى اتفاقية مع جامعة البترا ومؤسسة اكاديميين بلا حدود للعمل في مجال التطبيب عن بعد في تخصص جراحة الأطفال، وجراحة التجميل والتى سنبدأ العمل فيها خلال ثلاثة شهور قادمات.
كذلك بدأنا علاقة شراكة مع جامعة الشارقة في مجال تبادل الخبرات وفي مجال الامتحانات الإلكترونية حيث جلس لها الأطباء السودانيون بالإمارات، فضلا عن العلاقات مع المملكة العربية السعودية والتى استضافت امتحان المجلس دورة أغسطس ٢٠٢١، ومارس ٢٠٢٢، كما هناك تواصل مع نقابة الاطباء بدولة قطر لدعم مشروع مركز الامتحان الإلكتروني والمكتبة الإلكترونية.
س-هل تم فتح فرص تدريبية خارجية لنواب الأطباء او ابتعاث لهم؟ ج- تم فتح فرص تدريب خارجية واستجلاب ممتحنين من الخارج، وابتعاث أطباء للخارج كما تم توفير خدمات قصيرة لمدة ٣ شهور للأطباء بالخارج، و هناك اتفاقية بين السودان و أيرلندا لتدريب الأطباء في ستة تخصصات، سنويا يذهب ٦٠ نائبا لمدة عامين.
تم تكوين مجلس التخصصات الطبية من الاطباء السودانيين بإيرلندا مع الكلية الملكية للجراحين بأيرلندا وتم الاتفاق علي إتاحة مزيد من الفرص التدريبية للأطباء السودانيين المبتعثين في أيرلندا، ومد المجلس بالممتحنين الخارجيين، وتعد هذه تجربة ناجحة وسيتم تنفيذها في دول اخرى.
س- ماهو دور المجلس في النهوض بالقطاع الصحي بالبلاد؟ ج-المجلس يرفد القطاع الخاص بالكوادر ، فالخريج الصحي يتخرج بمهارة تخدم القطاع الصحي وتدعم النهوض بالقطاع وتطوره.
ومن المعلوم ان التوظيف هو من مهام وزارة الصحة، ولكن نعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة، المجلس القومي للتدريب، المجلس الطبي، مجلس المهن الصحية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، علي اساس ان يكون هناك تناغم للتخطيط مستقبلا لحوجة النظام الصحي، نوعية الخدمة المطلوبة ونوعية الخريج المطلوب. ثانيا النواب يعملون في كل مستشفيات وزارة الصحة وأثناء التدريب يقدمون خدمة، مما يدفع بمستوى الخدمة المقدمة.
ثالثا الدعم الذي يقدم للاقاليم عبر المجلس فهناك ٣٥٪ من نواب المجلس المتدربين موجودون بالاقاليم وهى خدمة للبلد، أيضا مراكز التدريب هي المستشفيات ونحن لا نوزع نواب الأطباء الا في مراكز معتمدة من مجلس التخصصات وفق موصفات معينة، إضافة لتقديم خدمات كبيرة للجامعات عبر تدريب الأطباء والكوادر الصحية، كذلك تدريب وخدمات كوادر القوات النظامية من الجيش والشرطة أيضا ليهم دور كبير بدعم النظام الصحي
وأضاف نتمنى أن تكون هناك باقة تحفيزية من وزارة الصحة لاستبقاء الخريج لمدة عام او عامين، وهذا لا يكون الا بوجود باقة تحفيزية مشجعة للنواب على البقاء في الأقاليم. س-دور المجلس في تقليل هجرة الكوادر الطبية؟
ج-نحن نعمل مع وزارة الصحة على تطبيق مبادرة مسار الطبيب ورئيس لجنة المبادرة، هو رئيس مجلس التخصصات الطبية، هذه المبادرة لو نفذت ستعمل علي خلق نظام مقبول ومقنع، مما يستبقي النواب على البقاء والاستحقاق من الباقة التحفيزية وهي تقديم خدمة إلى ما بعد التدريب لمدة عامين، ولكن تتطلب تفهما من وزارة الصحة ووزارة المالية،وكما ان الطبيب السوداني لايطالب بشهادة خبرة للسفر إلى الخارج فقط شهادة المجلس تكفى .
س-هل هناك إتجاه لزيادة التخصصات وتضمين أطر صحية جديدة؟ ج/ الاسبوع الماضي شهد مجلس التخصصات تكوين مجالس جديدة للتمريض، العلاج الطبيعي، البصريات، المختبرات الطبية، القبالة.
كذلك المجلس يعمل علي إضافة مراكز للتدريب في الولايات وفي هذا العام اللجنة المركزية لاعتماد مراكز التدريب والامتحانات قامت بزيارات الي ولايات النيل الأبيض، جنوب وغرب وشمال كردفان، البحر الأحمر، الجزيرة، كسلا، شمال وجنوب دارفور، نهر النيل والشمالية، بهدف تنفيذ التوسع الافقي في المراكز التدريبية تنفيذا لسياسة لامركزية التدريب، وسياسة الدولة الرامية لتوفير الخدمات الصحية ، وايضا لتفقد عدد من المواقع التدريبية المعتمدة بالولايات والوقوف علي قضايا الاطباء والسبل الكفيلة لتذليلها وسير العملية التدريبية.
كذلك نخطط لرفع نسبة النواب الذين يعملون في الولايات من ٣٥٪ إلى ٥٥٪، لرفع مستوي الخدمات بالولايات بالتنسيق مع ولاة الولايات لتوفير السكن، ودعم للنواب. كلمة اخيرة:
اشيد بدور الأطباء العاملين بالخارج وبدول المهجر المختلفة وعلي حرصهم ونشاطهم، والحفاظ على المجلس، وعلى السمعة الطيبة التى يتعامل بها المجلس في دول الخليج، أوروبا، وامريكا وجمعية الأطباء السودانيين الأمريكية في مجال دعم البحوث، والأطباء السودانيين ببريطانيا في مجال الأشعة والعيون، وعلى دعمهم في مجال التدريب اولاين، تطوير المناهج، طرق إجراء البحوث.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس