عام من الحرب.. إلى أين يتجه السودان؟

20
عام من الحرب.. إلى أين يتجه السودان؟
عام من الحرب.. إلى أين يتجه السودان؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. في 15 أبريل من العام الماضي، إندلعت إشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة السودانية الخرطوم، وهو الأمر الذي تطور لحرب أدت لمقتل الآلاف وتشريد الملايين من السودانيين للخارج.. وبعد مرور عام على الحرب المستعرة في السودان، ثمة تساؤل يطرحه المراقبون.. إلى أين يتجه السودان؟ ومتى تتوقف الحرب التي أنهكت السودانيين؟

وبعد مرور عام على الحرب، يأمل السودانيون في أن يحدث سلام ويعودوا لمنازلهم، بيد أن ذات الآمال تصطدم بالرغبة الجامحة من قبل أطراف الصراع بالتشبث بالحكم.. فهل أطراف النزاع على استعداد للجلوس وتحقيق رغبة السودانيين؟

ماذا حدث خلال الحرب؟

خلال عام، حدث تدهور كبير على المستويين الاقتصادي والأمني، ودمار البنية التحتية والخدمات وبطء سير العمل في الولايات الآمنة، فضلا عن تردي الخدمات في كافة أرجاء البلاد ما أدى إلى ازدياد جشع التجار في المناطق الآمنة، وكذلك الأمر بالنسبة لأصحاب العقارات، ما دفع البعض للبقاء في بيوتهم رغم الاشتباكات بسبب ضيق ذات اليد وما إلى ذلك.

تسوية الملعب

ويرى المحلل السياسي مجدي عبدالقيوم “كنب”، أن حرب السودان على مشارف الانتهاء وأن وقت توقفها بات قريبا، وقال “كنب” لموقع “أفريقيا برس”، إن “كل المؤشرات في تقديري بما فى ذلك الميدان تقول بأن الحرب على وشك أن تضع أوزارها لسبب أساسي، هو أنها قد حققت أهدافها التي وضعت لها”.. فهي بحسب كنب ليست حربا عبثية كما تم الترويج لها، ولا هي حرب من أجل الدولة المدنية إنما اندلعت لأغراض متعددة تحت هذه اللافتة الثنائية الشعار.

وتابع عبد القيوم ” أعتقد أن القوى الدولية والإقليمية التي تقف وراء هذه الحرب قد وصلت إلى نقطة النهاية لذلك لا مناص من وضع حد لها لذلك”.

ولا يرى عبدالقيوم أن الحرب ستستمر أكثر من العام، مؤكدا إنها دخلت الآن من باب الخروج وأن كل ما يجري الآن على كل المسارات هو تهيئة المناخ لذلك وتعبيد الطريق وتسوية الملعب.

تمدد الحرب

وإن كان عبد القيوم قد توقع بقرب نهاية الحرب، فإن المحلل السياسي عبدالباقي عبدالمنعم، لا يرى أن الوضع يشير إلى أي بصيص أمل في إمكانية توقف الحرب قريباً على اعتبار أن الحرب كل يوم تتمدد لمدن السودان الأخرى، فضلا عن عدم وجود رؤية واضحة من المجتمع الدولي لوقف الحرب، وأضاف “كذلك تعنت الأطراف وتمسكهم بشروطهم يحول دون الوصول إلى سلام”.

وقال عبدالمنعم لموقع “أفريقيا برس” إن “حرب السودان ستستمر ولن تتوقف على اعتبار أن هنالك جهات خارجية وداخلية تذكي نار الصراع تارة بالدعم العسكري وتارة بإشعال الفتنة”، ودعا عبدالباقي أطراف الصراع إلى ضرورة وقف الحرب والالتفات لمصلحة المواطن والوطن.

أجندة ثانوية

يقول القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق لموقع “أفريقيا برس” إن “السودانيين بعد عام من الحرب أصبحوا مجرد أرقام في تحديثات وتقارير الأمم المتحدة وهيئاتها ووكالاتها”.

وأضاف الصادق “كذلك أصبح السودانيون مجرد عناوين ثانوية في نشرات الأخبار، وقد تبدى للقاصي والداني أن الأزمة السودانية هي مدخل للتكسب والتربح وليست مبعثا للشفقة والتدخل الإنساني العاجل، وها هم تجار السلاح والبشر والأزمات والمخدرات وجماعات الغلو والتطرف، صاروا فاعلا رئيسيا في تغذية الصراع في السودان، ومن يدفع الثمن هم مواطنون أبرياء عزل تحولوا لمجرد أرقام يتم رصدها ورفعها في تقارير بواسطة موظفي تلك الهيئات الأممية”.

وقال الصادق إن “عام الحرب كان كفيلا ليبرز السودانيون أفضل ما فيهم وأسوأهم، وتبارى في ذلك المحسنون والمسيئون، وما بينهما مزيني الباطل وسدنة الطاغوت من جماعات وأبواق دعوية دينية وإعلامية وتجار المواقف والحرب”.

ونبه الصادق إلى أن “قادة الحرب كرروا الأخطاء التي ارتكبها نظام الإنقاذ في ثلاثة عقود”، مؤكدا “أنهم أتوا بها جميعا في عام الحرب ليرتكبوا كافة موبقات نظام الإنقاذ التي ألّبت الشعب عليه، وذلك لأن القائمين على أمر هذه الحرب هم ذات أمرائها ودعاتها ومموليها وكتابها وتجارها ومهووسيها من جماعات التنظيم المحلول”. لافتا إلى أنهم “منقسمون إلى فساطيس على رأس الجماعات المتحاربة والموالية لها رغبة في الإجهاز على كل ما له صلة بثورة الشعب التي قضت على حكمهم”.

ويعكس الصادق وضع حال البلاد في وقت الحرب، حيث يقول “تفاقمت الأزمات والضوائق الإنسانية والسياسية والاقتصادية وتزايدت معدلات الانتهاكات والفظائع التي نبهنا لخطرها منذ اليوم الأول الذي قلنا فيه لا للحرب”.

وأعرب الصادق عن أسفه لتعامل العالم مع الأزمة في السودان حيث قال “كان السودان بالنسبة للمجتمع الدولي أجندة ثانوية، ورغم سعي كثير من الأشقاء والأصدقاء والدول العربية لإنهاء الحرب وعقد مؤتمر للاستجابة الإنسانية بالتعاون مع دول العالم الأول إلا أنه وبعد عام تقاعست الدول عن الإيفاء بالتزاماتها إذ لم يتجاوز السداد المالي 40% مما تم إعلانه”. وأردف بالقول “كذلك تراجعت المنظمات الدولية العاملة في الحقل الإنساني وهيئات الأمم المتحدة عن العمل في بعض المناطق الملتهبة واكتفوا فقط بالتنديد والشجب والإدانة ورصد الأرقام التي تتجاوزها الحقيقة بأضعاف مضاعفة، لأن الرصد لم يبنى على وقائع وأرقام ميدانية”. منبها إلى أن “هنالك مناطق في السودان وصلتها المجاعة ولم يسمع بها العالم ولم تصلها منظماته أو وكالاته”.

ويرى الصادق إن هنالك فرصة للأطراف المتحاربة لإنهاء القتال في منبر جدة، مؤكدا أن “السلام لا ينقصه سوى إرادة وجدية الأطراف”. وقال الصادق “إذا مضى البرهان نحو منبر جدة سيفتح باب الأمل لاستعادة مكتسبات السودان”، وأضاف “كذلك إذا ذهب البرهان إلى جدة سيكشف حقيقة الحرب والمتورطين فيها”، مؤكدا أن “الجنرالات الآن أمامهم فرصة لإنهاء الحرب قبل المضي نحو العام الثاني”.

في الصدد لا يرى القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار، أن قادة الجيش والدعم السريع لديهم النية في وقف الحرب، مستدلا بالتراشق الاعلامي في وسائل الإعلام بين حميدتي والبرهان، واضاف لموقع “أفريقيا برس”؛ “كذلك يسعى كل طرف لكسب أراضي جديدة، وهو الأمر الذي يعني أنهم يردون الحسم العسكري وليس الجلوس على طاولة المفاوضات”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here