عام من حرب السودان .. من الذي ضغط أولا على الزناد؟

142
عام من حرب السودان .. من الذي ضغط أولا على الزناد؟
عام من حرب السودان .. من الذي ضغط أولا على الزناد؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. في الذكرى الأولى لحرب السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مازال سؤال من أطلق الرصاصة الأولى ؟ يدور في أذهان الكثيرين، وتتبادل الإتهامات بين أطراف الصراع حيث يتهم كل طرف الطرف الآخر بأنه من أشعل الحرب..

“أفريقيا برس” حاولت من خلال هذه التقرير الذي يتضمن مداخلات لعدد من الخبراء والسياسيين، حاولت معرفة الأسباب ومن أطلق الرصاصة الأولى؟ هل الجيش أم قوات الدعم السريع؟

الدعم السريع في دائرة الاتهام

يقول عضو مبادرة القضارف للخلاص جعفر خضر لموقع “أفريقيا برس” إن “السبب الرئيسي لهذه الحرب هو وجود جيشين متوازيين في دولة واحدة، إذ إن هذه الحالة وصفة كاملة الدسم لاندلاع الحرب، بغض النظر عمن أطلق الرصاصة الاولى. وبالتالي فان المؤتمر الوطني الذي انشأ ميليشيا الدعم السريع في العام 2013 وقننها في العام 2017 وهو المسؤول الأول عن اندلاع هذه الحرب”.

كما قال خضر “كذلك تطال المسؤولية عبد الفتاح البرهان الذي قوّى الميليشيا قانونيا بإلغاء المادة 5 من قانون الدعم السريع، كما قواها اقتصاديا بمنحها نسبة من منظومة الصناعات الدفاعية، وقواها عسكريا بتسليمها مقرات هيئة العمليات، وقواها سياسيا بتعيين حميدتي نائبا له في مجلس السيادة”.

وبحسب جعفر فإن “قوى الحرية والتغيير تتحمل مسؤولية جزئية باعترافها بميليشيا الدعم السريع بل والنص عليها في الوثيقة الدستورية، واضاف خضر “كذلك تتحمل دولة الامارات دورا كبيرا في اندلاع هذه الحرب لأنها تبنت ميليشيا الجنجويد كجيش مرتزقه يتبع لها، وظل وجود الجيشين المتوازيين حالة حرب في انتظار اشتعال الفتيل”.

تخطيط إماراتي

وللإجابة بشكل مباشر على سؤال، من أطلق الرصاصة الاولى؟.. يقول خضر إن “ميليشيا الجنجويد هي التي أطلقت الرصاصة الاولى في محاولة منها للإستيلاء على السلطة والانفراد بها بدفع من دولة الإمارات”.

وبحسب جعفر فإن “محاولة الاستيلاء على السلطة بهدف التخلص من هاجس دمج الدعم السريع في الجيش. وعليه فإن الحفاظ على الميليشيا مطلوب لحماية الامبراطورية الاقتصادية لأسرة آل دقلو، ولحماية المصالح الاقتصادية لدولة الإمارات”.

ويرى خضر إنه وبعد فشل الانقلاب أصبح الهدف هو الانتصار في حربها على الشعب السوداني، مضيفا “دولة الإمارات – التي يقيم بها حميدتي الان- خططت وادارت ودعمت ميليشيا الجنجويد بالمرتزقة والاسلحة والمسيرات والذخائر والمؤونة الغذائية والخدمات العلاجية، ومن المؤشرات التي تدلل على أن الميليشيا هي التي أطلقت الرصاصه الأولى؛ هي استعدادهم بعكس الجيش، وقد استطاعوا اعتقال عدد كبير من ضباط الجيش منذ الوهلة الأولى، وقد روت ميليشيا الجنجويد روايتها بأن كيزان الجيش هم الذين هجموا عليهم في المدينة الرياضية، وللأسف سرعان ما تلقف بعض السياسيين المقربين من الميليشيا هذه الرواية واذاعوها في الركبان”.

“الحرب أولها كلام”

القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق، يقول لموقع “أفريقيا برس” إن “الاتهامات المتبادلة بين أطراف الصراع حول من أطلق الرصاصة الأولى هو من تخلّ عن المسؤوليات وقفز إلى الأمام، فمن بدأ المواجهة والحرب قبل أن يطلق الرصاصة الأولى، ملأ الأجواء بدخان الحرب ومهدها وشحن النفوس برصاص الكلمات (فالحرب أولها كلام)، وهم مجموعات الحزب المحلول والحركة الإخوانية وواجهاتهم، وفي ذلك جمعوا المال والعتاد وحشدوا الرجال في إفطارات مشهودة ومعسكرات تدريب مفتوحة حول وفي الخرطوم، وخططوا لكيفية اندلاع الحرب بعدة سيناريوهات، منها التصفيات والاغتيالات لقيادات من الجيش والدعم السريع لافتعال الصدام، أو الضربات الموجعة المتزامنة، بعد فشلهم باقناع كثير من الضباط في الجيش وقيادة الدعم السريع بالانقلاب على انقلاب اكتوبر والاتفاق الإطاري”.

وأضاف الصادق “لكنهم لم يتحسبوا لانفتاح الحرب نحو مواجهة كبيرة وشاملة، وكانت ولا زالت أشواقهم ليس الانتهاء من الدعم السريع كقوة موجودة وتتكاثر في اصقاع السودان كما يزعمون وإنما غايتهم قطع رأس هذه القوات وتركيب رأس جديد لها، ويستتبع ذلك تصفية الوجود السياسي والمدني والحقوقي والأنشطة المقاومة والثورية عن طريق إما الاغتيال لقيادات الحراك أو الابتزاز أو الترهيب أو الترغيب، وهي خطة موضوعة منذ العام 2020 حيث تم تفعيلها بعد الانقلاب في 2021 وتجديد العمل بها بعد التوقيع على الاتفاق الإطاري”.

تحقيق شفاف

وأضاف الصادق “إن كلا الطرفين من جنرالات الحرب كان يعلم بمخطط هؤلاء للانقضاض على السلطة عسكريا، فالبرهان طوال الأيام السابقة للحرب كانت قيادتنا تنبهه لخطورة الأمر وتحيطه بمعلومات مهمة لآخر يوم وهو الجمعة ما قبل يوم الحرب، لكنه أنكر وجود هذه الجيوب ونفى أن يكون هناك تحرك للتنظيم والحركة وكتائبه وعناصره داخل الجيش وأن ما يقال محض إشاعات، كذلك محمد حمدان دقلو تم الحديث معه بوضوح بأن لا يستجيب حال تم استفزازه وأن لا ينجر للحرب وقد أفلح موقدوا الحرب لجره إلى مستنقعها، وقد استخدموا في ذلك عناصرهم في كلا الفريقين تصعيدا وتسعيرا للحرب وأدواتهم الإعلامية في تجريم وتخوين كل من طالب بإيقافها منذ اليوم الأول، وبذلوا في ذلك أموالا طائلة لشراء المواقف والذمم ولا زالوا يصرون على استمرار الحرب لأنها إذا توقفت سيحدث تحقيق شفاف يبين كيف ومتى ومن ولماذا أشعلوا الحرب؟”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here