أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. أكد القيادي السابق بحركة “حق” مجدي عبدالقيوم كنب أن ما يُعرف باجتماع اللجنة الرباعية أو السداسية ما هو إلا محاولة فاشلة لاختراق الأزمة السودانية، مشيرًا في حوار مع “أفريقيا برس”، إلى أن فشله يعود لصراع مصالح بين الدول المشاركة، وليس لخلاف حول كيفية الحل.
وقال إن الراعي والمشاركين في هذا الاجتماع لا يعنيهم أمر السودان وشعبه، بل هم مجرد لصوص موارد وثروات عالميين ووكلاء إقليميين يسعون للحفاظ على نفوذهم. وأضاف أن هذه الحلول الخارجية ليست إلا استمرارًا لمعاناة الشعب السوداني، وشدد على أن الحوار الوطني الجاد بين القوى السياسية السودانية هو السبيل الحقيقي للخروج من الأزمة المستحكمة التي أنهكت الشعب السوداني.
وأكد كنب أن خطر تقسيم السودان وارد، إذ تُدار الحرب ضمن سيناريوهات الاستعمار الحديث، عبر وكلاء إقليميين ومحليين، والدعم السريع مجرد أداة لتنفيذ تلك الأجندات.
ما الذي يترتب على إلغاء اجتماع الرباعية؟
السؤال الحقيقي: هل هو اجتماع رباعي أم سداسي أم سباعي؟ فبحسب التسريبات، تمت إضافة تركيا وقطر وبريطانيا، ولعل أحد أسباب تأجيل الاجتماع إلى وقت لاحق هو الاعتراض على بعض هذه الأطراف.
عمومًا، في تقديري، لا يترتب على تأجيل الاجتماع أكثر من كونه فشلًا لمحاولة وسطاء إحداث اختراق في المشهد. وبالتالي، فإن النتيجة المباشرة هي استمرار معاناة الشعب السوداني بسبب الحرب وتبعاتها. ولا أتفق مع الرأي الذي يتنبأ بتصعيد عسكري، فهذه مرحلة قد انتهت بلا رجعة.
برأيك، لماذا فشل اجتماع الرباعية؟
الاجتماع لم يصل أصلًا إلى مرحلة الخلاف حول طريقة أو أسس حل المشكلة؛ بل كان الخلاف إجرائيًا حول الدول التي ينبغي أن تشارك. وبمعنى آخر، هو صراع مصالح وسعي للاستحواذ على موارد البلاد لا أكثر. فالراعون والمشاركون لا يهمهم أمر السودان وشعبه، بل هم مجرد لصوص موارد عالميين، ووكلاء إقليميين يطمحون للحفاظ على مصالحهم في بلادنا.
ماذا يعني لكم تواصل الجيش مع قيادات “صمود” بحسب ما قاله مناوي؟
هذا هو الوضع الطبيعي والمطلوب من جميع الفاعلين السياسيين، بمختلف توجهاتهم، التواضع والجلوس لإدارة حوار منتج يخرج البلاد من الأزمة المستحكمة التي أنهكت الشعب السوداني بكل قطاعاته.
الحوار المنتج هو الآلية المتحضرة لمعالجة الاختلافات. وإذا كان هناك تواصل فعلاً، فهذا مؤشر إيجابي على أن الأمور تسير في اتجاه معالجة الأزمة. وحتى إن لم يحدث ذلك حتى الآن، فلا شك أنه سيحدث في المستقبل.
تصريحات محمد الفكي الأخيرة تحمل الكثير من الدلالات الإيجابية، وكذلك توضيحات جعفر حسن وتعقيبه على ما أثارته تصريحات ود الفكي، إذ أكد المؤكد وفسّر الماء بعد الجهد بالماء.
مناوي قال إنه يمكن التواصل مع الدعم السريع.. هل يُعدّ ذلك مؤشرًا على تمرد الحركات المسلحة على الجيش؟
سواء تحدث بصفته مسؤولًا حكوميًا أو رئيسًا لحركة تحرير السودان، فما الغريب في أن يتحاور الفرقاء في عالم السياسة؟
وبحسب معرفتي بمناوي، أعتقد أن الرجل دائمًا ما ينطلق من موقف وطني لا يمكن المزايدة عليه أو التشكيك فيه، فهو سياسي محنّك يمتاز بسعة الأفق والقدرة على التفكير خارج الصندوق. لذلك، لا أرى في حديثه إشارات سلبية، بل بالعكس، هو مؤشر على قدرته على إدراك دقة وضع البلاد والتحديات التي تواجهها.
وربما كان لأسلوب الأستاذ مناوي في طرح آرائه – وأعني بذلك مفردات خطابه السياسي – دورٌ في رسم صورة ذهنية نمطية لدى قطاع واسع، ولكنني أتفق مع الرأي الذي يرى أن تصريحاته كثيرًا ما تُقابل بالسخرية بسبب أسلوبه، رغم مواقفه المشهودة في محطات عديدة، سواء خلال توليه منصب مساعد الرئيس في عهد النظام السابق، أو بعد الثورة وما تعرض له من ابتزاز سياسي أثناء معركة الاتفاق الإطاري، أو خلال مرحلة التحضير للحرب وحلفائه المحليين والإغراءات التي قُدمت له من “الوكيل الحصري”.
الدعم السريع شكّل حكومته في نيالا.. هل سيناريو تقسيم السودان وارد؟
في الأصل، هذه الحرب لا تخرج عن إطار سيناريوهات الحروب بالوكالة أو حروب الجيل الرابع، التي تستهدف إخضاع الدول وتفتيتها لنهب مواردها من قبل الاستعمار الحديث، الذي يدخل عبر رأس المال العابر للقارات، بالتعاون مع الوكلاء الإقليميين كالإمارات، والمحليين سواء عسكريين أو مدنيين.
لذلك، يظل احتمال تفكيك البلاد واردًا، والدعم السريع أو تحالف “تأسيس” لا يعدو كونه “مخلب قط” لتنفيذ سيناريوهات معلومة، كسيناريو الدولة الكونفدرالية مع جنوب السودان، أو ربط دارفور بشرق ليبيا للحصول على منفذ بحري عبر ميناء بنغازي. أما الحديث المكرور عن وحدة البلاد أو تعيين حكام لأقاليم السودان المختلفة، فهو مجرد غطاء وخداع ليس إلا.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس