أفريقيا برس – السودان. أعلنت مصادر إعلامية سودانية عن عودة ثلاث فتيات سودانيات اختفين في القاهرة خلال الأسابيع الماضية، في واقعة أثارت قلقًا واسعًا بين الجالية السودانية في مصر، وسط تكتم شديد على ملابسات الحادثة.
ووفق المعلومات المتاحة، فإن الفتيات (إحداهن تُدعى دعاء عمر عبدالقادر. وبحسب تقارير صحفية سودانية) ابتعدن عن أسرهن لفترة غير محددة، وأقمن في شقة بالقاهرة بعيدًا عن ذويهن، قبل أن يُعلن عن عودتهن مؤخرًا.
المحتويات
غياب غامض ونداءات أسرية
خلال فترة الغياب، أطلقت أسر الفتيات نداءات عبر منصات التواصل الاجتماعي للمساعدة في العثور عليهن، بينما عبّر أفراد من الجالية السودانية عن مخاوف من أن يكون اختفاؤهن جزءًا من سلسلة أوسع لاختفاء سودانيين آخرين في القاهرة والإسكندرية.
اتهامات لجهة أممية
مصادر إعلامية سودانية ذهبت إلى أبعد من ذلك، إذ تحدثت عن “تورط جهة أممية” في القضية، مشيرة إلى أنها وفرت سكنًا للفتيات بعيدًا عن عائلاتهن، وهو ما اعتبره ناشطون في الجالية السودانية “تدخلًا سلبيًا وتستّرًا” على حقيقة ما جرى. غير أن هذه الرواية لم تؤكدها أي منظمة أممية أو جهة رسمية مصرية حتى الآن.
سياق أوسع من الانتهاكات
و تأتي القضية في ظل مخاوف متنامية بشأن أوضاع السودانيين في مصر، حيث تستضيف القاهرة أكثر من مليون ونصف لاجئ ومهاجر سوداني منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023.
وتوثّق منظمات حقوقية ارتفاع وتيرة الاعتقالات العشوائية والترحيل، إلى جانب ضغوط اقتصادية وإنسانية متزايدة.
منظمة مشروع الاحتجاز العالمي (Global Detention Project) كانت قد أشارت مؤخرًا إلى أن بعض السودانيين أُعيدوا إلى بلادهم تحت ما يسمى “العودة الطوعية”، لكن من دون ضمانات كافية لحرية الاختيار أو الحماية القانونية، في حين حذرت منظمات أخرى من تقليص برامج المساعدات الإنسانية المقدمة للاجئين بسبب نقص التمويل.
أسئلة مفتوحة
ورغم عودة الفتيات، تظل الأسئلة قائمة: من كان وراء ابتعادهن عن أسرهن؟ هل كانت هناك ضغوط أو تدخلات رسمية أو أممية؟ وما هي الضمانات لحماية اللاجئين السودانيين من الاختفاء أو الترحيل القسري في مصر؟
القضية مرشحة لمزيد من الجدل، وسط مطالبات من أسر الفتيات ومنظمات حقوقية بتحقيق شفاف يكشف ملابسات ما جرى ويوفر حماية أكبر للسودانيين المقيمين في مصر.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس
