أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. تشهد وسائل التواصل الاجتماعي في السودان موجة واسعة من الغضب والسخط تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تُتهم بقصف مطار بورتسودان ومخازن للوقود. ويرى السودانيون أن الإمارات ساهمت في مقتل آلاف الأبرياء في السودان من خلال دعمها لقوات الدعم السريع، التي ارتكبت جرائم فظيعة في عدة ولايات.
وتداول السودانيون هاشتاغ “لا سلم الله الإمارات”، مطالبين في الوقت ذاته الجيش السوداني بالرد على الهجوم الإماراتي واستهداف عمقها الاستراتيجي، كرد فعل على ما ألحقته بالسودان من دمار وخراب.
وفي سياق متصل، نظم عدد من الشباب السودانيين مجموعات على تطبيق “واتساب” لإطلاق حملة شعبية لمناهضة ما وصفوه بالعدوان الإماراتي على بلادهم، واقترحوا وضع ملصقات على خلفيات السيارات و”الركشات” بعبارات مثل: “#الإمارات\_تقتل\_السودانيين” و”#الإمارات\_ترعى\_الإرهاب”.
رد فعل طبيعي
يرى الناشط السياسي جعفر خضر أن غضب السودانيين على الإمارات هو رد فعل طبيعي لما تفعله حكومة أبوظبي، بقيادة محمد بن زايد، ضد الشعب السوداني. وأوضح أن الإمارات تخوض حربًا عدوانية على السودان باستخدام مليشيا الجنجويد، وجلب مرتزقة من مختلف أنحاء العالم.
وتابع قائلًا: “ارتكبت حكومة أبوظبي إبادة جماعية ضد السودانيين في الجنينة وود النورة وغيرها، وقتلت مئات الآلاف من المدنيين في مختلف أنحاء السودان، واغتصب مرتزقتها آلاف النساء، ومارست الاسترقاق الجنسي، ونهبت مليارات الدولارات من بيوت السودانيين، ودمرت البنية التحتية للبلاد. لذلك فإن غضب السودانيين عليها طبيعي ومشروع وسيستمر”.
وأضاف جعفر، في حديثه لموقع “أفريقيا برس”، أن “الدولة السودانية والتقارير الأممية والصحافة العالمية المحترمة أكدت تورط حكومة أبوظبي في حرب العدوان على السودان، حيث وظفت مليشيا الجنجويد للاستيلاء على الدولة السودانية، واستقدمت المرتزقة الأجانب، الذين بلغ عددهم 200 ألف مرتزق أجنبي من ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا والنيجر وحتى كولومبيا”.
وأوضح أن الإمارات “تزود هذه المليشيات والمرتزقة بالأسلحة والمسيرات الاستراتيجية، وتقدم لهم الخدمات الطبية”.
ويرى خضر أن الإمارات تحاول الآن، بعد الهزائم التي تلقتها، تغيير تكتيك الحرب باستهداف المناطق الآمنة في بورتسودان وغيرها باستخدام المسيرات الاستراتيجية من خارج السودان. لكنه استدرك قائلًا إن “الشعب السوداني قد التف حول جيشه وتوحد لصد العدوان الإماراتي، ونجح الجيش والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية من قبل في دحر المليشيات من ولايات سنار والجزيرة والخرطوم والنيل الأبيض، ما عدا جيوب قليلة، وتدور الآن المعارك في كردفان، ولا تزال فاشر السلطان صامدة صمود الجبال”.
واختتم جعفر تصريحه قائلًا: “إرادة الشعب السوداني أقوى من الأسلحة، وعزيمة الشعب تؤكد أن هزيمة الإمارات ماثلة أمام العين”.
لماذا الغضب؟
في ذات السياق، يقول المحلل السياسي مجدي عبد القيوم “كنب” إن غضب السودانيين ضد الإمارات مشروع، وله أسبابه القوية. ويوضح مجدي: “متى تغضب الشعوب؟ تغضب عندما تُنتهك سيادة بلادها، وتُدمّر بناها التحتية، ويُقتل مواطنوها، ويُهجّرون ويُنزحون، وترتكب بحقهم أفظع الجرائم ضد الإنسانية”.
ويرى مجدي في حديثه لموقع “أفريقيا برس” أن الإمارات انتهكت سيادة البلاد، وتحاول السيطرة على مواردها الطبيعية من أراضٍ خصبة ومياه ومعادن ثمينة، بل وحتى ساحل البحر الأحمر. ولتحقيق هذه الأهداف، استمالت الكثير من ضعاف النفوس من الساسة والنشطاء، وسلّحت بعتاد حربي متطور مليشيا الدعم السريع، وجندت في صفوفها مقاتلين مرتزقة من كل أنحاء العالم، واستقدمت خبراء عسكريين وتقنيين.
ويؤكد “كنب” أن ما قامت به الإمارات أكبر من مجرد جريمة حرب وإبادة جماعية، إذ إنها استهدفت شعبًا بأكمله.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس