في إي سياق تُقرأ خلافات جنرالات الجيش السوداني؟

57
في إي سياق تُقرأ خلافات جنرالات الجيش السوداني؟
في إي سياق تُقرأ خلافات جنرالات الجيش السوداني؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. خلافات طفت على السطح بين جنرالات الجيش السوداني بشأن المقاومة الشعبية، وفيما حذر نائب قائد الجيش الفريق شمس الدين كباشي من خطورة المقاومة الشعبية في حال لم تضبط، وشدد بأن لا تكون “بازارا ولا سوقا سياسيا”، وفي الصدد دعا مساعد البرهان الفريق ياسر العطا إلى التمسك بالمقاومة الشعبية وعدم الالتفات للأقول السلبية بشأنها – في إشارة لحديث الكباشي -.. وبين حديث العطا والكباشي، ثمة تساؤل وسط المراقبين مفاده؛ في أي سياق تُقرأ خلافات الجنرالات”.

والمقاومة الشعبية هي قطاع واسع من الشعب السوداني يقاتل مع الجيش ضد قوات الدعم السريع، وتم تسليحها وتدريبها بواسطة الأجهزة النظامية، كما يتهم الإسلاميون بتكوينها والوقوف خلفها على اعتبار أن هنالك عددا كبيرا من شباب التيار الإسلامي ينضمون إليها.

ويذهب المحلل السياسي محمد عبدالجبار إلى أن خلافات قادة الجيش تؤكد تعدد مراكز القرار داخل الجيش، منوها إلى أن هنالك من يرفض المقاومة الشعبية ويريد السلام، وهنالك من يريد الحسم العسكري ويريد المقاومة الشعبية، مؤكدا في حديثه لموقع”أفريقيا برس”؛ أن هذا الانشقاق يعمق من أزمة السودان ومن شأنه أن يمد أمد الحرب، داعيا قادة القوات المسلحة للاتفاق وتجنب الخلاف حتى يخرج السودانيون من أزمتهم المستعصية.

خلافات خطيرة

الباحث السياسي هشام عباس، دعا لعدم التقليل من خلافات الجيش لجهة أنها خلافات خطيرة وباتت واضحة، وبحسب عباس الذي تحدث لموقع “أفريقيا برس”؛ فإن هنالك مجموعة من الضباط ترى أن هذه الحرب عبثية ولا تخدم إلا مصالح جهة محددة وتهدد وحدة البلاد وتماسك الجيش نفسه، مستدركا بالقول “لكن هذه المجموعة من الضباط مجموعة ضعيفة والغلبة داخل الجيش للتيار المناصر للنظام السابق وهم من يسيطرون على قرار الجيش”. وبحسب رؤية عباس فإن من يرفض المقاومة الشعبية هم أنصار الحوار والتفاوض، كما أن الذين يؤيدون المقاومة الشعبية هم أنصار النظام السابق الذين يختطفون الجيش. ونبه إلى أن التيار المسيطر على الجيش نجح أكثر من مرة في إفشال أي توجه نحو حل المشكلة، كانت آخرها الضربة التي وجهت للكباشي نفسه فيما يعرف بإتفاق المنامة وقبلها أيضاً كانت للكباشي ومجموعته داخل الجيش مساعي لتنشيط منبر جدة عقب خروجه من الحصار مباشرة. وأضاف، عباس “‏أما ياسر العطا فهو يعيش مرحلة الطموحات الشخصية، ويرى أن الفرصة مواتية ليكون بشير الإسلاميين الجديد لمعرفته عدم رضا التيار الإسلامي الذي أشعل الحرب على أداء البرهان. ومنذ فترة يقول بدأ يتقرب من المليشيات الإسلامية وكسب ثقتهم وأشرف بنفسه على معارك”.

لماذا التصريحات؟

بالنسبة للقيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار؛ فإن تصريحات العطا وكباشي بشأن المقاومة الشعبية مجرد تمويه بهدف وأد الثورة، مؤكدا أن جميع جنرالات الجيش على قلب رجل واحد. ولفت إلى أن التمويه قصد منه ذر الرماد في العيون وإحداث ضبابية في الوعي بأن هنالك خلافات، مستدركا “ولكن ما حدث لعب أدوار وترضية كافة القوى السياسية”.

ويضيف كرار لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن العطا والكباشي هم لجنة أمن نظام البشير ومتفقون في عمل لجان المقاومة الشعبية بهدف إعادة النظام السابق إلى الحكم عبر هذه اللجان”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here