أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. منذ إعلان سيطرتها على ولاية الجزيرة – وسط السودان- في ديسمبر الماضي، ترتكب قوات الدعم السريع جرائم فظيعة في حق الشعب السوداني، حيث تقوم بتهجير السكان، فضلا عن قتلهم ونهب ممتلكاتهم، في وقت تسود فيه حالة صمت من قبل الجيش السوداني الذي أعلن في عدد من المناسبات استعداده لتحرير الولاية.
حالة إشتباك
قبل يومين اجتاحت قوات الدعم السريع قرية “الكبر” -غرب الحصاحيصا- حيث طلبت من المواطنيين إخلاء منازلهم، قبل أن تقوم بنهب أموالهم وسياراتهم، وقال المواطن فضل الله لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن قوات الدعم السريع كانت تتمركز حول القرية، وطيلة فترة وجودها لم تتعدى على أفراد القرية”، مستدركا “ولكن تفاجئنا صباح أمس بدخول أرتال من قوات القرية وتطلب إخلاء المنازل”، مشيرا إلى أن شباب القرية إشتبكوا معهم ونتج عن الاشتباك عدد من القتلى. ويرى فضل الله، أن قوات الدعم السريع تخوض الحرب ضد المواطن وليس الجيش، مرجحا أن تواجدها داخل القرى والبيوت بغرض الاحتماء بالمواطنين من طيران الجيش.
إهانة وتعدي
في الصدد شهدت مدن الحصاحيصا وأربجي والمعيلق حالة نزوح جماعي بسبب إنتهاكات قوات الدعم السريع، حيث أظهر مقطع فيديو إنتشر في الوسائط لمواطنين وهم يتعرضون للإهانة من قبل أفراد الدعم السريع.
في الأثناء قال عضو بمقاومة الحصاحيصا -فضل حجب هويته- قال لموقع “أفريقيا برس” إن قوات الدعم السريع ظلت تعتدي باستمرار على مناطق وقرى الحصاحيصا، كاشفا عن حالات إغتصاب وسط النساء، بجانب القتل والتشريد، في وقت دعا فيه المنظمات الحقوقية لرصد الانتهاكات والتي وصفها بالكارثية، مضيفا بالقول “قوات الدعم السريع عملت على قطع الانترنت بولاية الجزيرة وذلك حتى تحجب إنتهاكاتها المروعة بحق المدنيين”.
وبحسب متابعات “أفريقيا برس”، فإن قوات الدعم السريع نهبت ما يقارب الـ80 قرية في ولاية الجزيرة، حيث مارست في هذه المناطق أبشع أنواع الانتهاكات من قتل وتشريد واغتصاب. ولعل أبرز المناطق التي طالتها إنتهاكات الدعم السريع هي قرى ومدن شمال الجزيرة حيث المسعودية وكاب الجداد والسدبرة والتي.
حالات خطيرة
وفي شرق الجزيرة مدينة “برانكو” أعتدت قوات الدعم السريع على سكان المنطقة ونهبت ممتلكاتهم وسياراتهم ومجوهرات النساء، معللة بأن سكان المدينة معظمهم ضباط يتبعون للجيش السوداني، كما قال مواطن من المنطقة لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن ميلشيا الدعم السريع اعتقلت عددا من المواطنين بحجة إنهم ضباط جيش الأمر الذي قاد معظم شباب القرية لمقاومة القوات، والتي بدورها لم تتوانى، حيث أطلقت عليهم الرصاص وأسفر ذلك عن سقوط إصابات بالغة وخطيرة”.
الصحفي علي دلاي من قرية “العزيز” التابعة لولاية الجزيرة قال لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن قوات الدعم السريع اعتدت على أفراد أسرته مستخدمة الرصاص وسط مقاومة من أبناء المنطقة” والذين بحسب دلاي “إستبسلوا ونالوا الشهادة”.
توقف المستشفيات
وعلمت “أفريقيا برس” إن عددا من مستشفيات ولاية الجزيرة خرجت عن الخدمة فور وصول قوات الدعم السريع، إذ سارع الأطباء والعاملون على إخلاء المرافق الصحية، وهو الأمر الذي خلف أوضاعا صحية كارثية وسط المواطنيين سيما الذين يعانون من أمراض مزمنة.
من جانبها، قالت لجان مقاومة منطقة أبو قوتة التابعة لولاية الجزيرة؛ إن الدعم السريع هاجمت قرية “كترة الضقالة” للمرة الثانية ما أدى إلى مقتل 4 مواطنين وإصابة أكثر من 15 آخرين بالإضافة لاستباحتها للقرية ونهبها ونشرها للخوف وسط المواطنين ونزوح القرية بأكملها للقرى المجاورة.
الكاتب الصحفي عبدالناصر الحاج تأسف لما يحدث لسكان ولاية والجزيرة، مؤكدا “أنهم لا علاقة لهم بالسلطة وجدلية المركز والهامش”، وقال عبدالناصر لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن جرائم الدعم السريع بحق أهالي الجزيرة جرائم يندى لها الجبين وتدمي لها القلوب”، داعيا لوقفها وتحكيم صوت العقل.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس