قيادي سابق في حركة “حق” يهاجم أمريكا و”تقدم”

40
قيادي سابق في حركة
قيادي سابق في حركة "حق" يهاجم أمريكا و"تقدم"

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. هاجم القيادي السابق في حركة “حق” مجدي عبدالقيوم “كنب”، الولايات المتحدة الأمريكية، معتبرا لديها أهدافا خفية في حرب السودان وأبرزها حسب عبد القيوم؛ نزع الشرعية من السلطة القائمة في السودان، وشرعنة قوات الدعم السريع، وحظر طيران الجيش، بجانب مخطط تقسيم السودان.

في سياق مختلف، قال عبدالقيوم في حوار مع “أفريقيا برس” إن “تقدم” تعد الظهير السياسي لقوات الدعم السريع، موضحا بأن ثمة علاقة بينها وبين الدول التي ترعى مشروع الدعم السريع، كما اتفق عبدالقيوم مع حديث البرهان والذي قال في سياقه “إن بعض قيادات تقدم أبواق للدعم السريع ويتحدثون باسمه”.

إنهارت مفاوضات جنيف، لم يحدث التوافق بين السودانيين، ماذا بعد جنيف أو بالأحرى ما هي السيناريوهات المتوقعة؟

في البداية من المهم الاشارة إلى أنني أقف على منصة ترى أن هذه الحرب هي من حروب الجيل الرابع التي تستهدف إخضاع الدول، وهي محاولة لتمرير مشروع دولي يرمي إلى نهب موارد البلاد ومقدراتها.

الحديث عن جنيف نفسه يستدعي أسئلة كثيرة عما هي السيناريوهات أو الأهداف من مباحثات جنيف، هل حقيقة أن المجتمع الدولي إن جاز استخدام المصطلح بالنظر إلى أن الراعي الحقيقي لحوار جنيف هي أمريكا وحلفاءها ولم تأتي تلك المباحثات تحت مظلة الأمم المتحدة أو إحدى وكالاتها يهدف حقيقة إلى مساعدة السودانيين بإحلال السلام وبذل جهود في مكافحة المجاعة وضمان وصولها إلى المتضررين عبر تحديد مسارات آمنة؟ وفي تقديري أن هناك أهدافا خفية تسعى أمريكا وحلفاءها لتحقيقها، فإنك إن نظرت إلى الحوار الذي سبق جنيف وجرى في جدة بين الوفد الحكومي والأمريكي للوصول لتفاهمات حول النقاط والاستفسارات التي قدمتها الحكومة ورهنت حضورها ومشاركتها في جنيف بالإجابة عليها من الجانب الأمريكي.

ومن خلال التقرير الذي قدمه رئيس وفد الحكومة السيد وزير المعادن أبو نمو ووردت في سبعة نقاط رئيسية نلاحظ أن أهم تحفظات الحكومة تمثلت في رفض الحكومة لإشراك دولة الإمارات في مباحثات جنيف بصفة مراقب باعتبار أن السودان قدم شكوى رسمية ضدها أمام مجلس الأمن متهما إياها بالضلوع في الحرب التي تدور ببلادنا من خلال الدعم بكافة أشكاله لقوات الدعم السريع المتمردة، وهي شكوى لها وثائقها القانونية، وكذلك إصرار أمريكا على التعامل مع الجيش وليس الحكومة كسلطة مدنية وكذلك مطالبة الحكومة بتنفيذ ما ورد في إعلان المبادئ الصادر عن منبر جدة.

وفي تقديري إنها تحفظات منطقية، وبالتالي فإن إصرار أمريكا على موقفها يشي بأن هناك أهدافا خفية تسعى أمريكا لتحقيقها عبر ما يمكن أن تسميه حملة ابتزاز سياسي ممنهجة تحت شعار زائف وبراق حول القضايا الإنسانية وما يتعرض له السودانيين من مجاعة، ويمكن الزعم ومن خلال السياق الكلي للأحداث وموقف أمريكا أن هذه الأهداف الخفية يمكن إيجازها في عدة نقاط هي:

* نزع الشرعية عن السلطة القائمة

* شرعنة وجود قوات الدعم السريع

* فرض حظر على الطيران الحكومي

* تنفيذ مخطط تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ على غرار النموذج الليبي

ربما ما يعضد من صحة هذا الزعم؛ الإعلان عن التحالف الذي خرج من رحم جنيف، وهو تحالف يقفز فوق الشرعية الدولية لأنه بلا غطاء سواء من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن، ويتجاوزها تماما مثل تحالف استعادة الشرعية في اليمن، وبالتالي فإن موقف الحكومة يبدو مفهوما فما من دولة تحترم سيادتها يمكن أن تقبل بهذا

أما مآلات المشهد، فهي ترتبط وثيقا بقدرة الحكومة السودانية على استخدام تكتيكات ناجعة ونجاحها في المناورة واللعب على التناقضات، فهذه لعبة دولية بامتياز، ومن جانب آخر ردة فعل أمريكا باعتبار أنها صاحبة الدعوة لجنيف، وفي ظني أنها ستطوي صفحة جنيف وستحاول الدخول من باب آخر بما يشكل ضغطا أكثر على الحكومة، ويترك لها مجالا للنفاذ منه وهو منهج سياسة العصا والجزرة، وأستبعد التصعيد في الميدان العسكري.

بعد 500 يوم من حرب السودان؛ لماذا تتعنت أطراف القتال في التمادي والاستمرار في الحرب؟

هذه الحرب مركبة داخلها حروبات، فإذا كنت تعني القوات المسلحة السودانية، فهي تخوض حربا تهدد وجود الدولة ككيان، وقطعا هذا واجب الجيش كقوة صلبة معنية بحماية الدولة، أما الأطراف الأخرى التي تسعى إلى إخضاع الدولة سواء الدولية أو الإقليمية أو وكلائها المحليين، فإن إيقاف الحرب أو نهايتها بالنسبة لهم مرهون إما بهزيمتهم في الميدان أو تقديم تنازلات وفقا لاتفاق سياسي.

هذه الحرب لها أبعادها المتصلة بالصراع على الموارد ولا صلة لها بالحكم المدني أو الديمقراطي أو ما نحوه من مزاعم بدليل أن الدول في الأقليم الفاعلة والضالعة في الحرب كأنظمة سياسية، أنظمة إما هجين بين النظام العسكري والمدني أو أنظمة تقوم على توريث الحكم.

الدعم السريع تهدد بتشكيل حكومة في الخرطوم، ماذا يعني لك هذا التهديد؟ وهل ستجد قبولا في حال شكلت حكومة؟

لنفترض أن الدعم السريع بسطت سيطرتها على كل الخرطوم بمدنها الثلاث، هل تجربتها في التعامل مع المواطنين تجعلها مؤهلة أخلاقيا حتى للحكم؟ هذا بصرف النظر عن الجوانب الفنية.

شخصيا لا اعتقد أن الدعم السريع تفكر مجرد تفكير في الحكم، وذلك وتأسيسا على الطريقة التي ظلت تتعامل بها مع المواطنين.

العبرة ليست بتشكيل الحكومة إنما بالاعتراف الدولي والاقليمي والغطاء السياسي والمشروعة السياسية من ناحية جماهيرية والشرعية الدستورية.

هذه مجرد بروبغندا ليس الا.

البرهان قال إن قيادات “تقدم” أصبحوا أبواقا للدعم السريع ويتحدثون باسمها… هل تتفق مع هذا الحديث؟

للدقة لنقل بعض قيادات تقدم وليس كلها، هذا على مستوى الأشخاص، أما التحالف كشخصية اعتبارية، فهو بلا شك ظهير سياسي للدعم السريع، ليس بسبب اتفاق حول المواقف السياسية بل للعلاقة العضوية بين هذا التحالف من جانب والدول التي ترعى المشروع الدولي من جانب آخر، مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا والإمارات أو ما يطلق عليه جزافا المجتمع الدولي.

لذلك فإن وصف الفريق البرهان لا يبتعد كثيرا عن الحقيقة، بماذا يمكن أن تصف سياسي يطالب الجيش بالاستسلام على غرار الجيش الياباني؟ هذا الشخص لا يستطيع التفريق بين الدولة والنظام السياسي، وبالتالي إما أنه غير مؤهل أو ينفذ اجندة لصالح جهة ما.

الجيش أعلن إجراء تحقيق بحق قائد الفرقة التابعة لسنجة وقبل هذا، تم التحقيق مع قائد الفرقة في مدني، ماذا يعني ذلك؟ وهل هذا الإجراء مجدي ويمنع تكرار الانسحاب في مدينة أخرى؟

مع أن هذه قضايا عسكرية من اختصاص الخبراء العسكريين إلا أنه وتأسيسا على انه قد تم تشكيل لجان تحقيق فإن هذا يعني وجود شبهات وقرائن أحوال على الأقل تستدعي المحاكمة، فأنا شخصيا تابعت مجريات أحداث مدني بالدقيقة من لحظة وصول قوات الدعم السريع “للشرفة” وحتى اجتياز كبري حنتوب وبدا لي أن ثمة أشياء غير منطقية. وطبعا نظرية العقاب والثواب والتي توافق هنا مفردات الترقي او التجريد من الرتبة أو الإحالة للتقاعد.. الخ. لذلك فإن الإجراءات شيء طبيعي وقطعا هي مجدية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here