“لامبيدوزا” الإيطالية.. طوق نجاة لمهاجرين أفارقة تحفه المخاطر (تقرير)

49
"لامبيدوزا" الإيطالية.. طوق نجاة لمهاجرين أفارقة تحفه المخاطر (تقرير)

أفريقيا برس – السودان. لأسباب مختلفة من بينها الفرار من الحرب، يخوض إفريقيون ويلات الهجرة غير النظامية المحفوفة بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط، للوصول إلى جزيرة “لامبيدوزا” جنوبي إيطاليا حيث “الأمل بحياة أفضل”.

هذه الجزيرة، التي تبلغ مساحتها 20 كيلومترا مربعا والأقرب إلى شمال إفريقيا منها إلى البر الرئيسي لإيطاليا، أصحبت في الفترة الأخيرة خط المواجهة الأول في أزمة الهجرة نحو أوروبا.

وفي الأسابيع الأخيرة، اكتظ مركز استقبال المهاجرين في جزيرة لامبيدوزا بالآلاف متجاوزا طاقته الاستيعابية، حيث قدّر الصليب الأحمر الإيطالي وصول نحو 7 آلاف مهاجر في منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، معظمهم قدموا بالقوارب من تونس.

وتقوم السلطات المحلية بنقل مئات المهاجرين تدريجيا بالعبّارات إلى أحد مراكز الاستقبال في صقلية ومن ثم إلى البر الرئيسي لإيطاليا، ولم يتبق سوى عدد قليل منهم في لامبيدوزا.

**الفرار من الحرب

وصل الشاب السوداني عبدول (20 عاما)، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، قبل أيام إلى شواطئ جزيرة لامبيدوزا، بحثا عن “حياة أفضل” في أوروبا.

التقت الأناضول عبدول أثناء انتظاره للصعود على متن سفينة متوجهة إلى جزيرة صقلية مع عشرات المهاجرين الآخرين الذين رووا قصصا مماثلة.

وقال للأناضول: “وصلت إلى لامبيدوزا عبر البحر، على متن قارب صغير جدا ومعي نحو 40 شخصا، هروبا من الاقتتال في العاصمة الخرطوم”.

ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلَّفت أكثر من 5 آلاف قتيل، فضلا عن أكثر من 5 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب الأمم المتحدة.

ويصف الرحلة التي خاضها بـ”الخطيرة”، مشيرا إلى أنه لم “يكن يملك خيارا آخر سوى الرحيل من إفريقيا نحو أوروبا”.

ويستذكر عبدول المشاهد المؤلمة التي مرّ بها خلال رحلته الشاقة أجل الوصول إلى أوروبا، قائلا: “رأينا الناس يموتون في البحر”.

ورغم أن مستقبل عبدول ما يزال مجهولا، إلا أنه يأمل “بحياة أفضل أو وظيفة في إيطاليا أو دولة أوروبية أخرى” لمساعدة أسرته في وطنه الأم.

وختم قائلا: “أود أن أعيش في مدينة إيطالية مثل روما، وبالتأكيد لن أعود إلى إفريقيا”.

** المهاجرة بدينها

وفي قصة مماثلة، وصلت الشابة بلايسين دودوري (22 عاما) إلى لامبيدوزا مع زوجها وطفلتهما البالغة من العمر عامين فقط، على متن قارب قادم من نيجيريا.

تحدثت دودوري إلى الأناضول وهي تمسك بيد طفلتها أثناء انتظارها مع مهاجرين آخرين في ميناء الجزيرة للصعود على متن سفينة تقلّها وعائلتها إلى وجهة غير معروفة في البر الرئيسي الإيطالي.​​​​​​​

وقالت دودوري، إنها “اضطرت إلى مغادرة بلدها لأن زوجة أبيها أرادت منها تغيير دينها”، دون الإفصاح عن الدين المقصود.

وأضافت: “أردت أن أكون حرة”، في إشارة إلى رفضها تغيير دينها.

وفي 17 سبتمبر الماضي، كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عقب جولة في مركز للمهاجرين في لامبيدوزا، النقاب عن خطة من 10 نقاط لمساعدة إيطاليا في حل أزمة المهاجرين.

ومما تنص عليه الخطة زيادة المساعدة لإيطاليا من خلال وكالة اللجوء ووكالة حماية الحدود الأوروبيتين، ودعم نقل المهاجرين من جزيرة “لامبيدوزا” الإيطالية إلى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى الراغبة في قبولهم.

ووفقا لوزارة الداخلية الإيطالية، وصل نحو 126 ألف مهاجر إلى البلاد عن طريق البحر منذ مطلع العام وحتى 14 سبتمبر الماضي، وهو ما يقرب من ضعف العدد مقارنة بالفترة نفسها من 2022.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here