أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. ندرة في السلع الضرورية، وغلاء فاحش، وانتشار مخيف لوباء الكوليرا، مع وفيات بالجملة… هكذا هو الوضع في دارفور المنسيّة. وقد أكد عضو لجان مقاومة الفاشر النذير محمد، أن الأوضاع الإنسانية في دارفور بلغت مرحلة كارثية غير مسبوقة، حيث قال إن نقص السلع الأساسية جعل كيس الدُّخن (حبوب غذائية شبيهة بالذرة والشعير)، يُباع بمبالغ خيالية لا يقدر عليها المواطن.
وأشار في تصريح لـ “أفريقيا برس”، إلى انتشار الأوبئة وفي مقدمتها الكوليرا التي تجاوزت سبعة آلاف إصابة وثلاثمائة وفاة، إضافة إلى تفشي الملاريا في ظل انعدام الأدوية.
وأضاف أن مراكز العزل قليلة وضعيفة التجهيز، وأن الأهالي يلجؤون للعلاج بالأعشاب مثل “العرديب” و”المحريب”. وشدد على أن معسكرات النزوح تعيش وضعًا غير إنساني يختزل المجاعة والوباء والحرب، وسط صمت عالمي مريب.
ما هو وضع الخدمات الضرورية والسلع في دارفور؟
هنالك نقص كبير في السلع الضرورية، وحتى لو توفرت في بعض الأحيان تكون بمبالغ خرافية، فمثلاً شوال “الدخن” والذي يعد وجبة رئيسية يباع بعشرة آلاف مليار. كذلك هنالك نقص في الإمدادات الطبية ومواد الإيواء ومصادر المياه والصرف الصحي. المواطن لا يملك قيمة شراء السلع، وهو ما يعني فعليًا مثل عدمها.
ماذا عن الأوبئة في دارفور؟ وهل هنالك علاجات؟
هناك انتشار كبير غير مسبوق لوباء الكوليرا، والذي تجاوز إجمالي الحالات اليومية منذ تفشي المرض 7780 حالة، بما في ذلك 330 حالة وفاة، بالإضافة إلى الملاريا والالتهابات، والأدوية غير متوفرة.
ما هي المناطق الأكثر انتشارًا لوباء الكوليرا في دارفور؟
الملاحظ أن أكثر المناطق التي ينتشر فيها المرض هي مناطق جبال مرة وطويلة وأم كدادة. وكل يوم نسبة الكوليرا في ازدياد.
هل هنالك مراكز عزل لمرضى الكوليرا؟
المراكز الصحية موجودة ولكنها قليلة، بجانب ضعف الخدمات فيها.
وكيف يتم معالجة المرضى؟
بالأعشاب الطبيعية، فمثلاً داء الملاريا يعالج بعصير “العرديب” الذي أصبح غالي الثمن. أما الكوليرا فهنالك “المحريب” يتم غليه في الماء ويقوم المريض بتناوله.
كيف هو الآن الوضع في معسكرات النزوح؟
الوضع غير إنساني ومروع، المجاعة والأوبئة والحرب تحصد أرواح الناس وتمثل كابوسًا وكارثة إنسانية منسية، والعالم صامت أمام هذا الوضع الكارثي غير الطبيعي.
لماذا يصمت العالم؟
لأن الولايات المتحدة التي تقود العالم تريد أن تسقط الفاشر في يد حليفها العسكري “الدعم السريع” ويسيطر عليها، وكل ذلك تمهيداً لانفصال دارفور الذي تدعمه أمريكا والصهيونية والماسونية.
ماذا بشأن الوضع الأمني في دارفور؟
هناك انتهاكات ضد حقوق الإنسان ترتكبها قوات الدعم السريع، حيث بين الفينة والأخرى تُرتكب جرائم قتل ونهب وسلب، وذات القوات هي التي تصدر القوانين الجائرة والظالمة على مواطن دارفور المغلوب على أمره.
أوصف لنا الوضع في الفاشر؟
الوضع في الفاشر كالآتي: نفدت كل الاحتياجات الأساسية، وتبقى “الأمباز” (نوع من الأعلاف يقدم للحيوانات) وجبة رئيسية، وأسعاره ارتفعت، أما بقية الحاجات الأخرى فلا توجد.
هذا يعني أن مواطن الفاشر ما زال يأكل “الأمباز”؟
نعم، ما زال يأكل الأمباز، ومن المتوقع أن ينفد، وحينها ستكون هناك إبادة جماعية صامتة.
ماذا عن التكايا؟ هل هنالك دعم مستمر لها؟
نعم، هناك تكايا تعمل، لكن لديها نقص في الدعم. عدد من المتطوعين السودانيين المقيمين في أوروبا والخليج قاموا بتمويل التكايا في الفترة الماضية، ومن المتوقع أن يتوقفوا عن الدعم.
لماذا التوقف؟
لأن كل السلع في دارفور، وبالتحديد الفاشر، على وشك النفاد. وبالتالي لا جدوى من التبرع والدعم في ظل شح السلع التي يتم شراؤها.
إذن ما هي الحلول؟
هنالك عدة خيارات: إما إسقاط جوي للمواد الغذائية عبر طيران الجيش، أو الإسراع في فك حصار الفاشر ومن ثم التوجه إلى تحرير كل ولايات دارفور الأخرى.
هل عمليات إسقاط الغذاء لمواطني الفاشر تتم كل يوم؟
عمليات الإسقاط أحياناً تكون كل فترة، لدرجة يمكن أن تكون أكثر من شهر.
متى كان آخر إسقاط غذائي من قبل الجيش؟
أعتقد منذ أسبوع.
هل كان كافياً؟
لا بأس به، يكفي لمدة أسبوع أو أكثر.
ما هي أنواع الأغذية التي يتم إسقاطها؟
الأرز، العدس، البصل، الدقيق، ومجموعة من الأدوية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس