لماذا اعتقلت مصر قائد فيلق البراء؟

3
لماذا اعتقلت مصر قائد فيلق البراء؟
لماذا اعتقلت مصر قائد فيلق البراء؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. على نحو مفاجئ، اعتقلت السلطات المصرية قائد فيلق البراء، المصباح طلحة أبوزيد، وهو الأمر الذي أثار تساؤلات عديدة حول أسباب وتوقيت الاعتقال.

والمصباح طلحة قيادي محسوب على الإسلاميين في السودان، ويقود فصيلاً يقاتل مع الجيش السوداني. وقد اعتبر بعض المراقبين قتال الإسلاميين مع الجيش محاولةً للعودة إلى السلطة، في حين يرى مناصرو الإسلاميين أنهم يقاتلون من أجل الوطن والمواطن السوداني.

وكان المصباح قد وصل إلى مصر قبل أسبوع، حيث قال إن زيارته لمصر كانت زيارة خاصة لتفقد زوجته وأبنائه. غير أن السلطات داهمت منزله وألقت القبض عليه، بينما ذكرت أسرته أنها حتى الآن لا تعلم شيئًا عن مصيره الذي ما يزال مجهولًا.

محاكمة عادلة

يقول المحلل السياسي جعفر خضر لموقع “أفريقيا برس” إنهم لا يعرفون أسباب اعتقال الأجهزة الأمنية المصرية للمصباح أبو زيد، قائد كتائب البراء، مستدركًا أنه في كل الأحوال يجب معاملته معاملة تراعي حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أنه في حال وجود اشتباه بارتكابه مخالفة في مصر، ينبغي أن يخضع لمحاكمة عادلة أو أن يُطلق سراحه فورًا.

وبحسب جعفر، فإن وجود وتمدد كتائب البراء كان نتيجة السياسات الخاطئة لقيادة الجيش السوداني، التي أفسحت المجال ـ على حد قوله ـ للتجنيد عبر الكتائب الأيديولوجية والإثنية والجهوية، مؤكدًا أن جل الشعب السوداني كان على استعداد للانخراط في الجيش السوداني والمقاومة الشعبية المنضوية تحت لواء الجيش، وليس غيره، للدفاع عن الوطن في وجه ميليشيا الجنجويد الإماراتية التي استهدفت الشعب وارتكبت في حقه جرائم تشيب لهولها الولدان.

وتابع أن قيادة كتائب البراء، بقيادة المصباح، ظلت ترسل رسائل للداخل والخارج عبر الشعارات والهتافات والكلمات، تؤكد فيها أيديولوجيتها الإسلامية المنسجمة مع نظام الإنقاذ الذي لفظه الشعب السوداني في ثورة ديسمبر 2018.

ويقول جعفر إن الدور الذي تقوم به قيادة كتائب البراء يعزز سردية ميليشيا الجنجويد الإماراتية بأنها تحارب الإسلاميين، وأن الجيش يسيطر عليه الإسلاميون.

وكشف خضر أن أشخاصًا يخدمون الإمارات، داخل معسكر الدولة، بوعي أو بدون وعي، يقفون وراء اعتقال المصباح.

وختم حديثه قائلًا: “لا شك أن هناك من قاتل بصدق في صفوف كتائب البراء واستشهد دفاعًا عن الشعب، سواء من الإسلاميين أو من غير الإسلاميين، لكن معظم الإسلاميين يقاتلون من أجل العودة إلى السلطة”.

لماذا الاعتقال؟

قال قيادي رفيع في حزب سياسي سوداني، فضل حجب هويته، لموقع “أفريقيا برس” إن قائد كتائب البراء تم اعتقاله في مصر لارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين هناك، منوهًا إلى أن الحكومة المصرية تتخوف من أن يقدم مساعدات لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وهو الأمر الذي قد يزعزع نظام السيسي.

ولا يستبعد القيادي أن يكون البرهان قد أمر السلطات المصرية باعتقال المصباح، وذلك حتى يؤكد ولاءه للسيسي وأنه لن يسمح للإسلاميين بالرجوع إلى حكم السودان.

وبحسب مصادر صحفية، فإن المصباح عقد لقاءات عديدة ومتكررة مع أعضاء من قيادات الإخوان المسلمين في مصر، وهو ما يؤكد اعتقاله من قبل السلطات المصرية.

عفوية المصباح

أما المحلل السياسي الفاتح محجوب، فيرى أن المصباح يتصرف بعفوية شديدة ويتدخل لحل مشاكل السودانيين في مصر، مسخرًا علاقاته الواسعة، وبالتالي يجد نفسه محط اهتمام وهتاف السودانيين.

وأضاف الفاتح لموقع “أفريقيا برس” أن المصباح، بصفته رمزًا إسلاميًا جهاديًا، فإن ظهوره اللافت يغضب السلطات في مصر وفي الخليج، وهذا هو نفس سبب اعتقاله وإبعاده من السعودية. ورجّح أن يتم إبعاد المصباح من مصر في غضون الساعات القليلة القادمة إلى بورتسودان أو مدينة حلفا المتاخمة لمصر.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here