لماذا تستمر الإمارات في دعمها للدعم السريع؟

75
لماذا تستمر الإمارات في دعمها للتمرد؟
لماذا تستمر الإمارات في دعمها للتمرد؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. على الرغم من الشكوى التي قدمها السودان ضدها في مجلس الأمن، وبالرغم من كشف التقارير الأممية والصحفية لدعمها للتمرد، تواصل الإمارات إمداد قوات الدعم السريع بالأسلحة والمعدات العسكرية تحت غطاء المساعدات الإنسانية، حيث رصدت أجهزة أمنية سودانية مطلع الأسبوع الماضي هبوط طائرة إماراتية في مطار أم جرس التشادي تحمل إمدادات عسكرية للدعم السريع… ليبقى السؤال قائمًا: لماذا تستمر الإمارات في دعمها لقوات الدعم السريع؟

وقد قالت وسائل إعلام محلية، إن الإمارات نقلت إلى قوات الدعم السريع أسلحة ومعدات عسكرية تحت ستار المساعدات الإنسانية. فيما رصدت جهات أمنية سودانية مطلع الأسبوع الماضي هبوط طائرة في مطار أم جرس التشادي لتوصيل الإمدادات، وذكر مصدر مطلع أن الإمدادات تضمنت معدات اتصالات وزخائر وقطع أسلحة. وبحسب ذات المصدر، فإن الغرض من هذه الأسلحة دعم وتعزيز قدرات القوة الجديدة المكلفة بمهاجمة الفاشر. وأكد المصدر أن الأجهزة الأمنية ترصد تدفق الأسلحة من الإمارات إلى الميليشيات وتسعى إلى إجهاضها.

دعم سرّي

يقول القيادي بحزب الأمة القومي يوسف الصادق الشنبلي لموقع “أفريقيا برس” إن “الإمارات كانت تقدم الدعم لقوات الدعم السريع بصورة سرية منذ بداية اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، وكانت تنكر ذلك”، مستدركًا “ولكن حينما انكشف أمرها غيرت من طريقتها إلى تقديم الدعم للتمرد عبر نافذة المساعدات الإنسانية”.

ويرى الشنبلي أن الجديد في موقف الإمارات هو إصرارها الشديد على التدخل في الشأن السوداني رغم رفض حكومة السودان لهذا التدخل، مشيرا إلى أن السبب الذي أدى إلى فشل مفاوضات جنيف هو إصرار الوساطة الأمريكية على وجود الإمارات كطرف وسيط مراقب في المفاوضات بين حكومة السودان والدعم السريع.

وجزم بأن “الإمارات لن تتخلى عن دعمها لقوات الدعم السريع لأنها أضحت متورطة في هذا الأمر تماما ولبستها التهمة بصورة مثبتة بالأدلة والبراهين التي تؤكد ذلك الاتهام”، ولذلك بحسب الشنبلي ليس غريبا عليها أن تواصل في دعمها لقوات الدعم السريع.

وتابع “الإمارات لديها مصالح في السودان من خلال الاستفادة من المعادن النفيسة وخاصة الذهب وغيرها من ثروات معدنية موجودة في السودان، هذا بجانب السيطرة والاستفادة من الموانئ البحرية، ولذلك وجدت الإمارات ضالتها في قوات الدعم السريع وأرادت بذلك أن تدعم الانقلاب الذي قامت به قوات الدعم السريع ودعمها حتى تصل إلى السلطة، وبالتالي تحقق دولة الإمارات كل مصالحها في السودان عبر قوات الدعم السريع”.

والشاهد أن قوات الدعم السريع كانت تسيطر على مناطق الذهب في غرب السودان وتقوم بتصديره إلى دولة الإمارات وكذلك كل الأموال التي تخص الدعم السريع كانت تودع في البنوك الإماراتية وكل استثمارات الدعم السريع في الإمارات ومعظم قيادات الدعم السريع تقيم في الإمارات. وهنا يقول الشنبلي “نشأت بين الإمارات والدعم السريع علاقة مصالح كبيرة جدا مما دفع ذلك دولة الإمارات إلى أن تفكر في دعم الانقلاب الذي قام به الدعم السريع حتى تحقق كامل مصالحها ومطامعها في السودان”.

وأضاف “كذلك هنالك حلف إماراتي أمريكي إسرائيلي ضد روسيا وإيران والصين وتركيا، وتحالف السودان مع هذا التحالف الأخير قد لا يعجب الإمارات وحلفائها، لذلك تسعى جاهدة للتدخل عبر بوابة الدعم السريع من أجل إيجاد موطئ قدم في السودان”.

ويرى الشنبلي أن “الإمارات تصرّ على التدخل في الشأن السوداني من أجل خدمة أجندتها الخاصة ومصالحها ومطامع دول المحور التي تتحالف معها”.

ويقول الشنبلي إن “معظم الاستثمارات السودانية في الإمارات والأموال التي تخص رجال المال والأعمال، بالإضافة إلى كبرى الشركات والمؤسسات المالية والاقتصادية هناك، هي التي دفعت الإمارات للتدخل في الشأن السوداني”.

وأضاف الشنبلي “الإمارات لن تتوقف عن دعم قوات الدعم السريع إلا بعد قطع العلاقات التجارية والاستثمارية معها، وسحب كافة الأموال السودانية من بنوكها، والامتناع عن التعامل معها في أي مصالح اقتصادية حتى تغير من موقفها الذي كان سببًا في دمار وتخريب السودان”.

طموح الإمارات

بالنسبة للمحلل السياسي الفاتح محجوب، فإن “الإمارات العربية المتحدة تسعى لنظام ينفذ جميع طلباتها في السودان وترغب في جنود يكونون تحت طلبها لاستخدامهم في حروبها المختلفة”. وأشار الفاتح لموقع “أفريقيا برس” إلى أن قادة الإمارات، رغم ثرائهم، يحكمون بلدًا صغير المساحة، ولديهم طموح للسيطرة السياسية على الإقليم، الأمر الذي يجعلهم لاعبًا دوليًا مهمًا يصعب تجاوزه”.

الضغط الخارجي

يقول الخبير العسكري ياسر أحمد الخزين لموقع “أفريقيا برس” إن “الإمارات ضلت طريقها للنيل من السودان وشعبه في مناطق مثل الفشقة وميناء بورتسودان، وهي تعتبر مجرد أداة للماسونية العالمية. ولا تستطيع قيادتها الفكاك من هذه الوضعية بعد تورطها وثبوت ذلك بأدلة مادية ومعنوية، فلا خيار لها إلا مواصلة الحرب حتى النهاية”. وأكد الخزين أن “الإمارات تواجه خيارين أحلاهما مر؛ الضغط الخارجي والأدلة الدامغة التي قدمها السودان لإدانتها”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here