لماذا تسعى الدعم السريع للسيطرة على “سلاح المدرعات”؟

40
لماذا تسعى الدعم السريع للسيطرة على
لماذا تسعى الدعم السريع للسيطرة على "سلاح المدرعات"؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. بين الفينة والأخرى، تهاجم قوات الدعم السريع مقر سلاح المدرعات التابع للجيش السوداني بهدف السيطرة عليه، غير أنها تصطدم بترسانة الجيش الصلبة والتي كبدت قوات الدعم السريع خسائر فادحة كلما اقترب من بوابة سلاح المدرعات.

ومنذ بداية الحرب، تحاول قوات الدعم السريع الاستيلاء على مقر سلاح المدرعات التابع للجيش السوداني، حيث دارت عشرات المعارك وسط محيط سلاح المدرعات، كانت الغلبة فيها للجيش السوداني.

ولعلّ الهجوم المتكرر من قبل الدعم السريع على سلاح المدرعات أفرز تساؤلات عديدة أهمها؛ هل تسيطر قوات الدعم السريع على سلاح المدرعات؟ ولماذا الهجوم المتكرر على المدرعات تحديدا؟ وماذا سيترتب على سقوط سلاح المدرعات في يد الدعم السريع؟

عمود فقري

هذا، ويعد سلاح المدرعات منطقة عسكرية تاريخية وتضم إلى جانب سلاح المُدرّعات، مصنع الذخيرة ومصنع اليرموك الذي قصفته إسرائيل في أكتوبر 2012 تحت مزاعم “تصنيع أسلحة للتهريب إلى حماس وحزب الله”، على الرغم من عدم وجود أدلة قاطعة على ذلك. ويُعَـد سلاح المدرعات العمود الفقري للجيش السوداني وقوة الصد الأساسية بفصائل القوات المسلحة السودانية. وشكّلت الدبابات الروسية ومنظومة دول أوروبا الشرقية النواة الأساسية لسلاح المُدرّعات. كما ضم قطع سلاح أميركية الصنع إبان حكم الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري. وحالياً يمتلك هذا المعسكر مئات الدبابات والمدافع الضخمة، بعضها محلية الصنع من إنتاج التصنيع الحربي الذي اُستحدث إبان حكم الرئيس المخلوع عمر البشير. كذلك يضم سبعة ألوية، هي: أربعة منها دبابات، وإثنان مشاة، ولواء واحد مدرع خفيف. ويشتهر بأنه يضم مقاتلين شديدي المراس من ذوي البأس والكفاءة القتالية النادرة.

محاولات فاشلة

الناطق الرسمي بإسم التحالف السوداني محمد السماني يؤكد لـ”أفريقيا برس” أن “قوات الدعم السريع لن تحقق نصرا في محيط سلاح المدرعات”، مستشهدا بمحاولات الهدوم المتكررة على سلاح المدرعات والتي بحسب السماني كانت فاشلة، وأضاف “إن المعارك في محيط سلاح المدرعات حقق فيها الجيش انتصارات كبيرة كانت واحدة من المناطق المهمة التي تكسرت فيها القوة الحقيقية لقوات الدعم السريع”.

ويقول السماني “إن كل القوة التي تهاجم بها الدعم السريع سلاح المدرعات هم من أبناء مناطق جنوب الخرطوم”، منبها إلى أنه “تم تجنيدهم من قبل المليشيا حتى تعوض القوة التي فقدتها في المعارك داخل الخرطوم”، وبحسب السماني فإن “القوة التي تهاجم سلاح المدرعات ليست لديها أي خبرة في القتال وهو الأمر الذي جعلهم يعودون بهزيمة في كل محاولة”.

وجزم السماني بأن “قوات الدعم السريع لن تتمكن من الدخول لسلاح المدرعات لأسباب كتيرة أولها؛ لدى سلاح المدرعات أسلحة نوعية، وأفراد سلاح المدرعات لديهم خبرة كبيرة في إدارة المعارك، كذلك افراد سلاح المدرعات يعتبرون القوة الصلبة للقوات المسلحة”.

وأضاف السماني “من خلال الملاحظات الأخيرة في سير المعارك، فإن الدعم السريع الآن في حالة انهيار سريع بدليل أن كل مجموعة لديها طريقة مختلفة عن المجموعة الثانية، فضلا عن أن التقسيم القبلي داخل المليشيات أصبح واضحا جدأ، و هي الآن عبارة عن عصابات مسلحة وليست قوة حقيقية منظمة”.

السلاح الأوحد

وفي رده على سؤال “أفريقيا برس ” بشأن ماذا سيترب على سقوط سلاح المدرعات، يقول المحلل السياسي عبدالباقي عبدالمنعم “ستنهار منظومة الجيش وستفقد البوصلة سيما في ولاية الخرطوم، وستكون الدعم السريع قد نجحت في السيطرة على الخرطوم بنسبة 95 في المئة”.

ويرى عبدالمنعم أنه سقوط سلاح المدرعات ستتوالى الهزائم داخل صفوف الجيش السوداني على اعتبار أن سلاح المدرعات يعد السلاح الأوحد الذي يغذي كل الوحدات العسكرية _ حتى في الولايات_ بالعتاد العسكري والجنود.

ولا يستبعد عبدالباقي أن تحشد الدعم السريع كل قواتها في جنوب الخرطوم لإسقاط سلاح المدرعات، مؤكدا إنها قادرة على إسقاطها في حال جلبت قوات كبيرة وأسلحة نوعية كالتي تستخدم في تفجير الدبابات والأسلحة الثقيلة، منبها إلى أن هذه الأسلحة يستخدمها الجيش.

ويذهب عبدالمنعم إلى أن “قوات الدعم السريع تبحث عن نصر جديد لها في سلاح المدرعات وذلك بعد الهزائم المتكررة لها ومقتل قياداتها، وفشلها في دخول الفاشر”، مؤكدا أن النصر في سلاح المدرعات بالنسبة للدعم السريع مهم وذلك حتى ترفع من معنويات جنودها المحبطة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here