أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. على نحو متوقع ، قاطعت حكومة السودان اجتماعات قمة “إيغاد” بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا احتجاجاً على رئاسة كينيا للجنة. وقالت وزارة الخارجية السودانية، إن وفد الحكومة تفاجأ بأن “رئاسة اللجنة الرباعية لم يتم تغييرها” بعد وصوله إلى أديس أبابا.
وكانت حكومة السودان طالبت بتغيير رئاسة الرئيس وليام روتو، رئيس جمهورية كينيا للجنة الرباعية منذ قمة إيغاد بجيبوتي في يونيو الماضي بسبب ما اعتبرته عدم حيادية الرئيس روتو في الأزمة القائمة، واستقباله قيادات تابعة لقوات الدعم السريع.
وسيط غير نزيه
بالنسبة للمحلل السياسي الفاتح محجوب والذي تحدث لموقع “أفريقيا برس” فإن أديس أبابا أصبحت قبلة لكل المهتمين بالشأن السوداني في ظل تبني مجلس السلم والأمن الأفريقي لمبادرة الايغاد ومشاركة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي في المباحثات، وكذلك قدوم وفدي الجيش السوداني والدعم السريع من جدة إلى أديس أبابا للمشاركة في تلك المباحثات، مستدركا، لكن وفد الحكومة السودانية اشترط عدم رئاسة كينيا للجنة الرباعية الموكلة بحل أزمة الاقتتال في السودان على اعتبار أن الحكومة السودانية تعتقد بوجود تواطؤ واضح بين رئيس كينيا وبين قيادة الدعم السريع وبالتالي هي وسيط غير نزيه.
وقال الفاتح إن الوفد الحكومي السوداني لم ينسحب من المباحثات بل قاطع جلساتها احتجاجا على رئاسة كينيا للجنة الرباعية، وهذا يعني بحسب الفاتح أن الحكومة السودانية تمارس ضغط عال جدا على الحكومة الكينية وعلى الايغاد لسحب كينيا من رئاسة المباحثات أو المغامرة بفشل مبادرة الايغاد وقد ظهر هذا الاحتمال بوضوح في ظل غياب رئيسي جيبوتي وجنوب السودان عن اجتماع الايغاد في أديس ابابا.
انسحاب متوقع
الكاتب الصحفي محمد الماحي لم يختلف كثيرا عن الفاتح إذ قال لموقع “أفريقيا برس” إن الانسحاب من إجتماع ايغاد متوقع خاصة وأن الحكومة تحدثت أكثر من مرة وأعلنت رفضها رئاسة كينيا للايغاد.
ويبدو أن الخطوات بحسب الماحي تسارع لانعقاد القمة ووضع الحكومة أمام الأمر الواقع، مستدلا بتجديد الحكومة رفضها السابق لنفس الأسباب السابقة وفي الوقت نفسه يقول الفاتح هنالك أنباء عن تواجد وفد الحرية والتغيير هناك، وهذا يجعل بحسب الفاتح استحالة تواجد الوفد الحكومي حتى لايعطي شرعية لوفد الحرية والتغيير.
وعن مدى مقدرة ايغاد على حل الازمة السودانية، قال الفاتح ان هناك استحالة أن تحقق ايغاد اي نجاح في هذا الملف كما فشلت في ملفات سابقة تخص السودان، منوها إلى أن التوافق الداخلي هو الطريق الوحيد لحل الأزمة السودانية، بمعنى أن الحل السوداني السوداني هو المخرج ولامانع من مشاركة الدول الشقيقة والصديقة.
وأكد الماحي أن مقاطعة دول مهمة لإجتماع الايغاد يجعل مخرجاته عبارة عن توصيات أقرب للمقترحات ولن تفيد الازمة السودانية.
لماذا الانسحاب؟
الخبير العسكري ياسر أحمد الخزين يقول لموقع “أفريقيا برس” إن إنسحاب الوفد الحكومي المفاوض ضرورة يمليها الضمير ويفرضها الواقع المرير، منوها إلى إنهم ناشدوا البرهان منذ الهدنة الأولى بأن لا يتحاور معهم، مؤكدا أن الحوار كان سببا في إطالة أمد الحرب، وقطع بأنه في حال سارت العمليات العسكرية بوتيرتها الأولى قبل الهدن لقطف الجيش ثمار نصرها مبكرا. وتابع، أما عن الإيغاد فقد طالبت البرهان بتعليق عضوية السودان في الإتحاد الإفريقي وإنسحابه من منظمته الإيغاد لعدم حيادية الإتحاد الإفريقي وإصراره على رئاسة كينيا والتي بحسب الخزين مواقفها المعادية للسودان ثابتة ومعلومة منذ دعمها لتمرد جون قرنق. فالإيغاد يقول الخزين ليس لها سلطان على قراراتها إنما تمليها عليها جهات خارجية وهي التي تدير وتدعم تمرد الدعم السريع، مشددا على أن الحل يكون عبر الحوار السوداني السوداني للقوى السياسية أو حل عبر فوهات البندقية بحسم التمرد.
تبرير غير منطقي
الناطق الرسمي بإسم حزب البعث العربي الاشتراكي عادل خلف الله لديه رؤية مغايرة عن الآراء السابقة، إذ يقول لموقع “أفريقيا برس” إن مبررات الحكومة السودانية غير منطقية على اعتبار أن الايغاد منظمة أفريقية ومحايدة ويهمها السودان، متهما الحكومة بأنها تريد أن تطيل أمد الحرب بعدم الاستجابة للحوار. ولم يستبعد عادل أن يكون هدف الحكومة حسم قوات الدعم السريع عسكريا وليس بالحوار، مستشهدا بالتقدم الكبير للجيش في ساحات القتال، وقطع بأن الجيش يقف خلفه بقايا النظام السابق والذي يرى إنهم لا يردون حوار بل القضاء على قوات الدعم السريع، مؤكدا إنه وفي حال انتصار أي طرف على الآخر فإنه لن يحكم السودان على اعتبار أن الشعب السوداني مدرك ويريد حكومة مدنية سينتزعها انتزاعا من أي حكم شمولي وعسكري.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس