أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. دعم كبير تقدمه الإمارات لقوات الدعم السريع، يرافقه صمت دولي إزاء هذا التدخل في الشأن السوداني.
وتحدثت صحف غربية بأن الامارات قدمت دعما عسكريا لقوات الدعم السريع، كاشفة عن طائرات إماراتية نقلت أسلحة وذخائر لقوات الدعم السريع عبر مطارات أفريقية.
كذلك في أكثر من مناسبة تتهم الحكومة السودانية دولة الإمارات بتقديم السلاح والدعم العسكري لقوات الدعم السريع، وأكدت الحكومة السودانية بأنها تملك أدلة ومعلومات تفيد بأن الامارات تنقل الأسلحة والعتاد العسكري لقوات الدعم السريع عبر مطار أم جرس التشادي ومن ثم يصل إلى دارفور التي تسيطر عليها الدعم السريع.
دور خبيث
الناطق باسم التحالف السوداني، محمد السماني، عزا تجاهل المجتمع الدولي “لدور الأمارات الخبيث في حرب السودان إلى عدة أسباب أبرزها؛ استخدام الامارات كل علاقاتها الدبلوماسية مع الدول والمنظمات حتى تلعب دور التخفي في دعمها لقوات الدعم السريع”. منوها إلى أن “الامارات لم تسجل إدانة واضحة لجرائم الدعم السريع”، كما قال السماني إن “الإمارات أعلنت حيادها تجاه أطراف الصراع في السودان”.
وأضاف السماني لموقع “أفريقيا برس” إن “الدور الثاني الذي يجعل المجتمع الدولي يتوارى عن دعم الامارات لقوات الدعم السريع هو أن الإمارات من أكبر الدول التي ترعى أكبر المخابرات العالمية في مقدمتها الموساد مما جعل لها “متنفس” كبير في توفير الأسلحة النوعية لهذه المليشيا”.
ويقول السماني “إن الامارات تنفذ أجندة لدول ومنظمات لا تريد للدولة السودانية أن تستقر وتتماسك لذلك أصبحت الامارات هي الواجهة الحقيقية للمجتمع الدولي”.
ويستغرب السماني من أن “كل الأدلة المطلوبة التي تريدها المنظمات الدولية موجودة ومتوفرة من الدبلوماسية السودانية”، مستدركا “ولكن رغم ذلك لم يقم المجتمع الدولي بإدانة الدعم الإماراتي للمليشيا”.
وقال مندوب السودان في الأمم المتحدة الحارث إدريس أثناء مخاطبته أعضاء مجلس الأمن “حشدنا لكم كل البيانات والدلائل والصور التي تؤكد ضلوع الامارات في دعم التمرد، ورفعناها إلى مجلسكم الموقر لكي تناقش”، مستدركا “لكن دولة الإمارات بفعلها وشرها عرقلت الاجتماع بصيغته المطلوبة حتى يتخذ مجلسكم إدانة دولة الإمارات في عدوانها”.
تدخل الامارات
في الصدد، يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب لموقع “أفريقيا برس” إن “الإمارات دولة لها ثقلها السياسي والاقتصادي الكبير في الساحة الدولية وسبق أن تدخلت في اليمن وفي ليبيا وساهمت في الاطاحة بالرئيس المصري مرسي”.
وأضاف “كذلك يقال إن الامارات تورطت في الانقلاب ضد اردوغان في تركيا، وكان لها دور في الإطاحة بالرئيس السابق البشير، وهي الراعي الرسمي لقوات الدعم السريع، ولذلك دعمتها عبر وكيلها الجنرال حفتر ومعظم المرتزقة التابعين للدعم السريع مثل جلحة وغيرهم، وهم اصلا كانوا مع حفتر بطلب من الإمارات العربية المتحدة وتم تحويلهم السودان”.
ويرى الفاتح أن “علاقات الإمارات الجيدة بأمريكا وروسيا والصين يجعلها مؤثرة جدا في المجتمع الدولي، ولهذافإن السودان يجد نفسه شبه وحيد في مواجهة الإمارات خاصة وأنه يعاني بشدة من عدم وجود حكومة تدير الدولة السودانية، وهو ما يقلل عمليا من القدرة على مواجهة الامارات في المحافل الدولية”.
وكان مندوب السودان في الأمم المتحدة إتهم خلال خطابه لمجلس الأمن دولة الإمارات بدعم “مليشيات الدعم السريع”، قائلا “إن حكومة بلاده تملك أدلة على ذلك. وشدد على أن دولة الإمارات هي التي ترعى الإرهاب الممنهج والعرقي في السودان وأثبت ذلك تقرير لجنة الخبراء منذ ديسمبر 2023”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس
