أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. ما إن أُعلن عن إلغاء اجتماع المجموعة الرباعية بشأن النزاع في السودان، حتى تسابق المراقبون لتحليل ما ستؤول إليه الأوضاع. ففي حين يرى البعض أن الوضع في السودان سيكون كارثيًا، يرى آخرون أن وقف الحرب سيتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة، ما يعني أن فرضية السلام ستواجه عقبات عديدة.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية تخطط لتنظيم اجتماع يضم وزراء خارجية الولايات المتحدة والسعودية والإمارات. وقالت صحيفة الشرق الأوسط، نقلًا عن مصادر موثوقة في وزارة الخارجية الأميركية، إن واشنطن “قررت إلغاء اجتماع اللجنة الرباعية دون تحديد الأسباب أو موعد جديد لعقده”.
وأشارت إلى أنه جرى إلغاء الاجتماع رغم التحضيرات المكثفة التي استمرت لأسابيع، ومستوى التنسيق الإقليمي، وتحضير البيان المشترك الذي كان معدًّا مسبقًا.
وأوضحت أن وزارة الخارجية الأميركية وضعت أهدافًا محددة للاجتماع، من بينها: إطلاق حوار سياسي شامل بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتأكيد على وحدة السودان وسيادته.
كما أفادت بأن الأهداف كانت تتضمن إصدار بيان مشترك يطالب بإنهاء الأعمال العدائية، وإطلاق مبادرات سياسية لتعزيز وصول المساعدات الإنسانية.
اشتداد القتال
قال دبلوماسي – فضّل حجب اسمه – لموقع “أفريقيا برس” إن فشل الرباعية الدولية يعني أن القتال سيشتد في الأيام القادمة، وأن كلا الطرفين سيفعل كل ما بوسعه لإثبات قدرته على الحسم.
وتابع: الجيش السوداني سيحاول تحرير غرب كردفان والتقدم لفك حصار الفاشر، بينما سيحاول الدعم السريع صد تقدم الجيش وتخريب البنية التحتية للدولة السودانية عبر استخدام الطائرات المسيّرة.
مصالح غير مشروعة
من جانبه، قال المحلل السياسي جعفر خضر لموقع “أفريقيا برس” إن اجتماع الرباعية في الأساس لا يبشّر بخير، لأن الرباعية تضم في عضويتها دولة الإمارات، التي تُعد طرفًا أصيلًا في الحرب بعدوانها على الدولة السودانية باستخدام مليشيا الجنجويد والمرتزقة الأجانب من أفريقيا وحتى من خارجها، مثل المرتزقة الكولومبيين، حيث بلغ عددهم 200,000 وقد يزيد.
وأضاف: لا يمكن لدولة الإمارات أن تكون الخصم والحكم في آن واحد. وتابع: إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على مشاركة الإمارات يدل على أنها تضع مصالحها ومصالح الإمارات في المقام الأول، دون أن تعطي أولوية لإيقاف الحرب واستقرار السودان.
ويرى جعفر أن بعض دول الرباعية اقتنعت بأن مليشيا الجنجويد أصبحت غير قابلة للتسويق للشعب السوداني بعد الجرائم الكبرى التي ارتكبتها، من إبادة جماعية، وقتل، واغتصاب، واسترقاق جنسي، ونهب ممنهج، وتخريب متعمد للبنية التحتية.
واستدرك: لكن من الواضح أن الإمارات لا تزال تعوّل على مليشيا الجنجويد، وتريد أن تحفظ لهم مكانًا في فترة ما بعد الحرب، لتستخدمهم في حماية مصالحها غير المشروعة.
أما المحلل السياسي عبدالباقي عبدالمنعم، فقد توقّع – بعد فشل الرباعية – أن تُدخل أمريكا قوات إلى السودان بحجة حماية المدنيين، مؤكدًا أن هذه الفرضية واردة في حال رفض الجيش السوداني التفاوض مع الدعم السريع.
وقال عبدالباقي في حديثه لموقع “أفريقيا برس” إن هناك تصعيدًا عسكريًا إضافيًا متوقعًا من الأطراف المتحاربة، ولا يستبعد أن يسيطر الدعم السريع على الأبيض، كما رجّح إمكانية أن يحرر الجيش مدينة بارا.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس