أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. على نحو متوقع، وفي ظل الصراع المحتدم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، سارعت الولايات المتحدة الأمريكية بتعين مبعوث جديد للسودان مهمته وقف الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية، بجانب جمع الفرقاء السودانيين حسبما قالت وزارة الخارجية الأمريكية، فهل ينجح المبعوث الجديد في مهامه ؟
*ترحيب سوداني
ما إن أعلنت الولايات المتحدة عن تعيين مبعوث جديد في السودان، حتى سارعت الحكومة السودانية بالترحيب، إذ عبر مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، عن ترحيبه بتعيين توم بيرييلو مبعوثا خاصاً للولايات المتحدة إلى السودان.
وأضاف “نحن في حكومة السودان سنكون على استعداد للمشاركة بشكل إيجابي مع المبعوث الخاص، على أمل أن يكون حساساً ومُراعياً للمساعي السابقة التي فشلت وكانت بعيدة عن تحقيق النتائج وأدت إلى تفاقم الأوضاع.
وقال في منشور إن السودان يستحق السلام الذي يلبي تطلعات الشعب السوداني، مشددا على ضرورة يكون السلام شاملاً بحق ولا يستبعد أياً من المكونات السودانية، كما شدد على ضرورة أن تكون هنالك تسوية سياسية شاملة وتحافظ على الوحدة الوطنية للبلاد.
*إمكانيات المبعوث
دبلوماسي في وزارة الخارجية السودانية، قلل من مقدرات المبعوث الأمريكي، قائلا: أمريكا أرسلته كمحاولة فقط لكن لا اعتقد إنه سيتمكن من تحقيق تقدم لحل الازمة السودانية، منبها إلى أن الاشكالية تكمن في تعقيد المشهد وعدم رغبة طرفي الصراع في الجلوس للتفاوض.
وأضاف، كذلك أمريكا منشغلة أكثر بالحرب في غزة و أوكرانيا لدرجة إنها تناست أو تعمدت نسيان الحرب في السودان.
وقال الدبلوماسي – الذي فضل حجب هويته- إن أمريكا فشلت في وقف الحرب منذ مفاوضات منبر جدة، وأن الوضع الحالي لا يمكنها من إقناع طرفي النزاع بأن يوقفوا الحرب والجلوس للتفاوض.
ولا يستبعد الدبلوماسي في حديثه لموقع”أفريقيا برس” أن يكون إرسال المبعوث الامريكي خطوة لابدأ النية في محاولات حل الأزمة وذلك إستجابة للأصوات التي تطالب في الكونغرس بوقف الحرب في السودان.
*تردد أمريكا
لكن الباحث السياسي عبدالقادر محمود صالح يذهب بعيدا عن الحديث السابق، إذ قال لموقع “افريقيا برس ” إن الولايات المتحدة تستطيع لعب دور حاسم في إنهاء الحرب والبدء في مفاوضات جادة تفضي إلى تشكيل حكومة مدنية.
ويرى صالح، أن كل جهود الولايات المتحدة المتواصلة بشأن السلام سوى كانت في جدة أو المنامة أو اديس ابابا لها دور وتأثير كبير فيها، مستدركا، ولكن الولايات المتحدة تتردد أحيانا في حسم الامر نسبة لإرتباط الحرب الجارية بالإسلاميين من تمويل وتحريض وقيادة للمعارك الميدانية.
*نهج جديد
المحلل السياسي محمد عبدالجبار يرى أن تعيين المبعوث الأمريكي هو نهج جديد من الولايات المتحدة تجاه السودان، مؤكدا أن ذات النهج سيفلح في وقف الحرب على اعتبار أن أمريكا رأت تدخل ايراني في الشأن السوداني ما يعني دعمه عسكريا وهزيمة الدعم السريع الذي يجد المناصرة من الغرب والولايات المتحدة.
ويقول عبدالجبار لموقع “افريقيا برس ” إن تعيين مبعوث للولايات المتحدة يعني إنها نظرت للأزمة السودانية بعين الجد بحيث يكون المبعوث متواصل مباشر مع صناع القرار بدل تسليم الأمر للخارجية الأمريكية، مؤكدا أن كل هذه التطوارات من شأنها أن تأتي أوكلها وتنجح في وقف حرب الخرطوم.
وتوقع عبدالجبار أن تولي أمريكا اهتمام أكبر بجولة المفاوضات القادمة بين الجيش والدعم السريع، مستدلا بموقف أمريكا خلال الأيام الفائتة حيث يقول: طالبت بضرورة وقف إطلاق النار، وعودة مفاوضات جدة، بجانب تعيينها لمبعوث جديد للتعاطي مع أزمة السوداني والتي يرى إنها معقدة وشائكة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس
