ماذا قالت القوى السياسية عن مؤتمر باريس؟

60
ماذا قالت القوى السياسية عن مؤتمر باريس؟
ماذا قالت القوى السياسية عن مؤتمر باريس؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. إنعقد قبل أيام في فرنسا، مؤتمر باريس لدعم السودان، وتعزيز آماله في العودة إلى الاستقرار وإنهاء الحرب التي اندلعت قبل عام كامل.

وشاركت في المؤتمر دول عديدة أبرزها فرنسا وألمانيا والسعودية والإمارات وإثيوبيا، وعدد من القوى السياسية السودانية ومنظمات المجتمع الدولي والمحلي.

تعهدات المؤتمرين

وتعهّد المجتمعون في مؤتمر باريس حول السودان بتقديم مساعدات إنسانية تزيد على مليارَي يورو، لدعم المدنيين، مطالبين “كل الأطراف الأجنبية” بوقف تقديم الدعم المسلّح للطرفين المتحاربين. وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون: “يمكن أن نعلن أنه سيتم في المجمل تعبئة أكثر من مليارَي يورو”، لافتا إلى أن الالتزامات التي سُجّلت، الاثنين، قبل المؤتمر بلغت 190 مليون يورو فقط. وستساهم دول الاتحاد الأوروبي في 900 مليون يورو من التعهدات الإجمالية التي تبلغ حصة باريس فيها 110 ملايين وبرلين 244 مليونا وبروكسل 350. أمّا واشنطن، فتعهدت من جهتها تقديم 138 مليون يورو.

وأوضح ماكرون أن هذا الدعم “سيسمح بالاستجابة للاحتياجات الأكثر إلحاحا في قطاعات الأمن الغذائي والصحة والمياه والصرف الصحي والتعليم وحماية الأكثر ضعفا”.

مشروع “مارشال”

القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار قال لموقع “أفريقيا برس”، إن “مؤتمر باريس يعمّق الأزمة السودانية ويعقّدها لأن أوروبا والغرب يريدون حل مشكلة السودان وفقا لمصالحهم المتمثلة في الفكر الرأسمالي الطفيلي”.

وقال كرار إن “الغرب تحدث عن تقديم المساعدات الإنسانية للسودان في المؤتمر”، مؤكدا إنه حق اريد بها باطل بحيث يهدفون بحسب كرار، للسيطرة على السودان عبر أنظمة موالية لهم حتى ينهبوا موارده ويحققوا أجندتهم.

لكن كرار عاد وأكد أن مؤتمر باريس يركز على القضايا الإنسانية لجهة إنه يحث منظمات المجتمع المدني لجلب المساعدات الإنسانية للسودانيين، ونبه إلى المنظمات قصرت ولم تقم بدورها المتمثل في تقديم المساعدات.

وقال كرار إن الغرب يريد أن يطلق مشروع “مارشال” جديد للسودان بحيث يتم أعماره كما حدث في أوروبا عقب وقف الحرب الأهلية فيها.

وقال كرار إن هذا المشروع ليس حبا في السودانيين بل بهدف إعادة تشكيل الفضاء الاقتصادي والاجتماعي في السودان بعد صدمة الحرب بما يتوافق مع مشاريع وتطلعات المانحين، والدور الذي سيقومون به في السودان، محذرا من أن هذه السياسات ستعيد إنتاج الأزمة، وتساهم في إطالة آمد الحرب وتمددها واستمرار المعاناة وتبديد الموارد البشرية والمادية. كما أكد كرار أنها تزيد من معاناة السودانيين وتزيدهم فقرا على فقرهم.

مؤامرة كبيرة

بدوره شن القيادي بشرق السودان مبارك النور، هجوماً عنيفاً على القائمين على مؤتمر باريس، معتبراً إنه مؤامرة كبيرة على السودان بغرض تقسيم السودان بين دول أوروبا وأمريكا، وأكد النور لموقع “أفريقيا برس” أن “المؤتمر لن يحل الأزمة السودانية، بل بحسب النور يعقدها ويجعلها تكون عصية”.

وطالب النور الحكومة السودانية بضرورة طرد السفير الفرنسي فورا، كما طالبها بقطع العلاقات مع كل الدول والمنظمات التي تدعم المليشيا المتمرده ومسانديها.

أهداف المؤتمر

لكن قيادي بالقوى المدنية الديمقراطية “تقدم” فضّل حجب هويته، قال لموقع “أفريقيا برس” إن “مؤتمر باريس يعد محاولة لإنهاء الحرب في السودان”، في وقت ثمن فيه الجهود الأوروبية التي تسعى لحل الأزمة السودانية، مؤكدا أن “المؤتمر قدّم مقترحات كفيلة بحل الأزمة السودانية”، مستدركا “ولكن يبقى التنفيذ والجدية من قبل المجتمعين هي المحك والعقبة التي تحول دون ترجمة هذه الجهود على أرض الواقع”.

وقال القيادي بتقدم، إن “مؤتمر باريس مخصص لجمع أموال للمساعدات الإنسانية للسودانيبن المهددين بالجوع والذين يقدر عددهم بنصف سكان السودان اي حوالي 25 مليون نسمة”. وقال إنه “تم عقد ندوة في المعهد العربي في باريس تمت دعوة اطراف سودانية عديدة للمشاركة فيها”.

ولفت إلى أن الندوة كانت بهدف “التعرف علي المجتمع المدني والاحزاب السياسية السودانية ورؤيتها للحل”، موضحا إنه “لم تخرج أي توصيات عن الندوة التي كانت مغلقة ولم تتم إذاعة النقاش الذي دار فيها”.

ويرى القيادي بأنه وبشكل عام “ترغب أمريكا في إعادة انعقاد مفاوضات السلام في جدة في نهاية هذا الشهر”، مستدركا “ولكن لم يتم الاتفاق حتى الآن مع الجيش والدعم السريع على موعد لانعقاد المفاوضات”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here