أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. فيما تستعد قوات “درع السودان” لخوض معركة في كردفان، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على قائدها، أبو عاقلة محمد أحمد كيكل، بسبب ما أسماه “انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وتهديدات للسلام والاستقرار والأمن في البلاد”. واعتبر الاتحاد كيكل مسؤولًا عن استهداف “الكنابي”، وهي قرى مهمشة مبنية من مواد أولية وتحيط بمدن رئيسية في ولاية الجزيرة، التي تحتضن أكبر مشروع زراعي في البلاد.
وتنص العقوبات على تجميد أصول الأشخاص والكيانات المدرجة، وحظر تقديم أي أموال أو موارد اقتصادية لهم، بالإضافة إلى حظر السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي على الأشخاص الطبيعيين المدرجين.
وأكد الاتحاد دعمه الثابت للسلام والمساءلة في السودان، مشيرًا إلى أنه سينسق مع المجتمع الدولي لاستخدام أدواته الدبلوماسية، بما في ذلك الإجراءات التقييدية، للسعي إلى حل سلمي للصراع في السودان، ومعالجة الوضع الإنساني الخطير في البلاد وخارجها، وتعزيز عملية سياسية سودانية شاملة ودائمة تعكس تطلعات الشعب السوداني.
طبيعة رمزية
قال دبلوماسي فضل حجب هويته لموقع “أفريقيا برس” إن عقوبات الاتحاد الأوروبي على القائد كيكل تُعد ذات طبيعة رمزية، لكونه لا يمتلك مصالح في دول الاتحاد الأوروبي ولا أموالًا في بنوكها.
واستدرك قائلًا: لكنها تمثل رسالة من الاتحاد الأوروبي إلى الحكومة السودانية والجيش السوداني، مفادها أن الانتصارات المتتالية للجيش لن تُترجم بسهولة إلى انتصار سياسي، وأن سيف العقوبات مسلول في وجه من يدعمون الجيش، في ظل عدم تبني الاتحاد الأوروبي لأي عقوبات بحق قادة الدعم السريع الذين ارتكبوا جرائم إبادة جماعية في غرب دارفور وفي الجزيرة.
تأثيرات العقوبات
بدأ المحلل السياسي مجدي القيوم حديثه لموقع “أفريقيا برس” بسؤال: هل لفكرة العقوبات على الأشخاص أصلًا أي تأثير بناءً على امتداد التجربة العالمية؟
ثم أجاب قائلًا: أعتقد أن الفكرة في جوهرها فارغة المضمون والمحتوى، وهي مجرد إجراء يهدف من جانب الولايات المتحدة إلى تذكير أطراف الحروب من دول ولوردات حرب بأن “نحن موجودون”.
ويرى مجدي أن العقوبات دائمًا ما تأتي بلا صلة حقيقية بالظروف الموضوعية المحيطة بالشخصية، إلا في جانب وحيد يتعلق بالمسألة الجنائية.
وتابع: العقوبات على الأشخاص مجرد إجراء يتمثل في وضع الاسم ضمن القائمة السوداء، وهي طالما بقيت شخصية، فإنها لا تؤثر على مجرى الحرب، سواء في السودان أو غيره من الدول.
وأردف: من الذي أعطى دولة تحمي المجرمين وتستخدم الفيتو ضد قرارات محاكمتهم، بل وتطارد قضاة المحكمة الجنائية الدولية ولا تعترف حتى بميثاقها، الحق في فرض العقوبات؟
وأضاف: من أي منطلق يمكن لدولة بهذه الوقاحة، وهي غير مؤهلة أخلاقيًا، أن تتخذ هذا الدور، بصرف النظر عن الموقف من لوردات الحرب في العالم كله؟
ماذا قالت درع السودان؟
سارعت قوات درع السودان إلى الرد على بيان الاتحاد الأوروبي، إذ رفضت قرار فرض العقوبات على كيكل، واعتبرته استهدافًا لرموز النصر الوطني، ومحاولة يائسة لوقف التقدّم الميداني للقوات، بهدف إرضاء بعض القوى العميلة والمتواطئة داخليًا وخارجيًا.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس