أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. في خطوة غير متوقعة، ودون سابق إنذار، غادر وفد رفيع من حزب الأمة القومي ورئيس ذراعه الديني إلى القاهرة، بدعوة رسمية من مصر لبحث التعاون المشترك، وضم الوفد الذي غادر إلى القاهرة، كل من: رئيس الحزب المُكلف فضل الله برمة ناصر ونائبيه مريم الصادق المهدي وصديق إسماعيل وأمينه العام الواثق البرير ورئيس مكتبه السياسي محمد المهدي، إضافة إلى أمين عام هيئة شؤون الأنصار عبد المحمود أبو .. فيما يتمدد السؤال حول المغزى من الزيارة؟ وأجندة هذه الزيارة المفاجئة؟
تلمس موقف مصر

المحلل السياسي محي الدين محمد محي الدين يرى في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ أن أجندة زيارة حزب الأمة القومي لمصر بغرض تلمس موقف مصر أو حتى تفهم مصر موقف حزب الأمة من قضايا الانتقال على اعتبار أن هذه القضية تمثل شاغل من الشواغل المصرية، منبها إلى أن الدور المصري مايزال مؤثرا في مشهد الانتقال وعليه فإن المحاور التي تتناولها الزيارة هي الحوار حول الواقع السياسي وكيفية خروج السودان من الازمة السياسية مع الحكومة المصرية. وأضاف “أيضا الزيارة امتداد للقاءات التي تمت بين حزب الأمة وبين مولانا عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي” الذي- يتواجد بمصر- مشيرا إلى أنها كانت لقاءات مهمة تمت خلال الاشهر الماضية ونتجت عنها تفاهمات في بعض الجوانب، لذلك الزيارة بحسب محي الدين لاستكمالها سيما أن العلاقة تاريخية بين الاتحادي والحكومة المصرية، مؤكدا أنها تستهم في ادخال أجندة مصر في المشهد السوادني وبالتالي الزيارة في نظر محي الدين للالتقاء مع الحكومة المصرية واستكمال الحوار مع الحزب الاتحادي الديمقراطي حول قضايا الانتقال. ويرى محي الدين ان “هنالك ملفات عديدة تتشكل في المشهد السوادني على ضوء الحوار الذي يجري مع المكون العسكري وبعض فصائل قوى الحرية والتغيير، وهذا واضح جدا ان هنالك مجموعات حددت موقفها ورفضت اي تسوية سياسية مثل حزب البعث”، ويضيف “الاتحاديين “التجمع الاتحادي” وبينهم حزب الأمة هم جزء من الحوار السياسي والاتحادي الاصل يراد أن يكون ظهيرا للتوافق السياسي وبالتالي الحوار الذي يتم بالقاهرة بين وفد حزب الأمة وقيادات حزب الاتحادي الاصل”، وبحسب محي الدين “ربما يشكل المشهد والتحالف السياسي خلال الفترة القادمة وهو تحالف قال عنه محي الدين سيمتد لما بعد الفترة الانتقالية اي حتى فترة الانتخابات”.
لماذا الزيارة؟

وكشف القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق تفاصيل زيارة وفد الحزب إلى مصر، إذ قال لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن زيارة قيادات الحزب لمصر لحضور اجتماعات دعت لها الإدارة المصرية في الربع الأول من العام الحالي على أن تكون في أغسطس المنصرم”، منبها إلى إنه تم الاعتذار من الحزب نسبة لظروف الكوارث والأزمات التي مرت بها البلاد لتكون في أكتوبر الجاري، وقال “شاركت في الاجتماعات قيادات الحزب من الرئاسة والأمانة العامة والمكتب السياسي على مستوى رؤساء الأجهزة فيما شارك من الهيئة د. عبد المحمود أبوه الأمين العام للهيئة، بالإضافة لمكتب الحزب بالقاهرة”، وأضاف “الإدارة المصرية حينما دعت للأمر لم يكن هناك أي اتجاه نحو الحوار بين السودانيين حتى ناهيك عن الحديث عن تسوية، واعتذر الحزب لانشغاله الشديد بحراك الداخل وقتها وتتالت الأزمات، وقرر وقتئذ أن يكون اللقاء في أكتوبر ليتزامن مع أجواء الحديث عن التسوية” واكد الصادق إنه “لا يخفى على شخص رغبة مصر إيجاد موطئ قدم في كل شيء يخص الشأن السوداني، كما لا يخفى على أحد مواقف الحزب الداعمة لتواصل الشعبين المصري والسوداني مع الحرص التام على استقلالية القرار الوطني وأن تكون أي علاقة بين البلدين قائمة على المصلحة المشتركة”، مستدركا “ولكن هناك من يحاول التشويش على حراك حزب الأمة ويقيده ليقتصر عمله على الأزقة والحوارات السياسية. وجزم بأنه “لولا تحرك الحزب وقيادته في عواصم الدول لما تم توقيع على نداء السودان ولما التقى قادة العمل السياسي السوداني بالحركات المسلحة”.
مسؤوليات تاريخية
وفي سياق آخر، نبه عروة إلى إنه “تتواجد في مصر جالية سودانية كبيرة جدا تعاني من أزمات وظروف تستوجب الوقوف معها وبحث سبل معالجة شؤونهم مع الإدارة المصرية خاصة أوضاع الأسر والتلاميذ والطلاب والمرضى”، ويقول عروة “إن حزب الأمة يتحرك من واقع مسؤوليات تاريخية، فاليوم يذهب الحزب نحو مصر وغدا نحو إثيوبيا وبعدها نحو تشاد وجنوب السودان وليبيا وغيرها من دول الجوار لأننا قد نكون معارضين اليوم ولكننا حكام الغد ونريد لسوداننا أن تبنى علاقاته على المصالح والاحترام المتبادل”، وختم الصادق حديثه قائلا “تسطيع وصف الزيارة بأنها زيارة سياسية تتخللها ملفات ذات علاقة بأوضاع الجالية السودانية وكذلك هناك ملف تعاون مع الأزهر الشريف يضطلع به مولانا عبد المحمود أبوه، فضلا عن التواصل الاجتماعي مع الرموز والأسر السودانية في القاهرة”
دلالات كبيرة
ويرى مراقبون إن زيارة حزب الأمة القومي لمصر سيكون لها دلالات كثيرة على المشهد السياسي، وهنا يتوقع أن تُشجع سُّلطات القاهرة حزب الأمة على تسريع خطوات الاتفاق مع قادة الجيش، كما لا يستبعد المراقبون أن تكون الزيارة من أجل التباحث حول ضم أحزاب تاريخية لها علاقة بمصر للحوار الذي يجري الآن بين قحت والعسكر، مشيرين إلى أن الحزب الأقرب لمصر هو الاتحادي الأصل والذي يتمتع بعلاقات تاريخية وأزلية مع كل الحكومات التي تعاقبت على حكم مصر، لذلك يرى المراقبون، أن الزيارة لضم الاتحادي لعملية الحوار كونه يتمتع بثقل سياسي كبير في السودان الامر الذي يكون لها الأثر الإيجابي في حل الازمة السياسية”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس