مالك عقار يعلن عن خريطة طريق، فهل تنهي الحرب؟

1
مالك عقار يعلن عن خريطة طريق، فهل تنهي الحرب؟
مالك عقار يعلن عن خريطة طريق، فهل تنهي الحرب؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أعلن نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار عن خريطة طريق تقوم على وقف فوري للقتال وتدشين حوار شامل يؤسس لمرحلة انتقالية، وقال عقار إن السلطة التنفيذية ستشرف على تنفيذ خريطة طريق لإنهاء الأزمة الحالية. مضيفا أن خريطة الطريق هي الخطوة الأولى التي ستؤدي إلى إجراء انتخابات ديمقراطية في البلاد، مشيرا إلى أن عملية سياسية شاملة ستعقب إنجاز خريطة الطريق وتضم جميع القوى السياسية المدنية المهتمة بتأسيس الدولة السودانية.

مناورة سياسية

يقول الباحث السياسي عبدالقادر محمود صالح لموقع “أفريقيا برس” إن مبادرة مالك عقار لا تخرج من كونها مناورة سياسية وان المبادرة التي يحاول اطلاقها في خضم هذه الحرب العبثية لا اعتقد ان تجد طريقها الى فرقاء اليوم وحلفاء الامس بسبب ان الرجل ما زال يقف موقف الذي يمثل الناطق الرسمي للجيش وهذا بدوره لن يساعد في اختراق الموقف المتجمد بين طرفي النزاع.

ويرى صالح إن مبادرة مالك عقار لن تستطيع ان تبقى أكثر من زمن اعلانها ولن يكون لها اي أثر كما هو واضح الان اختفت بانتهاء زمن الاعلان عنها.

وتابع ، اي مبادرة لا تطرح بديهيات اسباب اندلاع الحرب لا اتوقع لها الصمود والوصول الى نقطة التقاء بين حلفاء الامس. ويقول صالح إن الجهود الاقليمية في جدة واديس ابابا ونيروبي لم تفلح في الوصول الى وقف إطلاق النار الدائم وان المجتمع الدولي ممثل في مجلس الامن بصدد اتخاذ تدابير واجراءات من شأنها وقف الاقتتال والشرو ع في مخاطبة جذور الازمة السودانية في منبر دولي برعاية الامم المتحدة. وبحسب صالح فإن كل المؤشرات تؤكد بان هنالك مساعي دولية اعطت الضوء الاخضر لبعض القوى المدنية لتشكيل حكومة في المنفى تكون في أهبة الاستعداد لتولي زمام الامر في البلاد بعد وضع التدابير على ارض الواقع.

ويقول صالح إن عقار في خطابه الأخير يصف قوات الدعم السريع بالقوات المتمردة، فكيف لمثل هذا التوجه ان يرسم خارطة طريق لإنهاء الحرب والاقتتال بين طرفي المكون العسكري والسيد عقار يمثل اللسان الناطق لاحد طرفي المكون؟

ويرى عبدالقادر انه لا توجد مبادرة تأتي من طرف هو نفسه جزء من النزاع، حيث يقول صالح إن اغلب الأحيان تأتي المبادرات من أطراف محايدة لا علاقة لها بأحد أطراف النزاع، والسيد مالك عقار غير جدير برسم خارطة طريق لإنهاء الحرب.

خطوة مهمة

وترى الباحثة السياسية اسماء ميرغني إن أهم ما ذكره مالك عقار في خارطة الطريق التي أعلنها هو التوجه إلى تشكيل حكومة تصريف أعمال تمكن من إدارة دولاب العمل بمؤسسات الدولة بما يعزز عودة النظام تدريجيا و ييسر تقديم الخدمات للمواطنين و يساهم في رسم مسار للإستقرار بالتدريج، متسائلة لماذا ترفضها بعض القوى السياسية؟ و ما علاقة أي حوار سياسي قادم بتشكيل حكومة كفاءات مستقلة بمهام محددة أساسها إدارة شؤون المواطن؟

وتعتبر أسماء أن المبادرة خطوة في سبيل حل الازمة السياسية لجهة إنه ناقشت عدد من القضايا المهمة.

وقالت أسماء لموقع “أفريقيا برس” إنه من غير المجدي ” العشم” في أحزابنا السياسية في أن تجعل من مصلحة المواطن أولوية و أن تتعلم أهمية التسلسل والتداخل و البناء على النجاحات الصغيرة للمضي قدما. واعربت عن أملها في أن تتوجه سلطة الأمر الواقع إلى تشكيل حكومة تصريف أعمال دون تردد على اعتبار أن الوضع يزداد صعوبة كل يوم.

ردم الهوة

أما عضو المكتب التنفيذي لجبهة القضارف للخلاص جعفر خضر يقول لموقع “أفريقيا برس” إن مالك عقار في خطابه الاخير لم يطرح خارطه الطريق لانهاء الحرب وانما حدد موقفه كنائب لرئيس مجلس السياده من الفاعلين السياسيين الحاضرين في المشهد العام ، وهو موقف بحسب جعفر اقترب بصورة كبيرة من قوى الثورة وابتعد بدرجه كبيرة من فلول المؤتمر الوطني ودعا الى ضرورة حسم مشكلة الفارين من السجون وبالذات قادة المؤتمر الوطني الفارين ووصفها بأنها قضية حساسة ذات طابع سياسي، واضاف ، كذلك ذهب عقار أكثر من ذلك بوصفه بضاعة الإسلاميين بإنها منتهية الصلاحية، وأكد إن فوضى ما بعد ١٣ ابريل لن تكون بديلا يستمد منه الإسلاميون شرعيتهم. واستدرك، لكن مبادرته ستكون بدون معنى إذا لم يصحبها إقصاء الكيزان الذي يتحلقون حول الجيش ويتحدثون باسمه، او النيابات التي يسيطرون عليها والتي بحسب جعفر عملت على حماية أحمد هارون وعوض الجاز والهاربين الآخرين كنيابة القضارف.

وقال جعفر، إن عقار خاطب غرف الطوارئ ولجان المقاومة ووصفهم بانهم روح هذه البلاد وقلبها النابض ومستقبلها ومنارتها المشرقة وانهم كالذهب لم تزدهم نيران المصائب إلا بهاء ونقاء، وهو خطاب بحسب جعفر اذا استدام يمكن ان يردم الهوة، أو جزء منها، بين الجيش وقوى الثورة.

قوة الدعم السريع

وقلل قيادي بالحزب الشيوعي – فضل حجم هويته- من مبادرة عقار ، منوها إلى إنها لن تنهي الحرب على اعتبار إنها لم تخاطب جذور الازمة الحقيقية ، متسائلا كيف تجد مبادرتك القبول وانت لم تقدم تنازلات للطرف الاخر؟ معتبرا تقديم تنازلات لقوات الدعم السريع يسهل من نجاح المبادرة وينهي الازمة السودانية. وأضاف، قوات الدعم السريع الان تتمركز في عدد من المواقع الإستراتجية وتتمتع بقوة وعتاد حربي كبير لذلك تقديم تنازلات لها يحترم قوتها ويجعلها توافق على أي طرح قادم، واقترح القيادي ضرورة خروج الاطراف المتقاتلة من الخرطوم والجلوس للتفاوض، وجعل العاصمة خالية من اي مظهر عسكري وذلك حتى يعود المواطن لمنزله وممتلكاته، معتبرا ذلك المخرج الامن لقوات الدعم السريع ولنجاح خارطة الطريق.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here