ما دلالات زيارة الوفد الروسي للسودان؟

12
ما دلالات زيارة الوفد الروسي للسودان؟
ما دلالات زيارة الوفد الروسي للسودان؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. حطت طائرة نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف، رحالها في مطار بورتسودان – شرق السودان – وذلك لمقابلة الحكومة السودانية.

وقالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان تلقته إن “وزير الخارجية المُكلف حسين عوض علي وميخائيل بوغدانوف أجريا مباحثات تتعلق بسبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين”.

ودعا الوزير السوداني بوغدانوف إلى استمرار دعم روسيا للسودان في المنابر الدولية، حيث يواجه البلدان تحديات متشابهة تتعلق بمحاولات التدخل الخارجي في شؤونهما الخاصة، وإعاقة جهودهما لتعزيز الاستقرار والتنمية.

وقال حسين عوض علي إن “الجيش يحقق تقدمًا كبيرًا في الجبهات مع التفاف الشعب حوله، حيث يقف معه بقوة لتحقيق الانتصار وتكريس السلم والاستقرار بما يقود إلى استكمال فترة الانتقال وقيام انتخابات حرة”.

وانتقد ما وصفها بمحاولات بعض الدوائر الغربية والإقليمية بسعيها لفرض رؤى وجماعات سياسية لا تحظى بأي قبول شعبي.

وأعلن ميخائيل بوغدانوف دعم بلاده لسيادة السودان ووحدته والشرعية القائمة فيها ــ في إشارة إلى مجلس السيادة ــ معتبرا زيارة الوفد الحالية تعبيرًا عن هذا الموقف، حيث ترفض روسيا التدخلات الأجنبية في السودان ومخططات تمزيقه.

وزير الخارجية السوداني المكلف خلال المحادثات مع الروس انتقد ما سماه اسلوب القوى الغربية التي تعتقد أنها تتحكم منفردة في الشؤون الدولية وتحدد مصائر الشعوب، ويظهر ذلك في المؤتمرات التي تنظمها حول قضايا دول مستقلة دون مشاركتها مثلما حدث في مؤتمر باريس.

وأبدى المسؤول الروسي، وفقًا للبيان، تقدير بلاده لدعم السودان لروسيا في المحافل الدولية، مؤكدًا استمرار تبادل الدعم والتنسيق بين البلدين، مقدمًا الدعوة لوزير الخارجية المكلف لزيارة موسكو. وكان الوفد الروسي يتكون من وزير الخارجية ووزير الدفاع وعدد من المسؤولين الروس.

لماذا الزيارة؟

المحلل السياسي محمد عبدالجبار يقرأ زيارة الوفد الروسي للسودان من عدة زوايا، إذ قال لموقع “أفريقيا برس” إنه سبق وعقد لقاء بين مدير جهاز الاستخبارات السوداني بمسؤول روسي، مشيرا إلى انها كانت بداية لتطور علاقات البلدين في هذه الفترة الحرجة، مضيفا “ما لا يخفى أن روسيا تحاول الدخول في أفريقيا بقوة مثل ما يحدث الآن في النيجر”.

وتابع “روسيا هي التي تبحث عن بلدان يسهل عليها إستقطابها في الفترة القادمة إذا حدث تعدد للقوى الدولية وبالتالي تستطيع منافسة أمريكا، والسودان من هذا الدول وهو الأمر الذي دفع الوفد الروسي لزيارة السودان”.

ضربة موجعة

أما الباحث في العلاقات الدولية عبدالباقي عبدالمنعم يذهب في اتجاه مغاير عن الحديث السابق، إذ يقول لموقع “أفريقيا برس” إن “الحكومة السودانية تريد الاتجاه نحو محور الشرق حيث روسيا والصين وإيران”، مؤكدا أن “هذه الزيارة الهدف منها قطع الطريق أمام حل الأزمة السودانية التي تقودها أمريكا والسعودية في منبر جدة على اعتبار إن هذه الدول تريد تسوية سياسية تعيد حلفاهم في الحكومة”.

وأضاف “كذلك تريد روسيا من السودان إنشاء قاعدة في البحر الأحمر تدعم من خلالها قواتها العسكرية في أفريقيا”، ونبه إلى أن “السودان لا يتوانى في ذلك شريطة أن تقدم روسيا دعما عسكريا للجيش السوداني والذي بحسب عبدالباقي في أمس الحوجة له وذلك حتى يقضي على التمرد.

وقال عبدالباقي “إن إنشاء قاعدة روسية على البحر الاحمر يمثل ضربة موجعة لأمريكا وحلفائها على اعتبار إنهم وقعوا عددا من الاتفاقيات تتعلق بالموانئ مع الحكومة السودانية، أبرزها الحصول ميناء ابو عمامة المطل على البحر الأحمر”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here