ما وراء تأسيس إدارة مدنية في الجزيرة؟

13
ما وراء تأسيس إدارة مدنية في الجزيرة؟
ما وراء تأسيس إدارة مدنية في الجزيرة؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. في خطوة أعتبرها مراقبون بأنها تقسم السودان، أعلنت “قوات الدعم السريع” تأسيس إدارة مدنية لولاية الجزيرة وسط السودان، حيث تتكون من 31 عضواً.

وبحسب بيان من الدعم السريع “الدعم السريع”، فإن “مجلس التأسيس المدني”، انتخب صديق أحمد رئيساً للإدارة المدنية بولاية الجزيرة، وتم الانتخاب وسط حضور كبير لرموز وقيادات أهلية ومنظمات مجتمع مدني في الولاية.

ويقول رئيس الإدارة المدنية في ولاية الجزيرة إنه “وضع الأسس المتينة للحكم الفيدرالي رغم التحديات الكبيرة”، مطالبا في ذات من المواطنين العودة إلى بيوتهم، واستنكر في ذات الوقت القصف الذي يستهدف منازلهم من قبل الطيران الحربي التابع للجيش.

أعضاء المجلس

ويتكون “مجلس التأسيس المدني” من 31 عضواً يمثلون محليات الولاية المختلفة، اختيروا عبر توافق من “مجتمع المحليات” الذي يترأسه أحمد محمد البشير، ومن صلاحياته انتخاب رئيس الإدارة المدنية. وقال البيان إن الإدارة المدنية الجديدة تعمل على استعادة النظام الإداري وحماية المدنيين وتوفير الخدمات الأساسية بالتنسيق، مع “قوات الدعم السريع” التي تسيطر على الولاية.

هدف تكوين الإدارة المدنية

قال مستشار قوات الدعم السريع عمران عبدالله، إن تكوين إدارة مدنية في ولاية الجزيرة من شأنه أن يوفر الخدمات لمناطق الولاية، فضلا عن استتباب الأمن.

ويضيف عمران لموقع “أفريقيا برس”، “إن تكوين الإدارة المدنية في منطقة سيطرة قوات الدعم السريع يعد خطوة للأمام في سبيل تحقيق الديمقراطية والحكم المدني على اعتبار أن الخطوة تعكس إزالة المظاهر العسكرية والبدء في تسير حياة المواطن بالطرق المدنية”. داعيا في ذات الوقت المواطنين للتجاوب معها وتسهيل عملها، وأضاف، “الدعم السريع قلبه مع المواطن ويريد تحقيق الأمن والتحول المدني ولا يهدف غير ذلك”. وتبرأ عمران من إنتهاكات قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، معتبر أن “من يقف خلفها متفلتون وليس لهم علاقة بالدعم السريع البتة”.

سيناريو التقسيم

ولكن المحلل السياسي محمد عبدالجبار لديه رؤية مختلفة، إذ يقول لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن هدف تكوين الإدارة المدنية في الجزيرة من قبل قوات الدعم السريع، هو تقسيم السودان كما حدث في ليبيا بحيث تشكل قوات الدعم السريع حكومة في الجزيرة والولايات التي تسيطر عليها، وأن الجيش يفرض حكومة في مناطق سيطرته”، معتبرا الخطوة بالخطيرة، متهما الغرب بالضلوع فيها بهدف تقسيم السودان متى ما سنحت له فرصة.

ويرى عبدالجبار أن مواطنو الجزيرة سيرفضون خطوة الإدارة المدنية لعدة أسباب؛ أبرزها الانتهاكات التي قامت بها الدعم السريع في الولايات، بجانب أن ذات المواطنين لا يريدون التعايش مع قوات الدعم السريع.

ويقول عبدالجبار “إن خطوة الإدارة المدنية بمثابة ذر رماد على العيون، فالدعم السريع يسعى عبر هذه الخطوة أن يعكس للعالم و للسودانيين بأنه مؤهل لحكم السودان وإنه المنقذ الذي يأتي للسودانيين بالتحول المدني والعيش والأمان”، لافتا إلى إنه غير ذلك، مشددا على وصف الدعم السريع بـ”القوات الإجرامية المغتصبة” والتي تهدف لتحقيق أجندة غربية أبرزها تقسيم السودان لدويلات حسب عبدالجبار.

تأسيس للمدنية

لكن الباحث السياسي عبدالباقي عبدالمنعم دافع عن قوات الدعم السريع، معتبرا خطوة الإدارة المدنية بمثابة تأسيس للحكم المدني في السودان والذي يرى أن قوات الدعم السريع نادت به منذ إشعال الثورة.

وقال عبدالمنعم لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن تكوين الإدارة المدنية في الجزيرة قديم وطبق في عدد من ولايات السودان ووجد استحسان الكثيرين”، معتبرا أن له فائدة كبيرة للمواطن من تدفق وانسياب للخدمات الأساسية.

في وقت دعا فيه عبدالمنعم أهالي الجزيرة للتجاوب مع القرار والعودة للمنازل، متوقعا أن تعود الجزيرة إلى طبيعتها كمان كانت قبل انسحاب الجيش.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here