مباحثات هاتفية بين البرهان وبن زايد.. هل تنهي الحرب؟

54
مباحثات هاتفية بين البرهان وبن زايد.. هل تنهي الحرب؟
مباحثات هاتفية بين البرهان وبن زايد.. هل تنهي الحرب؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثارت المكالمة الهاتفية التي جرت بين رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق ركن عبدالفتاح البرهان، ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، ردود أفعال واسعة كونها أول تواصل مباشر بين الدولتين منذ اندلاع الحرب، فضلا على أن الامارات متهمة بأنها الداعم الرئيسي لقوات الدعم السريع، وهو الأمر الذي يعني التواصل المباشر مع من يشعل الحرب.

ولم تكن ردود الأفعال وحدها، فقد كانت هنالك، عدة أسئلة طرحها المراقبون، أبرزها؛ هل تنهي المباحثات الهاتفية بين بن زايد والبرهان الحرب الدائرة؟ وهل ستتخلى الامارات عن دعم قوات الدعم السريع بعد تواصلها مع قائد الجيش؟

وبحسب بيان صادر من مجلس السيادة السوداني؛ فإن رئيس دولة الإمارات هاتف رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، معلنا إنه يقف مع السودان ومع كل المبادرات التي تؤدي إلى وقف الحرب.

بينما أفادت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) أن بن زايد تلقى مكالمة هاتفية من البرهان، ناقشا خلالها العلاقات بين البلدين والتطورات الأخيرة في السودان.

في المقابل أوضح بيان من مجلس السيادة صدر يوم الجمعة، أن البرهان تلقى اتصالا من بن زايد وأن الأخير أبدى رغبته في المساعدة في إنهاء الحرب بالسودان.

ووفقاً للبيان، قال البرهان لبن زايد “إن دولة الإمارات متهمة من السودانيين وبأدلة وشواهد كثيرة تثبت دعم الإمارات للمتمردين، ودعمها لمن يقتل السودانيين ويدمر بلدهم ويشردهم، وعلى الإمارات التوقف عن ذلك”.

ويتهم السودان الإمارات بتمويل قوات الدعم السريع ودعمها بالأسلحة والعتاد الحربي عبر تشاد وأفريقيا الوسطى، حيث شكل هذا الدعم فارقًا في المعارك العسكرية التي تُخاض منذ 15 أبريل 2023.

وتوترت العلاقات بين البلدين جراء هذه الاتهامات التي تصاعدت حدتها مع توجيه القادة العسكريين في السودان نقدًا لاذعًا للقيادة الإماراتية، كما تراشق مندوبا البلدين في الأمم المتحدة خلال جلسة لمجلس الأمن الشهر الماضي في تصعيد غير مسبوق استبقه البلدان بتبادل طرد دبلوماسيين.

كسر الجمود

بالنسبة للناطق الرسمي باسم التحالف السوداني محمد السماني، فإن ‏الاتصال الذي تم بين االبرهان بن زايد كان يهدف إلى كسر الجمود بين الدولتين بواسطة طرف ثالث.

وأضاف السماني لموقع “أفريقيا برس” إن “الدولة التي تستخدم ميليشيات الدعم السريع لقتل السودانيين، وتدمير الدولة السودانية، أخيرا أدركت أن دعمها لهذه الميليشيات لن يحقق أهدافها في المنطقة”، لافتا إلى أن “الإمارات أرادت أن تأتي من الباب افضل من تأتي عبر الشباك”.

وقال السماني إن “كل الأدلة والبراهين ضد دولة الإمارات وان المعركة الخارجية أمام المجتمع الدولي كبدت الإمارات خسائر فادحة بالذات، بعد المجهود الكبير الذي قامت به الدبلوماسية في فتح كل المؤتمرات التي كانت تخوضها ضد الدبلوماسية السودانية”، لذلك بحسب السماني “لم يكن هناك خيار للإمارات إلا في تغيير موقفها الداعم للدعم السريع”.

وتابع السماني “كذلك الشيء الذي اتضح لكل العالم و للإمارات التي كانت تدعم هذه المليشيات المتمردة الإرهابية؛ أن هذه المليشيات لا تصلح في حكم اي بلاد بعد ارتكابها الجرائم والفظائع والنهب والقتل، لذلك تريد التنصل منها”.

أهداف المكالمة

مستشار رئيس الوزراء الأسبق أمجد فريد، لديه رؤية مختلفة عن الحديث السابق، إذا يقول لموقع “أفريقيا برس” إن “‏مكالمة بن زايد والبرهان، جاءت نتيجة لمحاولات ‌الامارات⁩، لتبييض وجهها وتقليل الضغط العالمي عليها حول دعمها وتسليحها لميليشيات‌ الدعم السريع”⁩، مستدركا “ولكنها لن تغير في الواقع شيئا”.

و حتى يرضى الجيش عن الامارات، يذهب فريد إلى أن الامارات تحتاج إلى وقف دعمها المادي والسياسي والعسكري للمليشيات، مشددا على “ضرورة تقديم الإمارات تعويضات حقيقية لإعادة تشييد ما دمرته حرب الميليشيات، وتعويض ضحايا الحرب عن المعاناة والانتهاكات التي قامت بها الدعم السريع قبل أن تعيد ماء وجهها الذي أهرقته امام العالم”.

فضيحة الإمارات

وفي رده على سؤال “أفريقيا برس”؛ بشأن تخلي الإمارات عن دعم قوات الدعم السريع، يقول المحلل السياسي عبدالباقي عبدالمنعم، إن “الامارات ارتكبت خطأ كبيرا بدعمها للتمرد”، منوها إلى “أنها ندمت على هذا الدعم على اعتبار أنها تعرضت للإحراج والفضيحة أمام المجتمع الدولي الذي يراقب بكثب تقارير المنظمات الدولية التي ترد بين الفنية والأخرى والتي تتحدث عن نقل الدعم العسكري الاماراتي لقوات الدعم السريع”.

ولا يستبعد عبدالمنعم، أن تكون مكالمة البرهان مع بن زايد “بغرض نفض يده عن قوات الدعم السريع والتخلي عنها سيما إنها لم تحقق حتى الآن أهدافها وأبرزها؛ السيطرة على حكم البلاد، ونهب مواردها خاصة الذهب ونقله للإمارات، كذلك من أهداف الامارات في السودان هو السيطرة على الموانئ البحرية و الاستراتيجية، بجانب القضاء على الإسلاميين”.

ويرى عبدالمنعم إن “الامارات اتصلت بالبرهان حتى تحقق بعض الشروط سيما استئجار أرض الفشقة الخصبة، فضلا عن شراء موانئ على البحر الأحمر”.

خطوة صحيحة

في السياق، اعتبر المحلل السياسي مجدي عبدالقيوم “كنب” أن مهاتفة البرهان وبن زايد تعد خطوة في الاتجاه الذي يؤدي لايقاف الحرب على اعتبار أن “الإمارات طرف اساسي في هذه الحرب”.

وتابع “المحادثات الهاتفية بين البرهان وبن زايد تعزز من مصداقية رجل المخابرات السوري الذي كتب في الشهر الأول من الحرب ناصحا الجيش بالتفاوض المباشر مع الامارات وليس الدعم السريع، وقال إنهم في سوريا وفي بداية الحرب تلقوا نصائح من أجهزة مخابرات دولية بأن يتفاوضوا مباشرة مع الامارات وانهم للأسف لم يعملوا بتلك النصيحة فخسرت سوريا كثيرا”.

وقال عبد القيوم لموقع “أفريقيا برس” إن “الإمارات لا يعنيها غير مصالحها فهي تتحالف مع من يحقق تلك المصالح وترفع يدها عن دعم من يفشل في ذلك سواء كان الدعم السريع أو غيرها”.

ويرى عبد القيوم أن “الامارات فشلت عبر حلفاءها في السودان بجناحيهم العسكري المتمثل في الدعم السريع وغطاءه السياسي في “قحت” في الاستيلاء على الحكم بالانقلاب في 15 أبريل 2023″، مؤكدا أن “الجيش استطاع إفشال الانقلاب حينها وإجهاض مشروعها في السودان أو بتعبير أدق المشروع الدولي وهو (اسم الدلع) لأمريكا، وبالتالي، فإن الامارات تبحث عن طرق أخرى خاصة أن التطورات في المشهد العالمي متسارعة جدا سيما في أوروبا وامريكا”.

كما قال عبد القيوم إن “هناك تحولات كبرى وعلى مستوى أفريقيا تحديدا، هناك صراع على النفوذ دخلت فيه روسيا والصين بثقلهما مقروءا مع ذيول وتداعيات الصراع الاوروبي الأمريكي، إضافة إلى عامل مهم مع انه ثانوي متصل بالانتخابات الأمريكية الساخنة. فإدارة الرئيس الامريكي بايدن تريد أن تستثمر النجاح في الملف السوداني لتعزز من فرص نجاحها الضئيلة في ظل تنامي شعبية ترامب سيما بعد حادثة محاولة اغتياله”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here