محيى الدين البلول لـ”أفريقيا برس”: ميثاق السودان سيطيل أمد الحرب

187
محيى الدين البلول لـ
محيى الدين البلول لـ"أفريقيا برس": ميثاق السودان سيطيل أمد الحرب

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. قلل القيادي بالجبهة الثورية السودانية حذيفة محيى الدين البلول من نجاح ميثاق السودان الذي وقعته القوى السياسية في القاهرة، مؤكدا إنه سيطيل أمد الحرب وان التوقيع عليه يعتبر تراجعا كبيرا عن مطالب ثورة ديسمبر المجيدة لإقحام واجهات لحزب المؤتمر الوطني فيه، حسب تعبيره.

وجزم البلول، بأن الميثاق سيعقّد المشهد السياسي على اعتبار أن المجموعات الموقعة على الميثاق ليست في محل حياد فيما يتعلق بأطراف النزاع.

وقال البلول في حوار مع “أفريقيا برس”؛ إن القوى السياسية الموقعة على ميثاق السودان غير حكيمة وغير مؤهلة لإيقاف الحرب، بل بحسب البلول ستساهم بشكل مباشر في استمرارها وإطالة أمدها.

ما رأيك في ميثاق السودان الذي وقع من قوى سياسية.. هل يسهم في إنهاء الحرب؟

ما تم من اتفاق في القاهرة تحت مسمى ميثاق السودان مرفوض من حيث الشكل والمضمون لأن ما تم يعتبر تراجعا كبيرا عن مطالب ثورة ديسمبر المجيدة وذلك من خلال اقحام واجهات للنظام البائد وحزب المؤتمر الوطني..ولن يساهم هذا الميثاق الا في تعقيد المشهد السوداني وذلك لأن المجموعات التي وقعت تعتبر نفسها بديلا لقوى الثورة وهي في الأساس ليست في محل حياد حتى تساهم بشكل كبير في وقف الحرب، لأن الوضع الماثل الآن يحتاج لقوى حكيمة تنتشل البلاد من ويلات الحرب إلى أفاق السلام ووقف الحرب التي في الأساس المتضرر منها بشكل مباشر المواطن السوداني. فهي قوى ليست مؤهلة لإيقاف الحرب بل بالعكس تساهم بشكل مباشر في استمرارها وإطالة أمدها.

لماذا تجاهلت بنود الميثاق الإشارة لقوات الدعم السريع؟

ما تم من تجاهل لأحد أطراف الحرب في الميثاق ينم عن جهل المجموعة الموقعة على الميثاق أو تجاهلها المتعمد لن يساهم في إنهاء الحرب، ببساطة اي مبادرة لإيقاف الحرب يجب أن تخاطب الأطراف الرئيسية في الحرب وتجاهل أحد أطراف الحرب لن يقود لإنهاء الحرب، وانا أعتقد أن هذا التجاهل تم لأن هذه المجموعة تريد أن تستمر الحرب لأن هنالك مجموعات كبيرة مستفيدة من هذه الحرب في إستنزاف أموال الشعب المغلوب على أمره، وبوقف الحرب توقف مصالحهم ومكاسبهم الشخصية، لذلك في نفس يوم التوقيع وبعد إطلاعنا على بنود الميثاق قلنا انه سيساهم في تعقيد الأزمة ويساهم بشكل مباشر في إطالة أمد الحرب.

إذن، ماهو مستقبل قوات الدعم السريع في السودان؟

أعتقد ان هذه الحرب ليس بها منتصر فالخاسر الأوحد هو المواطن السوداني وتجارب السودان في الحروب تقول إن كل الحروب التي شهدها السودان لم تنتهي بنصر عسكري لطرف بل أنتهت بمفاوضات وتسوية سياسية، وأي حديث عن سحق او إنهاء طرف من الأطراف يعتبر حديثا ساذجا، الحروب في السودان تاريخيا تنتهي بتسويات سياسية ويتم معالجة الخلافات بالحوار والتفاوض وليس بالحسم العسكري، الدعم السريع هم أبناء السودان ولهم من الحقوق والواجبات ما للآخرين فالحديث العنصري الذي يطلق على عواهنه لن يساهم في وقف الحرب، وكما ذكرت لك سابقا إن هنالك مجموعات مستفيدة من هذه الحرب ولا تريد لها ان تتوقف، فهذه المجموعات هي التي تلوث بيئة التفاوض وتعمل على إثارة الفتن والنعرات العنصرية لأن إنهاء الحرب سوف يوقف مصالحها.

البعض يرى أن التوقيع على الميثاق يعني نهاية الحرب على اعتبار أن هنالك تسوية سوف تتم بين قوى هذا الميثاق وتقدم.. إلى أي مدى يمكن أن تكون هذه الفرضية صحيحة؟

التوقيع على هذا الميثاق سوف يساهم في إطالة أمد الحرب ونصوصه غاب عنها الحياد، بل منحازة وتعبر عن طرف واحد من أطراف الحرب لذلك لن يكون ذو قيمة.

البرهان خلال خطاب له قال: لا سلام ولا لوقف الحرب ولا للمفاوضات.. هل البرهان سيلتزم بهذه اللاءات؟ أم مجرد تصريحات في الهواء الطلق؟

أعتقد ان التصريحات التي يطلقها القادة العسكريون في اللقاءات العسكرية دائما ما يكون طابعها الحماس ولا يؤخذ بها، لأن القادة الحقيقيون هم الذين يسعون لحفظ دماء شعبهم، وفي تقديري أن هذه الحرب إذا ما قدر لها الاستمرار عشرة سنوات إضافية فلن يكون هنالك نصر عسكري لطرف وفي آخر المطاف تنتهي بتسوية سياسية، لذا فمن الأولى لنا حفظ دماء أبناء الوطن الواحد اليوم قبل الغد والوصول إلى اتفاق ينهي الحرب.

هل ثمة تواصل بينكم وبين تقدم لحل الأزمة السودانية؟

القوى السياسية السودانية فيها عطب كبير وساهمت بشكل مباشر في إطالة أمد الحرب، للإسف لا توجد قوى سياسية رشيدة مقبولة من أطراف الحرب تساهم بشكل مباشر في وقف الحرب..لا أعتقد أن هنالك تقارب بين القوى السياسية المتنافرة أو تواصل لوقف الحرب.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here