مسيّرات الدعم السريع.. هل تهدد أمن السودان؟

91
مسيّرات الدعم السريع.. هل تهدد أمن السودان؟
مسيّرات الدعم السريع.. هل تهدد أمن السودان؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. بين الفنية والأخرى تهاجم قوات الدعم السريع مقرات الجيش السوداني في الولايات الآمنة وذلك عبر المسيّرات، الأمر الذي أفرز تساؤلات عدة، حول قدرة هذه المسيّرات في زعزعة استقرار وأمن السودان؟ وماهي الكيفية للحد من هذه المسيّرات؟

وكانت قوات الدعم السريع، إستهدفت عبر طائرة مسيّرة تجمّع لكتائب البرأء بن مالك – فصيل يقاتل مع الجيش- خلال إفطار رمضاني، في مدينة عطبرة شمالي السودان، ما أوقع قتلى وجرحى وحالة من الذعر.

كذلك هاجمت مسيّرات الدعم السريع مقرّات جهاز الأمن والمخابرات الوطني في ولاية القضارف، كما هاجمت مقرّات الجيش في ولاية نهر النيل.

تهديد رئيسي

يقول عضو مبادرة القضارف للخلاص جعفر خضر لموقع “أفريقيا برس” إن “المهدد الرئيسي للأمن القومي السوداني هو الجهة التي تزود ميليشيا الدعم السريع بالمسيّرات، وهذه الجهة هي دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تخوض حرب العدوان ضد الشعب السوداني، وهي إحدى الجرائم العالمية الأربعة، ولا يقتصر دعم دولة الإمارات للميليشيا على المسيّرات، وإنما تزودها ايضا بكافة أنواع الأسلحة والذخائر، عبر قاعدتها العسكرية في أم جرس بتشاد، وتزودها قبل ذلك بالمرتزقة، الذين تأتي بهم من مختلف الدول، لمحاربة الشعب السوداني، كما أنها توفر لهم الأغذية وتوفر الرعاية الصحية لمصابي الدعم السريع”.

ونبّه جعفر إلى أن “دولة الإمارات أنقذت حياة قائد الميليشيا محمد حمدان دقلو، الذي يقيم الآن فيها، وسبق أن نظمت الإمارات لحميدتي جولة أفريقية على متن الطائرة الملكية الإماراتية (بوينغ 737) ابتداء من مطار البطين بإمارة أبوظبي”.

ويرى جعفر أن “خطورة المسيّرات تكمن في انها تستخدم في المناطق الآمنة كما حدث في ولاية القضارف وولاية نهر النيل، مما يخلق الاضطراب والزعزعة للمواطنين والنازحين”.

وبشأن الكيفية للحد من المسيّرات، يقول جعفر إن “الطريقة المثلى للحد من خطر المسيّرات يكمن في أن تضطلع الاجهزة الأمنية بدورها، وتخرج من حالة ضعف أدائها وأخطائها الجسيمة بالبحث عن المسيّرات في الأماكن الخطأ وإرخاء أذنها لمنسوبي المؤتمر الوطني وعملاء الجنجويد؛ وأن يتحلى الشعب السوداني باليقظة كشفا للمتسللين والخلايا النائمة للمليشيا والابلاغ عنها”.

واضاف “كذلك يكمن الحل الناجع في نجاح الشعب السوداني في حل ميليشيا الجندويد تحقيقا لشعار الثورة (الجنجويد ينحل) إذ أنه يستحيل وجود جيشين في دولة واحدة. كما يجب اصلاح المؤسسة العسكرية لتكون هي الجيش القومي المهني الوحيد الذي يخضع للسلطة المدنية”.

خطر محدود

لكن المحلل السياسي الفاتح محجوب قال لموقع “أفريقيا برس” إنه “لا توجد وسيلة للايقاف النهائي لخطر المسيّرات لا في أمريكا ولا إسرائيل ولا روسيا، لكن يمكن الحد من خطرها عبر أنظمة التشويش وعبر مضادات الطيران من رشاشات وقناصات إضافة لأنظمة الدفاع الجوي المتطورة أرض جو”.

وقال الفاتح إن “السودان يحتاج لامتلاك أنظمة دفاع جوي فعالة للتخفيف من خطر هذه المسيرات، لكن في واقع الأمر إلى الآن يعتبر خطر تلك المسيّرات محدودا جدا بسبب محدودية عددها وقلة كفاءتها ولهذا يمكن حاليا التعامل معها بجهاز التشويش إضافة لأسلحة القنص والرشاشات المضادة للطائرات”.

مفهوم عميق

المحلل السياسي مجدي عبدالقيوم “كنب” لديه رؤية مغايرة عن الأحاديث السابقة، إذ قلل من تأثير المسيّرات على الأمن القومي السوداني، حيث قال “لا أعتقد أن مجرد مسيّرات أيا كانت كثافة إطلاقها ستؤثر على الأمن القومي” فمفهوم الأمن القومي بحسب كنب أعمق من هذا بكثير.

وتابع “من الممكن القول أن تاثير المسيّرات حتى وإن كانت من طراز متقدم يشكل تهديدا أمنيا في حيز جغرافي محدود سواء كمنشآت أو المتواجدين بها من أفراد سواء مدنيين أو عسكريين”.

وقال كنب لموقع “أفريقيا برس” إن “الحالات التي قام بها الدعم السريع منذ بدء الحرب وحتى الآن على المواقع أو المقرات العسكرية حسب متابعتي وما يصدر من تقارير عن تلك الهجمات لا أعتقد أن تأثيرها كبير وهذا مرده لعدة أسباب منها الفني التقني المتعلق بطراز هذه المسيرات ومنها ما هو متصل بكفاءة التشغيل لكنها قطعا مزعجة في السياق العام”.

وبشأن الحد من المسيّرات، يشدد كنب على “ضرورة إنهاء الأسباب التي دفعت لاستخدامها وهي الحرب في مجملها، إضافة إلى الاستعداد الفني للجيش للتعامل معها سواء بالمضادات الأرضية كما في حالة حادثة شندي أو بغيرها من الوسائل”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here