معاناة سكان الخرطوم: مستشفيات تلجأ للمولدات وصيدليات “تبيع” الكهرباء

3
معاناة سكان الخرطوم: مستشفيات تلجأ للمولدات وصيدليات
معاناة سكان الخرطوم: مستشفيات تلجأ للمولدات وصيدليات "تبيع" الكهرباء

أفريقيا برس – السودان. ما زالت معاناة سكان العاصمة السودانية الخرطوم مستمرة، منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”، في 15 إبريل/نيسان الماضي، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وما صاحبها من انقطاع للكهرباء والماء.

وعانت الأحياء من انقطاع الكهرباء، منذ اليوم الثاني للاشتباكات، ولمدة 10 أيام، قبل أن تنقطع مجدداً وتغرق العاصمة في الظلام، خاصة في مدن العاصمة الثلاث الخرطوم، وأم درمان والخرطوم بحري، حيث أدت المعارك المستمرة إلى تعطل محطة سوبا شرق الخرطوم، والتي يوجد بها مركز التحكم الرئيسي، ما أدى إلى انقطاع عام للكهرباء، فيما توقفت محطات المياه، والتي تعتمد بدورها على التيار الكهربائي في التشغيل.

من جهتها، أعربت ربة المنزل تقوى محمد لـ”العربي الجديد” عن معاناة أطفالها الثلاثة من ارتفاع درجات الحرارة، في ظل انقطاع مستمر للكهرباء، وأضافت: “هربنا عند بداية الحرب من حي طيبة جنوب الخرطوم إلى حي يثرب وسط المدينة، لكننا مضطرون للعودة الآن، لأننا نسكن مع أسرة زوجي في شقة، وهي ساخنة بدون كهرباء، سنعود إلى منزلنا لأنه أرضي وأبرد من هنا”.

صيدليات تتاجر بشحن الهواتف في السودان

لم يجد أصحاب المستشفيات والصيدليات والأعمال التجارية من سبيل سوى الاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية، والمولدات الكهربائية التي واجهت بدورها صعوبة في الاستمرار، في ظل شح الوقود وارتفاع أسعاره في السوق السوداء، حيث توقفت أغلب محطات الوقود الرسمية عن العمل منذ بداية الاشتباكات، ولم يتبق منها سوى عدد قليل جداً يشهد على الدوام ازدحاماً.

كما شكّلت المولدات الكهربائية مصدراً جديداً للدخل لدى بعض الصيدليات والأكشاك، حيث يتقاضى أصحابها ما بين 1000 إلى 1500 جنيه سوداني مقابل شحن الهاتف الواحد (الدولار يساوي نحو 600 جنيه)، بينما يقدم البعض خدمة شحن الهواتف مجاناً، كما هو الحال في مخبز حي الشجرة، حيث يوفر صاحب المخبز وصلة كهرباء للمواطنين لشحن مئات الهواتف يومياً مجاناً خلال فترة تشغيل المولد.

وتقول أسماء إبراهيم، وهي موظفة بشركة اتصالات محلية وجاءت لشحن هاتفها بالمخبز، لـ”العربي الجديد”، إنها تعمل من المنزل هي ومئات الموظفين الآخرين، لكن العمل توقف الآن بسبب انقطاع الكهرباء، مضيفة: “نعمل بالحواسيب التابعة للشركة في المنزل، لكننا متوقفون الآن لعدم توفر الكهرباء، والشركة تعتمد على موظفي خدمات المشتركين العاملين من المنازل حالياً لعدم قدرة موظفي المكاتب على الوصول إلى معظم مقار الشركة في الخرطوم”.

وقال فني كهرباء يعمل بشركة التوزيع، لـ”العربي الجديد”، إن “قوات الدعم السريع” سيطرت على عدد من المحطات، ومنعت المهندسين من العمل قبل أن تسمح لهم بصيانة بعض الأعطال. مضيفاً “استمرت الأعطال بسبب انقطاع عدد كبير من الكوابل، جراء الرصاص والقذائف، فجرى توزيع الأحمال لكن الشبكة لم تتحمل، خصوصاً بعد تعطّل مراكز التحكّم ومحطات سوبا وجبل أولياء والمقرن، ويجري إصلاح المشاكل حالياً، لكن استمرار الاشتباكات، واستهداف العاملين بالكهرباء يعوق مواصلة العمل”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here