من الدمازين.. حميدتي يوجه رسائل السلام لعدد من الاتجاهات

5
من الدمازين.. حميدتي يوجه رسائل السلام لعدد من الاتجاهات
من الدمازين.. حميدتي يوجه رسائل السلام لعدد من الاتجاهات

أفريقيا برسالسودان. الدمازين: محجوب عثمان – رغم زخات المطر المتقطعة توجه غالبية سكان مدينة الدمازين إلى ساحة الاحتفال المعدة منذ ليل الأول فاليوم لم يكن كأي يوم يمر على المدينة حاضرة ولاية النيل الأزرق، إذ أنه اليوم الموعود لتنصيب الفريق أحمد العمدة بادي حاكماً لإقليم النيل الأزرق وفق اتفاقية جوبا لسلام السودان التي أعطت الولاية حق الحكم الذاتي.. ولم ينتظر الجمع كثيراً حتى هبطت طائرة رئاسية تحمل النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو “حميدتي” رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات جوبا وعضو مجلس السيادة رئيس الحركة الشعبية/ شمال مالك عقار إير ورئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس قادمين لتأكيد إحلال السلام وتنفيذ مخرجاته بالمشاركة في تنصيب الحاكم الجديد للإقليم..

زيارة الوفد الرئاسي تمثل أكبر دليل على إنفاذ مخرجات اتفاق جوبا وربما ذلك عين ما رآه النائب الأول الذي قال خلال مخاطبته الجموع الحاشدة “إن السلام الذي تحقق سعينا إليه جميعاً بإرادة صادقة ونوايا خالصة فكانت اًتفاقية جوبا لسلام السودان بشارة لأهلنا في كل السودان”. وتقدم بالشكر لقادة حركات الكفاح المسلح الذين قال انهم أصبحوا شركاء في حكومة الفترة الانتقالية، ولدولة جنوب السودان التي تحملت عبء الوساطة واستضافت المفاوضات حتى تكللت بالنجاح.

حراسة

وربما يرى “حميدتي” أن تحقيق السلام وحراسته تمثل مرحلة اصعب من مراحل التفاوض فيقول “السلام الذي تحقق يتطلب منا جميعاً حراسة والتزاماً من أجل تنفيذ بنوده التي جاءت بمكاسب كثيرة لأهلنا في السودان والنيل الأزرق” ويضيف “بلا شك أن تنفيذ السلام أصعب من التوقيع عليه، لذا لا بد من الصبر والإرادة القوية والعمل المتواصل والتنسيق المشترك بين أطراف العملية السلمية والمجتمع”، وطالب مواطني النيل الازرق بالتكاتف والعمل بروح الجماعة لدعم الحكومة الجديدة في الولاية والوقوف معها لتحقيق تطلعات الإقليم في التنمية والاستقرار والتعايش السلمي”.

موقع استرتيجي

اعتبر “حميدتي” أن إقليم النيل الأزرق ذو أهمية استراتيجية حيث يجاور دولتين شقيقتين هما جمهورية جنوب السودان وجمهورية أثيوبيا، داعياً الحكومة والمجتمع لبناء علاقات حسن جوار تحقق المكاسب المشتركة في الاقتصاد والتجارة، والتداخل الاجتماعي من خلال تبادل المنافع والمحافظة على الأمن والاستقرار .” ونصح حكومة الإقليم بضرورة العمل على توسيع ماعون المشاركة والشورى، ومضاعفة مشاريع التنمية، وإعادة النازحين واللاجئين واستقرار الرحل، وفتح فرص الاستثمار في الإقليم، والاهتمام بخدمات الصحة والتعليم وبناء الطرق، والنهوض بإنسان الإقليم.

تحديات

ولم يفوّت حميدتي الفرصة ليشرح لمواطني النيل الأزرق التحديات التي تواجه حكومة الفترة الانتقالية والتي وصفها بأنها كبيرة وجسيمة ووضع في مقدمتها الضائقة الاقتصادية إلى جانب التحديات الأمنية المتمثلة في تفشي خطاب الكراهية، وعدم قبول الآخر، وانتشار النعرات القبلية، وقال “تلك التحديات تفرض علىنا جميعاً القيام بأدوار إيجابية لمعالجة ومحاصرة هذه الظواهر، ولا بد للإدارة الأهلية والطرق الصوفية ورجال الدين والمرأة والشباب والحكومة العمل سوياً من أجل بناء السلام وتعزيز القيم الاجتماعية الأصيلة التي عرف بها الشعب السوداني”. ودعا الذين لم يوقعوا على اتفاق السلام للانضمام الى العملية السلمية، وقال “نحث المجتمع الإقليمي والدولي لمواصلة دعمه لاستكمال وتنفيذ السلام”.

أهداف

لفت حميدتي إلى أن شعارات ثورة ديسمبر وضعت أمام الحكومة الانتقالية برنامجاً واضحًا تمثل في تنفيذ مطالب الشعب المختصرة في شهار “حرية سلام وعدالة” وقال انهم حققوا تحدي السلام إلا أن تنفيذ شعارات الحرية والعدالة لا تزال تواجه تحديات كبيرة تحتاج من الجميع الوقوف عندها حتى لا تنزلق البلاد الى الفوضى، وقال “إن مناخ الحرية والديمقراطية الذي نعيشه الآن يتطلب فهماً صحيحاً حتى لا يتحول لفوضى مثل التي نشهدها الآن من مظاهر تفلت وتجاوز للقانون وتتريس وقفل للطرق في العاصمة والولايات وتعدّ على سلامة الناس وأمنهم وممتلكاتهم وتعطيل عجلة الإنتاج وإعاقة التنمية، كل هذا يؤثر على استقرار وأمن البلاد وإيقاف تقدمها، لذلك لا بد من ممارسة الحرية والديمقراطية وفقاً للقانون مثلما يمارسها العالم المتحضر من حولنا”، وأضاف “الحرية والمسؤولية توأمان، لو انفصل أحدهما عن الآخر ماتا جميعاً”.

وأكد أنه من المهم خلال سعيهم المستمر في تحقيق أهداف وشعارات الثورة المجيدة أن يعملوا بكل قوة على تطبيق مبادئ العدالة واحترام القانون والاحتكام للقضاء وعدم اللجوء لأخذ الحقوق بالقوة أو بسلطة الأمر الواقع أو حسب هوى النفس، مؤكداً استقلالية وحصانة القضاء لحماية الحقوق والحريات وقال “العدل أقل تكلفة من الظلم والأمن أقل تكلفة من الحرب”. وشدد على أهمية الاعتراف بالتحديات ومواجهتها ومعالجتها جميعاً حكومةً وشعباً.

ترحيب

ورحب حميدتي بمبادرة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، ودعا للالتفاف حولها، وقال “هنالك مبادرات أخرى كثيرة طرحتها عدد من الجهات كلها تصب في اتجاه وضع المعالجات الكلية للأزمة السودانية، ندعو لتوحيد كل هذه المبادرات في مبادرة واحدة تحقق التوافق الوطني الشامل بمشاركة كل السودانيين دون إقصاء لأحد طالما الهم واحد” معتبراً أن المخرج الوحيد لنا لتحقيق أهداف ومطلوبات الثورة السودانية وصولاً إلى ديمقراطية حقيقية صندوق الانتخابات”.

اتفاق

ولم يخالف عضو مجلس السيادة، الفريق مالك عقار، ما ذهب إليه النائب الأول لرئيس مجلس السيادة عندما قال “إن شعب النيل الأزرق دفع ثمناً غالياً خلال الحقب الماضية”، داعياً الجميع إلى تناسي مرارات الحرب والترتيب لوحدة النيل الأزرق بعد توقيع اتفاقية جوبا، مبيناً أن تحقيق الأمن مسؤولية تكاملية، مؤكدًا أهمية المصالحات المجتمعية والاهتمام بالتعليم، مجدداً ثقته في الفريق أحمد العمدة بادي حاكم إقليم النيل الأزرق لخوض تجربة الحكم الذاتي والسعي لوضع الآليات المعنية بتنفيذ اتفاقية السلام بالإقليم بما فيها الحكم الذاتي، آملاً أن يتم تنفيذ الترتيبات الأمنية بسلاسة خاصة وأن اللجنة العليا للترتيبات الأمنية برئاسة وزير الدفاع شكلت حضورًا متميزًا اليوم، وفي الفترة المقبلة ستعمل على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

وناشد عقار كافة مكونات إقليم النيل الأزرق ببذل المزيد من الجهود لإعادة الدمازين لمكانتها وجعل النيل الأزرق نموذجاً في الإدارة والنزاهة.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here