من وراء محاولة اغتيال البرهان؟

56
من وراء محاولة اغتيال البرهان؟
من وراء محاولة اغتيال البرهان؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثارت محاولة اغتيال قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، جدلا واسعا في وسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن تساؤلات أبرزها، من يقف خلف محاولة الاغتيال؟ ولماذا اغتيال البرهان في هذا التوقيت؟

ماذا جرى؟

في سابقة وصفت بالخطيرة، نجا قائد الجيش السوداني، ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، من محاولة اغتيال بطائرة مسيرة في جبيت بولاية البحر الأحمر شرقي البلاد، فيما لقي خمسة مصرعهم بينهم طلاب وضابط في الحادثة.

وتعود تفاصيل الحادثة إلى أن مسيرتين انتحاريتين استهدفتا مهرجان تخريج طلاب الكلية الحربية بمعهد جبيت العسكري بعد وصول البرهان. فيما قال مكتب المتحدث باسم الجيش في بيان مقتضب إن “المضادات الأرضية تصدت لمسيرتين معاديتين استهدفتا موقع الاحتفال بتخريج دفعات من الكليات الحربية والجوية والبحرية عقب ختامه بجبيت”. وأضاف “تسبب الحادث في استشهاد خمسة ووقوع إصابات طفيفة جاري حصرها”. وبحسب مصادر صحفية، فإن فريق الحراسة الرئاسي أخلى البرهان على الفور إلى بورتسودان العاصمة الإدارية البديلة.

الإسلاميون في دائرة الاتهام

المحلل السياسي عبدالباقي عبدالمنعم، يقرأ محاولات اغتيال البرهان من عدة زوايا، إذ يقول لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن الإسلاميين يقفون وراء محاولة اغتيال البرهان لجهة إنهم يضعون العراقيل والعقبات أمام قائد الجيش حتى لا يذهب إلى مفاوضات جنيف”، مؤكدا أن “المحاولة بمثابة تخويف للبرهان عبر رسالة مفادها؛ بمجرد ذهابك إلى جنيف سنسقط طائرتك وإنك في موضع غير آمن وإنه في أي لحظة سيتم اغتيالك”.

ويرى عبدالمنعم، أن “محاولة الاغتيال يقف خلفها الدعم السريع، لجهة إنه يملك أسلحة متطورة، فضلا عن مسيرات أمريكية الصنع وصلتها الإماراتي”، وبشأن نفي الدعم السريع بشأن محاولة اغتيال البرهان، قال عبدالمنعم “إن الغرض من النفي خلق فتنة بين قائد الجيش والإسلاميين على اعتبار النفي يعني اتهام الإسلاميين بمحاولة قتل البرهان”.

حروب الجيل الخامس

بينما يتهم خبير الحوكمة عبدالله الطيب علي الياس الولايات المتحدة وإسرائيل محاولة اغتيال البرهان، إذا يقول “قرر التحالف الصهيوني الامريكي تطبيق حروب الجيل الخامس في السودان، فأسند تنفيذ الحرب إلى مليشيات أولاد دقلو الإرهابية التي تبناها أصلا منذ العام 2014 لاستخدامها في هذه الحرب، وأسند الإشراف المباشر على المليشيات ومهمتها إلى دويلة الشر، وقد تم ذلك من خلال اتفاق سري كل طرف يريد ان يستغل فيه الأطراف الأخرى لتحقيق أهدافه الذاتية”.

ويقول الطيب لموقع “أفريقيا برس” إنه “من الأساليب الشائعة التي يستخدمها التحالف؛ أسلوب اغتيال الأعداء السياسيين الذين يقفون حجر عثرة في طريق استراتيجياتهم ومنعها من تحقيق أهدافها، ومحاولة الصاق حوادث الاغتيال بإحدى أقوى مكونات جبهة المعادية التي تقف في طريق تحقيق أهداف التحالف”.

وتابع “الجيش السوداني واحد من الجيوش العريقة التي لديها استخبارات عسكرية وأمنية قل إن تجد لها مثيل على مستوى العالم، وقد ثبت لديهم أن أعداء السودان الذين يخفون أنفسهم وراء مليشيات أولاد دقلو الإرهابية ووراء دويلة الشر التي تحتمي بهم في مجلس الأمن قد حزموا أمرهم وقرروا التخلص من القيادة السودانية الحالية عن طريق الاغتيال السياسي، وعلى رأس هؤلاء القادة عبد الفتاح البرهان”.

وأكمل الطيب حديثه قائلا “حينما خرج الفريق اول البرهان من مكتبه من مدينة بورتسودان كان يعرف انه مستهدف ويعرف الجهة المستهدفة له فأرسل رسالته الصامته من خلال لبس الميدان الذي كان يرتديه وامتشاقه سلاحه الشخصي واستعداده للقتال حتى الموت، وأنه لا رجعة إلى بيت الطاعة الأمريكي الذي خرج منه السودان بلا عودة قبل أن تهدم أمريكا هذا البيت الظالم وتغير أساليبها الاستعمارية التي تمارسها مع السودان، وتتعامل معه كدولة حرة مستقلة تحدد علاقاتها بدول العالم وفقا لمصالحها”.

ويرى الطيب أن “رسالة البرهان كانت واضحة لمن يتربصون بالشعب السوداني وقيادته الرشيدة ومفادها؛ أن الجميع في ساحات الوغى يستشهد من انقضت أيامه في الدنيا ويواصل المسيرة من بقى على قيد الحياة والمراقبون يعلمون أن رجاحة عقل البرهان ترشحه لأن يكون أفضل الخيارات المتاحة حاليا ولكل الأطراف، واذا تمكنوا في يوم ما لا قدر من اغتياله فسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here