هاشتاغ #قحت لاتمثلني يشعل شبكات التواصل في السودان

78
هاشتاغ #قحت لاتمثلني يشعل شبكات التواصل في السودان
هاشتاغ #قحت لاتمثلني يشعل شبكات التواصل في السودان

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في السودان بصورة كثيفة هاشتاغ بعنوان “#قحت لاتمثلني” وذلك تعبيرا عن رفضهم لجولات قيادات قوى الحرية والتغيير الخارجية، والتي كانت لعدد من الدول بهدف تمثيل الشعب السوداني والتحدث بإسمه لحل قضاياه سيما الحرب الدائرة حاليا. ويعتبر أصحاب الهاشتاغ أن قوى الحرية والتغيير هي سبب في اندلاع الحرب وذلك بمناصرتها لقوات الدعم السريع وحثها للقيام بالحرب، كما يرى نشطاء التواصل إن “قحت” باعت دماء الشهداء وشاركت العسكر في السلطة أبان حكومة حمدوك، وإنه يجب أن لا تتحدث بإسمهم، ويرى النشطاء أيضا أن” قحت” تمثل الجناح السياسي لقوات الدعم السريع الذي يحارب الجيش الرسمي للدولة السودانية.

وعطفا على الهاشتاغ أظهرت صور قيام بعض الشباب بإزالة لافتة المقر الرئيسي لقوى الحرية والتغيير بمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة “وسط السودان”.

موقف محترم

ودافع الباحث السياسي محمد سلمان عن قوى الحرية والتغيير ، إذ قال لموقع “أفريقيا برس” إن قوى الحرية والتغيير هي القوى المدنية الثورية والوحيدة التي تقف ضد “الكيزان” وضد طموحهم في العودة إلي السلطة، لافتا إلى إن الهاشتاغ يقف خله عناصر النظام السابق لشينطة “قحت” تحاشيا لعودتهم للحكم وجلب الحكم المدني للسودان، وقطع بأن قوى الحرية والتغيير تمثل الشعب السوداني لجهة إنها قادت التغيير وأتت بحكومة حمدوك الذي أشاد بها كل العالم.

كما أن موقف قحت الرافض للحرب بحسب سلمان يعد موقفا محترما ومسؤولا لذلك يحاربها الكيزان وسيعملون جاهدين لشيطانتها وخروجها من المعادلة السياسية .

وتشدد قوى الحرية والتغيير في عدد من بياناتها على ضرورة وقف الحرب ، وترى أن استمرار الحرب ليس في مصلحة المواطن وأنه لا منتصر لإي طرف في الحرب الذي وصفتها في أكثر من مناسبة بالعبثية والمعقدة. وأضاف سلمان: ندعم موقف “قحت” الرافض للحرب ونقف في صفها وندعمها في دفاعها عن الثورة بطرق سلمية.

رؤية مغايرة

ولكن الخبير العسكري ياسر أحمد الخزين لديه رؤية مغايرة ، إذ يرى في حديثه لـ “أفريقيا برس” إن “قحت”لم تفوض من قبل أحد بل قامت طغمتها بسرقة ثورة الشعب وباعت دماء الشهداء تحت دعوى الدولة المدنية التي لم تكن قياداتها جديرة بها ولامؤهلة لها ، مستشهدا بفشل حكومتها، فضلا عن إقصائها للشباب وقود الثورة، وأضاف ، عندما لفظتها لجان المقاومة المساندة لها لجأت لتسطو على السلطة عبر فوهة البندقية ليقينها أن الإنتخابات لن تكسب عن طريقها دائرة واحدة بشهادة وإعتراف إبراهيم الشيخ وخالد سلك .

واكد الخزين أن “قحت” فقدت السند الجماهيري الداخلي بسوء صنيعها وطمع قياداتها وتعجلهم لجني الثمرة قبل نضجها ، وأردف ، فمن تعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه ، مستشهدا بلجوئها لحميدتي ليتبني مشروعها الإطاري لفرضه عبر فوهات البنادق والتي بحسب الخزين أذاقت الشعب السوداني الأمرين عبر إنتهاكات قواته لكل جرائم الحرب وخرق كل القوانين الدولية وسلوكيات الحرب كأسوأ تمرد يشهده العالم في تاريخ البشرية. وجزم بأن الشعب السوداني كافة في داخل وخارج البلاد لن يقبل بأي تسوية مع المتمردين مهما كلف ذلك من ثمن وطال أمد الحرب.

حملة المتوارين

القيادي بقوى الحرية والتغيير عروة الصادق ، قال لـ “أفريقيا برس” إن الهاشتاغ يعد حملة ضد قوى الحرية التغيير والمتوارين خلف البندقية من فلول النظام البائد وكتائب ظله وسدنة انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م.

وبحسب عروة فإن أول من نشر الهاشتاغ هم كوادر التنظيم المحلول، وكشف أن عناصر النظام السابق استخدموا سلاح الاعتقال ومحاولات التصفية الجسدية والمعنوية واغتيال الشخصية لكل قيادات قحت. ويؤكد عروة بأنهم فشلوا في استخدام أدوات العنف وجر الحرية والتغيير للاصطفاف في الخنادق والبنادق.

وبحسب عروة فإنه معلوم هناك عدة أدوات واستراتيجيات يمكن استخدامها لإدارة الصراع السياسي وسحب التفويض الشعبي من السياسيين غير المرغوب فيهم وتشويه صورتهم لدى الجماهير، والتي بحسب عروة هي النشر الاعلامي الكثيف المتزامن مع خروج قادة الحرية والتغيير للقاء قادة دول الجوار الأفريقي والعربي والفاعلين الدوليين.

وفي ذلك يقول عروة تم استخدام وسائل الإعلام للتأثير على الرأي العام وتوجيهه بطرق معينة وخلق حالة من الشحن العاطفي.

وأكد إنهم في قحت سيجابهون هذه الوسائل بتحركات متضاعفة توضح خطر الحرب ومساعي الحل ، وكشف أيضا بانه سيتم إصدار بيانات صحفية ومقالات تلقي الضوء على أخطاء وسلوكيات هؤلاء السياسيين المتوارين خلف البندقية وتوضيح تبعات حملاتهم السلبية.

ويرى الصادق إن عناصر النظام السابق استخداموا وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة ونشطوا في منصات مثل تويتر وفيسبوك وإنستغرام وتك توك لنشر محتوى سلبي عن قادة الحرية والتغيير والهجوم عليهم وتسليط الضوء على أفعالهم وتصويرها بأنها غير مؤهلة لأي تحرك ، وارجع ذلك رغبة منهم في استمرار الحرب وإمعانا في حجب الآراء الرافضة للحرب والحقائق التي يفضلون إخفاءها عن عامة الناس .

وكشف عن إنهم خلوقوا طيف من التحالفات والتنسيق مع المنظمات والواجهات الحزبية للحزب المحلول والحركة الإخوانية وجماعاتها الناشطة في الحرب وبث خطاباتها، للعمل سويًا في إشاعة الأكاذيب والترويج التضليلي وتصميم حملة بهذا الوسم محشوا بتضليل حول سلوكيات نشاط السياسيين الذين لا يحملون سوى أصواتهم وأقلامهم ، كما قال إن عناصر النظام السابق ينظمون حملات ضغط لسحب التفويض الشعبي منهم ليتواصل تفويض البندقية. منبها إلى إنهم تناسوا بذلك القاعدة الشعبية التي حاولوا تفتيتها بتقسيم تكوينات الحرية والتغيير.

مشروع حرية

وهاشتاغ “قحت لا تمثلني” يعتبر في نظر الباحث السياسي محمد الطيب أمين مشروعا في إطار حرية التعبير عن الرأي ، مستدركا ، ولكن المشروع ليس منطقيا من عدة وجوه، أولا لأن المقارنة بين الجيش وقوى الحرية والتغيير ليس لها وجه مقارنة على اعتبار أن الثانية كيان سياسي ومؤسسة مدنية والجيش مؤسسة عسكرية. وعليه وبحسب أمين يمكن الحديث عن مقارنة بين تحالف الحرية والتغيير وتحالفات أخرى مثل التيار الإسلامي أو الحرية والتغيير التوافق الوطني أو تحالف “تسع” فمنهم يقول أمين من يمثلك والاخرين لا يمثلونك. وتابع ، يمكنك أيضا أن تقول يمثلني الجيش أو الدعم السريع لاعتبارات منطقية فهي مؤسسات عسكرية متصارعة في الميدان مع العلم بالضرورة ان الجيش الموحد و القومي هو المنشود.

ويرى الطيب في حديثه لموقع “أفريقيا برس” أن مسألة التمثيل اذا قصد به السلطة فإنهم لم يفوضوا أحد ليحكم ببساطة على اعتبار إنه لم تقم انتخابات منذ سقوط الانقاذ.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here