أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. في جريمة جديدة يندى لها الجبين، استباحت قوات الدعم السريع، منطقة “أم عضام” التابعة لمحلية الحصاحيصا بولاية الجزيرة وسط السودان، ما أوقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى، كما تعرضت المنطقة لنهب الممتلكات وتهجير السكان.
هذا، وقد ظلت المنطقة على مدى يومي السبت والأحد، تتعرض لهجمات انتقامية من قوة كبيرة تتبع للدعم السريع مقابل استماتة سكان القرية في الدفاع عن أموالهم واعراضهم برغم ضعف تسليحهم مقارنة مع القوة المهاجمة.
في السياق، أصدرت لجان مقاومة الحصاحيصا بيانا، قالت فيه إن “الدعم السريع استباحت ظهر السبت قرية أم عضام بقوة ضخمة تقدر بنحو 200 فرد وعدد من العربات القتالية والدراجات النارية بعتاد عسكري ثقيل وخفيف، وفرضت القوة حصاراً على القرية من الجهتين الشرقية والغربية ثم اجتاحتها ودخلت في مواجهة مباشرة مع الأهالي الذين رفضوا الخضوع وتسليم الأموال”، وأشار البيان الى أن الهجوم، خلف “أكثر من 20 قتيل وما يزيد عن 200 جريح جرى نقلهم لمستشفى مدينة المناقل”.
وتصدر #مجزرة_أم_عضام الترند في السودان، كما أطلق ناشطون من أبناء الجزيرة نداءات استغاثة تطالب بالتبرع بالدم للجرحى المحتجزين في مستشفى المناقل الذي يعاني نقصا حاداً في الأدوية والمعينات الطبية.
وأضاف البيان “ما يحدث الآن من مجازر أمام مرأى ومسمع قيادة وجنرالات الجيش يعيد التساؤل لم التخاذل والانتظار، لن يحمل تحرير ولاية الجزيرة أي معنى إذ لم يبق إنسانها على قيد الحياة”.
ومنذ فبراير الماضي، وسعت قوات الدعم السريع من هجماتها على عشرات القرى المترامية بولاية الجزيرة وتسببت هذه الهجمات في قتل أعداد كبيرة من المدنيين ونهب الأموال والسيارات والمحاصيل الزراعية مستغلة التعتيم الإعلامي بسبب انقطاع الاتصالات والأنترنت عن المنطقة منذ السابع من فبراير الماضي.
جرائم غير أخلاقية
القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار، أدان الجرائم المروعة لقوات الدعم السريع في منطقة أم عضام بولاية الجزيرة، معتبرا الجريمة بالغير أخلاقية، داعيا في ذات الوقت المنظمات الدولية لإدانتها وطرح حلول لوقف جرائم الدعم السريع.
وحمّل كرار الجيش مسؤولية هذه الجرائم لكونه ترك مواطن الجزيرة وأنسحب من غير مبررات، كما حمل الدعم السريع في المقام الأول قوات الدعم السريع على اعتبار إنها قامت بالمجزرة.
ويرى كرار، في حديثه لموقع “أفريقيا برس” أن إرتكاب مجزرة في الجزيرة يعني بلوغ مرحلة خطيرة للحرب والتي في نظر كرار أفرزتها خطابات الكراهية والتحريض والعنصرية.
هدف الجريمة
وصب عضو لجان مقاومة الجزيرة الطيب علي جام غضبه على قوات الدعم السريع، مؤكدا إن جرائمه ترتقي للتطهير العرقي، ونبه إلى أن الهدف من الجرائم هو الإخراج القسري للمواطنين من قراهم ومدنهم وابدالهم بعرب الشتات الذين يتبعون للنيجر وتشاد. وحمّل الدعم السريع كل وزر قطرة سفكت وكل حرة اغتصبت وكل مال سلب في ولاية الجزيرة.
وقال الطيب لموقع “أفريقيا برس” إن “مواطني ام عضام أظهروا بسالة وجسارة كبيرة ستخلد في التاريخ”، داعيا كل مواطنين الجزيرة للدفاع عن أرضهم وأموالهم وعدم الاعتماد على الأجهزة النظامية والذي في نظره متخاذلة تجاه المواطن.
جريمة شنيعة
وفي نظر المحلل السياسي عبدالباقي عبدالمنعم، فإن جرائم الدعم السريع في ولاية الجزيرة تعد جرائم تطهير عرقي، مؤكدا إن قوات الدعم السريع تريد إحداث تغيير ديمغرافي لا ينحصر بالجزيرة فحسب بل كل السودان، ودعا عبدالمنعم الأطراف المتحاربة إلى ضرورة وقف الحرب، مؤكدا إنها الخطوة الوحيدة لوقف هذه المجازر.
ووصف عبدالباقي في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ جرائم الدعم السريع بالشنيعة، داعيا إلى محاسبة قوات الدعم السريع ووقف كل جرائمها المروعة
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس
