هل تنتقل الحرب إلى شمال السودان؟

39
هل تنتقل الحرب إلى شمال السودان؟
هل تنتقل الحرب إلى شمال السودان؟

أحمد جبارة

 

أفريقيا برس – السودان. على نحو غير متوقع قصفت مسيرة عسكرية إفطارا رمضانيا لكتائب البراء التي تقاتل مع الجيش السوداني، في ولاية نهر شمالي السودان، وفيما لم يكشف الجيش حتى الآن عن تفاصيل الهجوم، ومن يقف خلفه، تشير كل اصابع الاتهام نحو قوات الدعم السريع والتي ظلت مرارا وتكرارا تحاول الوصول إلى ولايات شمال السودان والسيطرة عليه.

والهجوم على إفطار كتائب البراء أثار استفهامات كثيرة، حول إمكانية انتقال الحرب إلى شمال السودان؟ وماهي العقبات التي تواجه الدعم السريع في التوغل تجاه الشمال؟ وما مدى تماسك الأجهزة النظامية هناك في حفظ الأمن ومنع خلايا الدعم السريع من التسلل وإشعال حرب جديدة؟

وتعد ولاية نهر النيل والولاية الشمالية من الولايات الآمنة نظرا لبعدها عن مناطق الصراع، في وقت يتخوف الكثيرون من وصول الحرب إليها، وقد توعدت قيادات قوات الدعم السريع في أكثر مناسبة بدخول ولاية نهر النيل، غير إنها لم تفلح بالرغم من المحاولات الكثيرة.

وكانت الأجهزة النظامية في ولاية نهر النيل “شمال السودان” قد شرعت في إجراءات إحترازية خوفا من تسلل قوات الدعم السريع والخلايا التابعة لهم، حيث عززت الارتكازات في مداخل ولايات الشمال، فضلا عن حظر التجوال لساعات، والتفتيش الدقيق لكل المركبات التي تدخل الولاية.

وعقب الهجوم على إفطار كتائب البراء، أسفرت حملة مداهمات قامت بها الأجهزة الأمنية عن قبض على مواطنين من جنوب السودان وأثيوبيا ثبت إنتماؤهم لقوات الدعم السريع. كذلك بحسب وسائل اعلام تم ضبط خلية أدلت بإعترافات صادمة خاصة عندما أكدت أنها كانت مكلفة بتنفيذ عمليات نوعية داخل ولاية نهر النيل تستهدف قيادات عسكرية وأمنية وسياسية.

إضافة نوعية

المحلل السياسي مجدي عبدالقيوم كنب، لا يرى أن حادثة إفطار كتائب البراء بأنها ستكون مؤثرة، ما يعني بحسب كنب لا يمكن أن يكون ذلك مؤشرا على انتقال الحرب للولايات الشمالية

ويقول مجدي في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ إن الأجهزة الأمنية بمختلف تشكيلاتها في الولايات أظهرت كفاءة وقدرة على المتابعة الدقيقة، وبالتالي حدت من قدرة الميليشيا على توسيع رقعة الحرب، إضافة إلى أن استجابة قطاع واسع جدا من المواطنين للاستنفار شكّل إضافة نوعية زادت من قدرة الأجهزة النظامية على الكشف المبكر عن الخلايا النائمة المساندة للميليشيا وبالتالي شكّل ذلك عاملا مهما في عدم توسع رقعة الحرب في الولايات الأخرى.

عمل تخريبي

ويتفق المحلل السياسي الفاتح محجوب مع كنب في أن حادثة التفجير لا تؤثر على مجريات الحرب في السودان، واعتبر الفاتح في حديثه لموقع “أفريقيا برس” أن ما حدث في إفطار عوائل شهداء معركة الكرامة (الذي نظمه لواء البراء بن مالك في صالة انفنتي في عطبرة) عمل ارهابي تخريبي لا علاقة له بالحرب على اعتبار أن من أستخدموا الطائرة المسيرة اتوا بها في حقيبة مستغلين عدم تشديد إجراءات التفتيش واستهدفوا فعالية مدنية معظم روادها من المدنيين وفي صالة مدنية، وعليه وبحسب الفاتح فإن الحادثة ليست تطورا في الحرب بل عمل ارهابي محدود وتم إعتقال الجناة.

إمكانية نقل الحرب

أما الباحث السياسي عبدالقادر محمود صالح يقول لموقع “أفريقيا برس”؛ إن استهداف إفطار المحسوبين للواء البراء في مدينة عطبرة بالمسيرة الهجومية متوقع في ظل الحرب المشتعلة في ربوع السودان لا سيما أن الإفطار كان يضم أبرز قيادات لواء البراء والطبيعي أن أصابع الاتهام تشار الى قوات الدعم السريع رغم أن المعلومات مازالت غير واضحة بخصوص من الذي أطلق المسيرة.

ويرى عبدالقادر أن الإقليم الشمالي للسودان ليس بعيدا عن الحرب الدائرة على اعتبار أن مناطق عديدة بالشمالية تأثرت بشكل مباشر، مستدلا بالقول “عندما أستطاعت قوات الدعم السريع أن تمد ذراعها إلى مطار مروي في بداية إندلاع الحرب بين طرفي النزاع”. وتابع “كذلك المنطقة الشمالية تأثرت بموجة النزوح من الخرطوم مثلها مثل مناطق أخرى من السودان بالإضافة إلى أن القوات المسلحة تمركزت في ولاية نهر النيل والاجزاء الشمالية من ولاية الخرطوم”.

وبحسب عبدالقادر، في ظل الحرب كل شيء متوقع بما في ذلك إمكانية توغل قوات الدعم السريع في عمق الإقليم الشمالي خاصة وأن هنالك نية معلنة من قبل الدعم السريع بالدخول الى شندي في إشارة الى أهمية منطقة نهر النيل من ناحية الموارد المعدنية.

وفي تقدير صالح فإن أغلب تركيز الدعم السريع سيكون في المنطقة الغربية والوسطى تمهيدا للوصول الى المنطقة الشرقية سوا من ناحية ولاية القضارف أو ولاية سنار.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here