أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. أثار طلب رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان بضرورة تصنيف قوات الدعم السريع منظمة إرهابية جدلا واسعا في الاوساط السياسية ووسائل التواصل الاجتماعي، فيما تساءل البعض هل سيتم إدراج قوات الدعم في قائمة المنظمات الارهابية؟ وهل جرائم الدعم السريع ترتقي لكي تصنف في قائمة الارهاب؟ وكيف ينظر الخبراء لطلب البرهان بضرورة أن تصنف الامم المتحدة الدعم السريع منظمة ارهابية؟
تحذير البرهان
وكان البرهان قد طالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بتصنيف قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها “مجموعات إرهابية”، لكونها مارست جرائم ضد إلانسانية وجرائم حرب في معظم مناطق السودان. وأكد البرهان إن قوات الدعم السريع استعانت بمجموعات قال إنها خارجة عن القانون، محذرا من أنها ستكون شرارة لإنتقال الحرب لدول أخرى مجاورة للسودان.
نقاط خطيرة
لا يتوقع الباحث السياسي عبدالقادر محمود صالح أن تجد دعوة البرهان استجابة دولية وذلك لعدة أسباب أولها بحسب صالح أن المجتمع الدولي والإقليمي ما زالا يصفان الصراع في السودان بأنه صراع بين طرفين وهما القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، مضيفا أن المجتمع الإقليمي والدولي بات أكثر شكا في قيادة القوات المسلحة وعلى رأسها البرهان خاصة وأن الدعم السريع نجح في ضم قرار القوات المسلحة بالمختطف من قبل الحركة الإسلامية وقوات الدعم السريع تمتلك من الأدلة ما يثبت تورط الجيش في العمل على إعادة الإسلاميين الى الحكم.
وقال عبدالقادر في حديث خص به موقع “أفريقيا برس” ان خطاب البرهان تضمن نقاط خطيرة تمثلت في دعوته الضمنية للمجتمع الدولي بالتدخل لكبح جماح قوات الدعم السريع وردعها باعتبارها قوات تهدد الامن والسلم الإقليمي والدولي. وهذه النقطة بحسب صالح تحسب في غير صالح السودان، متوقعا أن تشهد الأيام المقبلة تحركات جادة لمجلس الامن للتدخل تحت البند السابع. وهذا التدخل بدوره يقول صالح سيفتح الباب على مصراعيه لنهايات غير مرغوب فيها على المستوى المحلي والإقليمي.
وفي تقدير صالح إنه لا أحد من طرفي الحرب يستطيع نفي الاخر من خلال التصنيف السياسي التكتيكي الذي لا يغني ولا يسمن في انهاء الحرب بل على العكس مثل هكذا عنتريات يقول صالح ستعمل على بقاء المشهد المأساوي الماثل على الأرض واطالته الى أمد مجهول.
وتابع، هنالك نقطة جديرة بلفت الانتباه لها وهي أن خطاب البرهان الأخير أعقبه تصريح خطير للمدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية والذي أشار فيه الى أن التحقيقات في الإبادة التي حدثت في دارفور ستشمل البرهان نفسه، وهذا الامر بحسب صالح يعكس نية المجتمع الدولي الضغط على المؤسسة العسكرية لتغيير خطابها وقبول مبدأ التفاوض مع قوات الدعم السريع.
تجربة الحوثي
ولكن القيادي بحزب الامة القومي عروة الصادق يقول لموقع “أفريقيا برس” إنه في حال استمرار الحرب، حتما ستزيد الانتهاكات والجرائم والمخالفات والتفلتات، وهو ما سيسهل تصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية، وبالتالي ستزيد العقوبات لتشمل المزيد من القيادات العسكرية، وكشف عروة عن قوائم بريطانية وأوروبية في طريقها لفرض عقوبات على الدعم السريع، ولا يستبعد أن تكون هنالك عقوبات أمريكية أخرى على جنرالات من الجيش، منوها إلى أن إستمرار الحرب ستزيد من إجراءات الحظر والحصار والتصنيف في قوائم الحظر.
وتابع، أما الجرائم التي تم ارتكابها من عناصر في الدعم السريع ومليشيات عرقية هناك وخاصة في الجنينة ففيها فظاعات وانتهاكات ضد الإنسانية وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، وهي من الجرائم التي يحاكم عليها القانون الجنائي الدولي وكما رأينا كيف تمت إحالة الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية التي بدورها ستحقق في الأمر لوضع المسؤوليات الجنائية والأخلاقية على الجناة وإنصاف الضحايا.
ورأى عروة أن طلب البرهان الذي كرره في خطابه أمام العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة يظهر استهتاره بالأمر، على اعتبار إنه مجرد المطالبة بالتصنيف هو حل للأزمة، واصفا مطالبة البرهان بأنها قفز بالزانة وحريق لمراحل الحل السلمي. فالواجب بحسب الصادق هو الذهاب إلى التفاوض وإنهاء الصراع ومن ثم التحقيق المستقل الشفاف وتحميل المسؤوليات في الانتهاكات لمرتكبيها. وأضاف، نحن لا نتحدث عن ضحايا حرب الخرطوم، ومضينا في خطوات لإنصاف ٣٠٠ ألف في دارفور والآلاف منهم في المنطقتين والآن فظائع الحرب في الخرطوم والأبيض ودارفور، جميعها يجب أن تتم المساءلة عنها ليشمل التحقيق بمن فيهم البرهان، وتابع كذلك نحن كقوى سياسية علينا أن نتساءل إذا ثبت أن هناك مجموعة منا دعت أو دعمت الحرب يجب أن يشملها وينضم قياداتها إلى قوائم التصنيف والحظر والمساءلة والعقاب، وألا يتم تأمين أي مجال للإفلات من العقاب.
لماذا المطالبة؟
في السياق ذاته يرى للمحلل السياسي الفاتح محجوب أن الامم المتحدة ليس من مسؤوليتها تصنيف المنظمات أو الجمعيات أو الجيوش، مستدركا ، لكن يمكنها عبر بيان للجمعية العامة للأمم المتحدة أو عبر بيان أو قرار من مجلس الأمن الدولي إدانة نظام ما أو جيش أو منظمة. وأضاف الفاتح لموقع “أفريقيا برس” : إن ما يرمي إليه الفريق أول عبدالفتاح البرهان من مطالبته بوصف الدعم السريع بأنه منظمة إرهابية هو أن يبعد الدول الإقليمية والدولية عن التعامل مع الدعم السريع وهو ما قد يساعد الجيش على حسم المعركة في أقرب وقت ممكن سلما أو حربا. وتابع ، كذلك المطالبة تساعد على منع تمدد الحرب في السودان إلى الدول المجاورة في الاقليم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس