هل سيحدث انشقاق في صفوف الجيش السوداني؟

12
هل سيحدث انشقاق في صفوف الجيش السوداني؟
هل سيحدث انشقاق في صفوف الجيش السوداني؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. يبدو أن هنالك ثمة انشقاق داخل الجيش السوداني سيحدث، وهذا يقرأ من خلال التصريحات المتضاربة بين قادة الجيش بشأن المقاومة الشعبية، فضلا عن المكونات المتعددة المشارب والتي تقاتل مع الجيش السوداني، وهي مكونات ذات ميول سياسية وإيديولجية، فكتائب البراء بن مالك متهمة بأنها تتبع للإخوان المسلمين، وكذلك الحركات المسلحة لديها طموحاتها ورغباتها في السيطرة على الحكم.. وفقا لهذه المعطيات واختلاف الدوافع والأهداف لمكونات الجيش السوداني يتوقع كثيرون أن تختلف فيما بينها.. فهل سيحدث انشقاق داخل القوات المسلحة السودانية؟ أم ستكون متماسكة حتى نهاية الحرب؟

مطامع ذاتية

ولا يستبعد القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق، أن تحدث إنقسامات داخل الجيش السوداني، إذ قال لموقع “أفريقيا برس”؛ “عاجلا ام آجلا ستزداد حالة الانقسام داخل مكونات الجيش” والتي بحسب الصادق لا توحدها هيئة أركان موحدة ولا تصدر توجيهاتها من قيادة موحدة، بل لكل تكوين قيادته وأسلحته وتوجهاته ومنطلقاته التي يقاتل لأجلها. فالكتائب الإخوانية بحسب عروة تقاتل في سبيل استعادة السلطة المنتزعة منهم بواسطة الثورة.

وتابع الصادق “أما القوات المسلحة أقحمت إقحاما في هذه الحرب وهي تخوض حرب الأمر الواقع، كذلك الجماعات المسلحة من الحركات فهؤلاء تحركهم مبني على مطامح ذاتية ومطامع شخصية ويرون أن في القتال واستمرار الحرب حفاظ على تلك المصالح”.

ويرى الصادق إنه وكلما اتسعت رقعة الحرب وتواصلت العمليات، ستشهد تلك المجموعات انشقاقات يقودها أمراء حرب جدد وقادة كتائب، مؤكدا أن الأمرمرتبط بقيادة الجيش ويؤثر في بعض المناطق العسكرية والفرق، وهو أمر لا يستبعد الصادق حدوثه، مستشهدا بالقول ” لقد رأينا كيف تعددت الكتائب والجيوش في الجارة ليبيا، استقلت وحدات كاملة عن قيادة الجيش المركزية”. لذلك وللحفاظ على ما تبقى من كيان الدولة وجيشها يشدد عروة على ضرورة إنهاء هذه الحرب ووقف عمليات التصعيد المتبادلة لأن استمرارها بحسب عروة يعني تفكك البلاد ومؤسساتها وتشظي المجتمع إلى تكوينات متحاربة.

قيادة موحدة

وإن كان عروة الصادق توقع انقساما في الجيش السوداني، فإن المحلل السياسي مجدي عبدالقيوم كنب لا يرى ذلك، مؤكدا في حديثه لموقع “أفريقيا برس” أن “كل مكونات الجيش السوداني – كتائب البراء – والحركات المسلحة- تعمل تحت أمرة قيادة المؤوسسة العسكرية وهدفها واحد وهو الدفاع عن سيادة السودان”.

وتابع كنب “أهم العوامل التي أدت لهذه الحرب هي الأطماع حول موارد البلاد، ولتحقيق هذا الهدف فإن من يقفون وراء هذه الحرب يدركون جيدا أنهم لن يتمكنوا من نهب مواردنا في ظل دولة قوية ومتماسكة اجتماعيا لذلك عمدوا لتنظيم غزو مكتمل الأركان، وبالتالي فإن الواجب الوطني يقتضي الدفاع عن سيادة ووحدة البلاد، وتبعا فإن مشاركة أطراف عملية السلام أو أي فصائل مسلحة أو استنفار شعبي تحت إمرة وقيادة المؤسسة العسكرية مطلوب ومفهوم”.

وقال كنب “لا يوجد أي تناقض بين مكونات الجيش يقود للانقسام، هدفها واحد وهو الدفاع عن سيادة ووحدة البلاد”.

وبشأن إختلاف تصريحات قادة الجيش يقول كنب “في السياسة ليس بالضرورة أن يكون تضارب التصريحات تعبير عن خلافات، فمن الممكن أن يكون في إطار توزيع الأدوار”.

سيناريو الانقسام

خبير عسكري فضل حجب هويته قال لموقع “أفريقيا برس” إن “القوات المسلحة مع استمرار الحرب ستنقسم إلى جيشين، جيش سيكون مواليا للإسلاميين وهم _كتائب البراء وحركة جبريل- ويرفض الحوار مع الدعم السريع، والجيش الآخر ينقلب ويقف مع قوات الدعم السريع ويكون ضد الإسلاميين، ولا يستبعد أن يكون هذا الانقسام قريبا”، ويستشهد الخبير العسكري هنا بتصريحات العطا والكباشي، إذ يقول إن العطا اظهر ميوله للإسلاميين وذلك بتمسكه بالمقاومة الشعبية وإن الكباشي رفض المقاومة الشعبية معتبرا أن الإسلاميين يقفون خلفها.

ويرى الخبير العسكري إن “الجيش الموالي للإسلاميين سيذهب في تجاه حسم المعركة، في وقت يشكك في مقدرته على الحسم”، وتابع “أما الجيش الآخر سيدعم مفاوضات جدة، وسيتم دعمه من الخارج”.

ولا يرى الخبير العسكري ثمة تماسك بين مكونات الجيش السوداني، مؤكدا إنها مشتتة وغير منظمة ميدانيا، مستدلا بهزيمة الحركات المسلحة في دارفور من قبل قوات الدعم السريع.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here