أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. بعد مرور ما يقارب العام على فض الشراكة بين العسكر وقوى الحرية والتغيير، نتيجة لانقلاب البرهان، تبرز أسئلة عريضة لدى المراقبين، يبرز من بينها؛ هل ستعود الشراكة مجددا بين أعداء اليوم وأصدقاء الامس؟ وكيف سيكون شكل الشراكة؟ وهل ستكون الشراكة مع قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي”؟ أم تشمل كافة القوى السياسية؟
حالة انسداد
ومع انسداد حالة الأفق السياسي وحالة الاستقطاب الحاد التي تشهدها البلاد، تجري مساع حثيثة للتوافق الوطني بين كل القوى السياسية، إذ تمثل ذلك؛ في عدد من المبادرات المطروحة في الساحة السياسية، فضلا عن حديث رشح عن مقابلات بين قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” والمكون العسكري، وهو الأمر الذي جعل مراقبين يتوقعون تسوية سياسية قادمة.
رؤية واضحة

بالنسبة للمحلل السياسي الفاتح محجوب فإن رؤية العسكر واضحة جدا حيث تقوم على عدم مشاركتهم للمدنيين في أي سلطة تنفيذية في الفترة الانتقالية القادمة، وأنهم سيكونون حاضرين عبر المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أي بمعنى أن كافة الصلاحيات بخصوص الأمن والدفاع ستكون عندهم هم فقط، وأضاف لموقع “أفريقيا برس”؛ “أمّا تصورهم للحكومة الانتقالية المدنية فهو ايضا واضح جدا اذ إنهم يرفضون رفضا تاما أي شراكة مع مجموعة من المدنيين ويطلبون عوضا عن ذلك ضرورة توافق كل القوى السياسية السودانية عدا المؤتمر الوطني على حكومة انتقالية مدنية تشرف علي الانتخابات”، وفي حال فشلت القوى السياسية في التوافق علي حكومة انتقالية مدنية يقول الفاتح “العسكر سيسلمون السلطة فقط لحكومة منتخبة”.
ووفقا للمعطيات أعلاه بالنسبة للفاتح “لا مجال لإعادة الشراكة بين العسكر و قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” ، ورأى أن الطريق الوحيد لتكوين حكومة توافق سياسي سوداني تمر عبر شروط العسكر هو أن يكون هناك توافق سياسي سوداني عريض يضم معظم او كل القوى السياسية السودانية عدا المؤتمر الوطني، وهو ما يتضح حاليا بحسب الفاتح في قيام قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي، باستيعاب الاتحادي الأصل والمؤتمر الشعبي وأنصار السنة في حلف جديد قد يتسع ليشمل معظم القوى السياسية السودانية، وفي هذا السياق يقول الفاتح “سيتم تكوين حكومة توافق سياسي سوداني بقيادة مدنية تحظي بمباركة العسكر”.
فقدان الثقة

تقول أستاذة العلوم السياسية بجامعة الزعيم الأزهري سهير أحمد صلاح، لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن العسكريين ما عادوا يثقون في شراكة جديدة مع المدنيين، سيما أن التجربة السابقة مع قوى الحرية والتغيير حاولت أن تحمل العسكر مسؤولية الفشل كاملة وتخرج هي كالشعرة من العجين، بالرغم أن غالب الفشل تسببت فيه كوادر قحت الضعيفة”، والتي بحسب سهير ليس لها خبرة في إدارة الدولة، مستدلة بما أسمته تدخل السفارات الأجنبية في الشأن الداخلي السوداني من خلال بعض العلاقات الشخصية واختراق المؤسسات السيادية مثل مجلس الوزراء؛ إذ تصرف مرتبات مكتبه من جهات خارجية بحسب سهير، قائلة “ربما لها مصالح تتضارب مع مصالح البلاد العليا، وهو الأمر الذي جعل العسكر ينسحبون من المؤسسات التنفيذية وتشكيل الحكومة الانتقالية وألقوا بالكرة في ملعب القوى المدنية والتي لا تعني قوى الحرية والتغيير فقط بأي حال من الأحوال بل تمتد إلى قوى الحرية والتغيير 2، ومجموعة مبادرة الوفاق الوطني التي أطلقها الشيخ الطيب الجد، والحركات المسلحة التي انتقلت الى احزاب سياسية”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس