أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. في خطوة متوقعة، أبعدت الإمارات دبلوماسيين وموظفين سودانيين من القنصلية السودانية في دبي، وتعاملت معهم بطريقة غير لائقة شملت الاحتجاز والتفتيش والاستجواب.
وكانت العلاقات بين السودان والإمارات قد توترت عقب الاتهامات الصريحة لأبو ظبي بدعم وإسناد قوات الدعم السريع عسكريًا خلال حربها ضد الجيش السوداني منذ أكثر من عامين.
وبعد سلسلة من الاتهامات المصحوبة بشكاوى قُدمت إلى المؤسسات الدولية، أعلن السودان الإمارات “دولة عدوان”، وقرر قطع العلاقات الدبلوماسية معها، مع الإبقاء على القنصلية العامة لمتابعة الإجراءات الخاصة بالرعايا السودانيين في الإمارات.
مخالفة دبلوماسية
في هذا الصدد، استنكر الكاتب الصحفي عزمي عبد الرازق طرد موظفي القنصلية السودانية من دبي، واعتبر الأمر مخالفًا للأعراف الدبلوماسية، مشددًا على ضرورة أن تتعامل الحكومة السودانية بالمثل.
وقال عزمي لموقع “أفريقيا برس”: “بعد أن طردت الإمارات الوفد القنصلي الذي أبقته الحكومة السودانية في دبي، واحتجزته أيضًا في المطار قبل أن تطلق سراحه لاحقًا، فليس أمام السلطات من خيار سوى الرد بالمثل، وطرد ما تبقى من طاقم سفارة حكومة أبو ظبي، وتفتيش هواتفهم ومتعلقاتهم الشخصية، وحفظ كرامة السودانيين، فهي آخر ما تبقى لنا، ولن نسمح بأن يُهدرها أحد، سواء كان المشرف على وزارة الخارجية، أو رئيس مجلس إدارة البنك الذي يعيش حاليًا في الإمارات ويتحكم في تصدير الذهب السوداني إلى هناك.”
تصعيد سياسي
وقال دبلوماسي فضّل حجب هويته إن قرار حكومة الإمارات بطرد بعض موظفي القنصلية السودانية في دبي يأتي في إطار التصعيد السياسي بين البلدين، بعد أن أعلن السودان قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، مع الإبقاء فقط على الخدمات القنصلية للمواطنين السودانيين. وأوضح أن الإمارات مهدت لخطوتها ضد القنصلية السودانية في دبي بإعلانها إعفاء المواطنين السودانيين من شروط تجديد الإقامة، ما قلّل من حاجة السودانيين إلى خدمات القنصلية، لأنها تخوض حربًا ضد الحكومة السودانية لصالح الدعم السريع وقوى الحرية والتغيير، وترغب في استقطاب السودانيين المقيمين بالإمارات إلى صفوفهم، ولذلك لا تسعى للتضييق عليهم.
ويرى أن الحكومة السودانية لديها مجال واسع للرد على الخطوة الإماراتية عبر المنابر الدولية والإقليمية، وعبر المحاكم في دول أوروبا وأمريكا، وعبر المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك من خلال الإعلام بكافة أنواعه. وشدد على ضرورة تنظيم حملة واسعة ضد الإمارات ونظامها السياسي على كافة الأصعدة، قانونيًا وسياسيًا وإعلاميًا، مضيفًا: “يجب كذلك أن يكون هناك رد عسكري على الأرض”.
طرد السفير الإماراتي
وبشأن كيفية رد الحكومة السودانية على الإمارات، قال الناشط السياسي جعفر خضر لموقع “أفريقيا برس”: “يفترض أن يُطرد السفير الإماراتي، وتُغلق سفارة الإمارات في السودان، ويُسحب الطاقم الدبلوماسي السوداني من الإمارات”.
وشدّد جعفر على ضرورة أن تكون الخطة الرئيسية للدولة السودانية مركّزة على كيفية التحرر من الهيمنة الإماراتية على الدولة، ومن أي هيمنة خارجية أخرى، والعمل على ذلك بحزم وعزم.
وتابع: “أما شؤون السودانيين بدولة الإمارات، فيمكن إدارتها من سفارة سودانية في إحدى الدول المجاورة لدولة العدوان”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس