أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. أكد رئيس حزب بناة المستقبل، فتح الرحمن فضيل، في حواره مع “أفريقيا برس” أن رئيس مجلس الوزراء السوداني كامل إدريس يمثل فرصة جدية لتحريك المشهد السياسي وفرض الانضباط داخل الجهاز التنفيذي. وقال إن هجوم عبدالله حمدوك رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوي الديمقراطية (تقدم) عليه مبرر، لأن إدريس سحب البساط من تحته بفضل قبوله الشعبي وقدراته الذاتية.
وأضاف أن تأخر الجيش في حسم المعارك بدارفور يعود إلى تجذّر الميليشيا هناك، لكنه شدد على أن تحرير الإقليم مسألة وقت. وفي ما يتعلق بالموقف الدولي، أشار إلى أن دول الرباعية تنحاز للميليشيا، مطالبًا بعدم المساواة بينها وبين الجيش. ودعا إلى إنهاء اتفاق جوبا بعد أن فقدت مبرراتها عقب اندلاع الحرب.
ماذا تتوقع من كامل إدريس؟ وهل سينهي معاناة السودانيين؟
أتوقع أن يُحرّك كامل إدريس المياه الراكدة في العملية السياسية، وقد بدأ ذلك يظهر بالفعل من خلال اللقاءات التي عقدها مع مكونات الحكومة، والمرجو أن يلتقي جميع المكونات السودانية.
أما على مستوى الجهاز التنفيذي الذي يترأسه، فمن المتوقع أن يكون إضافة كبيرة من حيث ضبط أداء الحكومة وضمان تقديم الخدمات اللازمة للمواطنين، وهو الدور الذي كان مفقودًا منذ فترة طويلة، ما جعل الدولة في حالة تشتت وتحوّلت إلى جزر معزولة.
حمدوك هاجم كامل إدريس… كيف ترى هذا الهجوم؟ ولماذا حدث؟
مهاجمة حمدوك للدكتور كامل إدريس مفهومة، لأن كامل يُعد من أفضل الخيارات القادرة على قطع الطريق على حمدوك إلى الأبد. فحمدوك لا يحمل أي مواصفات أو ميزات تؤهله ليكون رئيس وزراء للسودان، باستثناء علاقاته بالمنظمات الدولية التي رُوّج لها إعلاميًا.
فهو ليس رئيس حزب، ولا زعيمًا سياسيًا أو أهليًا، ولا من طينة القيادات السودانية المعروفة، بينما جاء كامل ليحطم تلك “الميزة الوحيدة”، إلى جانب ما يحظى به من قبول شعبي كبير، وكونه سودانيًا خالصًا.
لماذا تأخر تحرك الجيش نحو دارفور؟ وهل سيستغرق حسم الدعم السريع هناك وقتًا أطول؟
الجيش يبلي بلاءً حسنًا في كردفان، أما تأخر التحرك نحو دارفور فيعود إلى تمتع الميليشيا بتجذر أوسع في إقليم دارفور مقارنةً بأي إقليم آخر. فأغلب المقاتلين ينحدرون من دارفور أو من دول الجوار القريبة منها، خاصة من غرب أفريقيا، كما أن الدعم اللوجستي متاح بسهولة من جهة ليبيا وتشاد. ومع ذلك، فإن وصول الجيش لتحرير دارفور هو مسألة وقت فقط.
هل ستكون حكومة كامل إدريس مكوّنة من الكفاءات أم من السياسيين؟
من المتوقع أن تكون حكومة كامل إدريس مزيجًا بين السياسيين والتكنوقراط، وذلك وفقًا لما تقتضيه المصلحة العامة، وحسب مؤهلات الأشخاص أو نسب تمثيل الكيانات المشاركة. وأتمنى أن يوفَّق في اختيار ممثلين ذوي خبرة وكفاءة.
ما دلالة بيان دول الرباعية الأخير القائل إن الحرب لن تنتهي إلا بمفاوضات؟
الرباعية تدعم المليشيا، أو أغلبها إن لم يكن جميعها، وقراراتها لا تعني الجيش في حربه لتحرير البلاد. كان من الأجدر أن يدين كل أصدقاء السودان تمرد “الدعم السريع” كفصيل متمرد على القوات المسلحة السودانية، لكنهم ظلوا يتعاملون مع الطرفين على قدم المساواة. عموماً، لست ضد فكرة التفاوض، لكن هناك ثوابت يجب أن تتوفر، أولها استسلام ما تبقى من قوات التمرد.
يرى البعض أن الوقت قد حان لإنهاء اتفاقية جوبا، بحكم أنها منحت حركات دارفور مناصب وزارية رفيعة… هل تتفق مع هذا الطرح؟
أتفق تمامًا، بل كنت من أوائل من وقفوا ضد هذه الاتفاقية حتى قبل اندلاع الحرب. فقد أبرمها حميدتي والتعايشي، وكلاهما الآن متمردان، كما أنها منحت إقليمًا واحدًا أضعاف ما مُنح لغيره. أما اليوم، وبعد اندلاع الحرب، فقد انتفى المبرر الوحيد لإعطاء الحركات المسلحة تمييزًا إيجابيًا في السلطة، إذ كان هذا التمييز مبرَّرًا بالحرب، بينما الحرب اليوم تعمّ البلاد كلها. ولو كانت الحركات المسلحة شاركت في “حرب الكرامة” بدافع وطني، فعليها أن تتنازل عن هذا التمييز.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس