الجيش والدعم السريع، الصراع الخفي والحقيقة الظاهرة

103

بقلم : بدرالدين خلف الله

أفريقيا برسالسودان. منذ الإطاحة بنظام الرئيس المعزول عمر البشير في أبريل ٢٠١٩ أثار عدم دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني جدلاً واسعاً وترك استفهامات عديدة في الساحة السياسية السودانية، وتوقع البعض أن تدمج في القوات المسلحة السودانية فور سقوط نظام البشير لما يتوافق مع متطلبات المرحلة لجهة أن قوات الدعم السريع كونها الرئيس المعزول لقمع التمرد في دارفور وتكون زراعه الأيمن .

وفي ذات الوقت تباينت ردود الأفعال حول الخطوة حيث يرى البعض ضرورة دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني لتكون ضمن القوات العسكرية السودانية ويشير هذا الرأي إلى أن تواجدها خارج المنظومة العسكرية ربما يشكل تهديد عسكري في حال نشوف أي صراع بينها وبين القوى العسكرية الأخرى.

فيما يرى آخرون أن قوات الدعم السريع تابعة للجيش السوداني، ويشير هذا الرأي إلى أنها قوة عسكرية مهمة لعبت دوراً كبيراً في السودان واسهمت في سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير.

حساسية العلاقة

في الآونة الأخيرة ومع تنامي الغضب الشعبي السوداني حول تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية برزت بعض المخاوف من حدوث اشتباكات عسكرية بين الجانبين واطلقت مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الأنباء بحدوث خلاف عميق وتوتر عسكري لكن سرعان ماينفي الطرفان أي خلاف عسكري بينهما. ونفي الجيش السوداني الليلة الماضية أنباء تتحدث عن دخول الجيشين في حالة استعداد عسكري. يأتي النفي عشية تصريحات صحفية لمؤسس الدعم السريع والنائب الأول لمجلس السيادة محمد حمدان دقلو أشار فيها إلى أن قوات الدعم السريع تعرض لكثير من الغدر وخذر من مغبة المحاولة لتحجيم دورها واتهم بعض القوى “لم يسمها” بمحاولة النيل منها.

نفي عسكري

واعتبرت قوات الدعم في بيان تلقى موقع أفريقيا برس نسخة منه أن الأخبار المتداولة حول وجود توتر عسكري بين الجيش والدعم السريع تهدف إلى خلق فتنة واتهم جهات لم يسمها تعمل على زرع خلاف عسكري ليس في صالح البلاد. وأكد البيان أن قوات الدعم السريع جزء لايتجزأ من القوات المسلحة وتقف بجانب الشعب السوداني لتحقيق أهدافه وتطلعاته. فيما نفى الجيش أيضاً عبر الناطق الرسمي به أي توتر عسكري مع قوات الدعم السريع وقال
إن جهات تحاول الآن خلق الفتنة وبث الشائعات بين المكونات العسكرية والأمنية، ووصف عمل الجيش والدعم بأنها تعمل بكل مهنية وتنسيق كامل فيما بينها.

وبحسب مراقبين فإن الامتيازات التي حظيت بها قوات الدعم السريع أثارت شعور ضباط الجيش السوداني بالغبن والاستياء ، وتعد واحدة من أسباب تفاقم الازمة. ويحذر كثيرون من اتساع رقعة الخلاف بين الجيش والدعم السريع وانعكاسه على الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في السودان. وحركت بعض الحوادث لاسيما الاعتقالات التي قامت بها قوات الدعم السريع مؤخراً بوادر أزمة مع قوى الثورة المدنية التي طالبت بوضع حد للانتهاكات التي تقوم بها وطالب آخرون بضرورة دمجها مع القوات المسلحة السودانية لتكون أكثر انضباطاً.

خلاف كبير

أقر الكاتب الصحفي محمد مصطفى بوجود خلاف كبير بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ويشير في حديثه لموقع أفريقيا برس أن الجيش يرى دمج قوات الدعم السريع في الترتيبات الأمنية القادمة فيما يرفض الدعم السريع الخطوة بحكم ميله لتكوين سلطة لوحدها. وكشف مصطفى عن اجتماع سابق لقوى الحرية والتغيير جمع البرهان وحميدتي لحل الخلاف بينهما. واعتبر أن قوى الحرية والتغيير ترى أن قوات الدعم السريع في الفترة الأخيرة تمددت بصورة كبيرة. وأشار مصطفى إلى أن اتهامات أسر الشهداء الأخيرة لقوات الدعم السريع بفض الاعتصام آثارت خلاف كبير لجهة أن الجهات التي فضت الاعتصام أكثر من 8 فضائل مختلفة وهو ماترفضه قوات الدعم السريع. وجزم بأن الفترة الانتقالية مهددة بأزمة كبيرة في حال تمدد الخلاف واصبح صراع بين الجيش وقوات الدعم السريع وأشار إلى انه سينتج عنه انفجار وصراع يؤدي إلى دخول النظام السابق.

علاقة قوية

فيما أعتبر الخبير الأمني طارق محمد عمر أن العلاقة بين الدعم السريع والجيش السوداني علاقة متينة وقوية وليس هناك ما يوثر عليها. وأشار إلى أن الأخبار المتداولة بوجود خلاف هي محاولات لزرع فتنة وخلاف بينهما. ونفى لموقع أفريقيا برس عدم صحة مايدور من خلافات في وسائل التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أن المستفيد من الصراع أثيوبيا والحزب الشيوعي.

وشهد محيط قيادة الجيش بالخرطوم ” القيادة العامة” في الثالث من يونيو 2019 أحداث فض الاعتصام، والتي راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى والمفقودين. وكانت لجنة التحقيق الخاصة بفض الاعتصام، التي يرأسها المحامي نبيل أديب، قد استجوبت عدداً من المسؤولين بالدولة، من بينهم قادة عسكريون. ومازال فض الاعتصام يشكل ورقة ضغط من القوى المدنية على القادة العسكرين من الجيش والدعم السريع.

وتم تكوين قوات الدعم السريع رسمياً في مطلع العام ٢٠١٠ برئاسة محمد حمدان دقلو و بدعم واشراف من حكومة المعزول عمر البشير . وشكلت فيما بعد قوة عسكرية كبيرة موازية للجيش السوداني وشاركت في الإطاحة بنظام الرئيس المعزول عمر البشير 2019 واكسبها ذلك قبول واسع من جماهير الثورة السودانية قبل أن تُتهم فيما بعد بفض اعتصام القيادة العامة.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here