بقلم : بدرالدين خلف الله
افريقيا برس – السودان. وصلت الأوضاع الاقتصادية في السودان إلى حالة متردية ،وشلل تام وسادت حالة من الاستغراب بسبب صمت الحكومة وعجزها إنقاذ الوضع الاقتصادي المتدهور وأستمر الجنيه السوداني يتهاوى بصورة سريعة أمام العملات الاجنبية حيث بلغ سعر الجنيه بحسب تعاملات يوم الخميس 365 جنيه مقابل الدولار الواحد و 331 جنيه في معاملات اليوم السابق ، وادى ذلك إلى توقف حركة البيع والشراء لمعظم المنتجات الإستهلاكية ومواد البناء .
تحذير من انهيار شامل
التدهور المريع للجنيه السوداني جعل خبراء في الاقتصاد يحذرون من انهيار شامل للأوضاع الاقتصادية في السودان ومع ارتفاع الأسعار وتوقف بعض التجار عن بيع سلعهم تشهد بعض أجزاء السودان موجة احتجاجات وتظاهرات مستمرة بشأن الغلاء وانعدام السلع الرئيسية انفلتت معها بعض الأوضاع الأمنية ففي شرق السودان شهدت مدينة القضارف في سوقها الكبير احتجاجات ضد الحكومة و تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية و تطورت إلى انفلات أمني أدى إلى حرق عدد من المكاتب الحكومية وشهدت الأحداث التي غاب فيها عنصر الأمن والشرطة عمليات نهب طالت بعض المحال التجارية ومنذ شهور تعاني مدينة القضارف كغيرها من مدن السودان من أزمة اقتصادية حادة.
ويعاني السودان من سيولة كبيرة خارج النظام المصرفي أدت إلى ارتفاع الدولار بسبب المضاربات بجانب العملات المزورة التي أسهمت أيضاً في ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني .
سياسات حكومية خاطئة
وأزمة ارتفاع الدولار في رأي الخبير الاقتصادي أبو القاسم إبراهيم نتاج للسياسات الاقتصادية التي تنتهجها الحكومة الانتقالية وهي سياسات صندوق النقد والبنك الدوليين وأضاف على الرغم من التزام الحكومة بتنفيذ برنامج البنك الدولي إلا أن الحاضنة السياسية ليس لديها أي برنامج اقتصادي أو إي قدرة على إعداد برنامج اقتصادي وارجع ذلك للخلافات التي ضربت قوى الحرية والتغيير وأكد لموقع أفريقيا برس أن الدولة أول المتضررين من ارتفاع أسعار سعر الصرف للعملات الأجنبية وعزا أيضا إلى سياسات الدولة نفسها بعتبارها أكبر مشتري من السوق الموازي وهي أيضا تعمل على الشراء والمضاربة في العملات وأشار إلى أن سياسات بنك السودان للعام2021 فتحت باب مضاربات مؤثر بسماحها للبنوك بمضاربه بشراء العملات بالسوق الموازي مما شكل خطورة وسوق موازي أدى إلى ارتفاع العملات وأثر بدوره على القوى الشرائية للعملة الوطنية وأصبح خطر على المواطن السوداني وقال أبو القاسم إن الأموال التي استلمتها الحكومة بدعم من البنك الدولي للحماية الاجتماعية منذ يونيو من العام الماضي لم توفي الدولة بتسليمها للفقراء والمحتاجين وأرجع ذلك لعدم وجود إحصائيات أو دراسات لمعالجة الآثار المترتبة على السياسات الاقتصادية التي تنتهجها الدولة وأطلق عليها اسم سياسات متوحشة لالحاقها اضرار كبيرة بالقطاعات الاقتصادية الكبيرة وتدمر القطاع الصناعي الوطني وتوقع أن يرتفع معدل التضخم ليصل إلى أكثر من 300% في الفترة القادمة.
الأوضاع السياسية
في المقابل أدى عدم استقرار الاوضاع السياسية وتأخير إعلان التشكيل الوزاري الصراعات الداخلية بين المكونيين العسكري والحكومي في تفاقم الأوضاع السياسية واسهمت هي الأخرى في تأزم الوضع الاقتصادي الذي انعكس على حياة المواطنين .
وأرجع المحلل السياسي والصحفي بشير أربجي لموقع أفريقيا برس تأخير التشكيل الوزاري إلى ظروف إكمال الترشيحات لأطراف الشراكة السياسية وأشار إلى أنه أخذ وقتاً طويلاً داخل قوي إعلان الحرية والتغيير وأيضا أطراف العملية السلمية لاتفاق جوبا التي سلمت قوائم مرشحيها قبل الموعد المضروب لإعلان التشكيل الوزاري بزمن قليل.
عدم مشاركة الحزب الشيوعي
واضاف بشير اربجي لموقع أفريقيا برس أن عدم مشاركة الحزب الشيوعي في الحكومة الجديدة ترجع لخلافه مع قوى إعلان الحرية والتغيير التي بدأت منذ توقيع الوثيقة الدستورية على الرغم من تمثيله في المفاوضات عبر عضو مكتبه السياسي ولجنته المركزية مما أدي في النهاية لخروجه بشكل نهائي من تحالف قوي إعلان الحرية والتغيير و من المشاركة فى السلطة المدنية الانتقالية وكشف عن دعوة الحزب الشيوعي لاسقاط الحكومة عبر خطاباته وبياناته باعتبارها لا تحقق أهداف ثورة ديسمبر ووصف عدم مشاركته بالمؤثرة على تحالف الحرية والتغيير الذي فقد عدد من مكوناته مثل حزب الأمة القومي وفصائل نداء السودان .
وكان مجلس شركاء الفترة الإنتقالية بالسودان، قد أعلن استكمال تشكيل مجلس السيادة بإضافة ثلاثة أعضاء جدد، وتشكيل الحكومة مطلع الأسبوع المقبل. وقالت مريم الصادق المهدي، الناطق الرسمي باسم المجلس، إن المجلس أولى الاهتمام لضرورة العمل على تخفيف المعاناة الكبيرة في المعيشة عن كاهل الشعب، وتأمين الأجواء المواتية لبداية العام الدراسي وتوفير الخدمات الصحية لجائحة كورونا والأمراض المستوطنة. وأكدت اكتمال التسميات لكافة المرشحين والمرشحات في كل الوزارات الـبالغة (٢٥) وزارة واشارت إلى تأجيل وزارة واحدة بغرض مزيد من التشاور.
