بعد خروج الجيش من الحوار.. هل تتوافق القوى السياسية؟

15
بعد خروج الجيش من الحوار.. هل تتوافق القوى السياسية؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. مثّل انسحاب الجيش من الحوار في السودان دلالات واستفهامات عديدة، أبرزها؛ ما المغزى من الخروج؟ وهل تتوافق القوى السياسية بعد خروج الجيش من الحوار؟ وماهي العقبات التي تعترض طريقها حتى تصل إلى توافق وطني؟

خطاب البرهان

وكان رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أكد عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في مفاوضات “الحوار الوطني” الجارية حاليًا، مبررا ذلك لما اسماه، إفساح المجال للقوى السياسية والثورية، وذلك من أجل تشكيل حكومة الكفاءات الوطنية المستقلة لإكمال مطلوبات الفترة الانتقالية، وأكد البرهان في خطابه للشعب السوداني إلتزام القوات المسلحة بالعمل مع جميع مكونات الشعب السوداني من أجل تحقيق التوافق والتراضي الوطني، معلنا حل مجلس السيادة بعد تشكيل حكومة كفاءات وطنية، وتكوين مجلس أعلى للقوات المسلحة.

خلط أوراق

عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير
عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير

يقول القيادي بحزب الأمة عروة الصادق لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن العسكر لم يخرجوا من الحوار إلا لخلط الأوراق، والتسويف، وشراء الوقت، وان التظاهر بأنهم سيخرجون من اللعبة السياسية هو تمهيد لبسط سطوة جديدة وفردانية سلطوية وتجرد حتى من الحاضنة الانقلابية، واستفراد بالقرار”، وأضاف “أما القوى السياسية تعمل بجد واجتهاد وتواصل مستمر مع كافة قوى الثورة المدنية والسياسية ولجان المقاومة والكتل المدنية والتجمعات المهنية والفئوية المناهضة للانقلاب، بغية الوصول لجبهة موحدة لإسقاط الانقلاب”. وفي سبيل ذلك يقول عروة “تم الوصول لدرجات عالية من التفاهم ستبصر النور في الأيام القادمة وربما يتم ابتداءً بتوحيد المنصة الإعلامية لكافة قوى الثورة إلا من أبى”، وأكد أن الأولوية حاليا ليست لتكوين حكومة أو تسمية رئيس وزراء كما تفضل بذلك رأس الإنقلاب، وإنما بحسب عروة هي وضع تصور متكامل والاتفاق على المرجعية الدستورية التي ينطلق منها الجميع لإنهاء الإنقلاب، وتكون تلك المرجعية الدستورية هي الحاكمة لتحرك الحكومة المرتقبة والضابط لأداء المؤسسات المرجوة، وأردف “أما عن توافق أو عدم اتفاق القوى السياسية فهو ما يراهن عليه الإنقلابيون لإكمال مخططاتهم بتكوين حكومة تصريف أعمال يشرف عليها مجلسهم العسكري الأعلى المزعوم، ومن ثم الوصول لانتخابات تعمد أحد قادة الانقلاب رئيسا منتخباً”، وهو أمر قال عنه عروة لن ينطلي على الجميع، فلن تستمر حالة اللا اتفاق الحالية بين القوى السياسية، خاصة بعد أن حاول رئيس الإنقلاب تحميلهم وزر التردي الذي حدث في البلاد. وبشأن معوقات التوافق بين القوى السياسية، يقول عروة “يقف عائقا أمام التوافق بعض القوى التي تنشط في تخوين الكافة بمن فيهم قوى الحرية والتغيير كالجماعات الراديكالية يساراً، وهو ما نعمل بجد وحرص على إيقافه للوصول لتوافق سريع يتم بموجبه التعاطي مع الأزمة الحالية وتخاطب بموجبه الآلية الثلاثية”.

إمكانية التوافق

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

بالنسبة للمحلل السياسي الفاتح محجوب فإن بيان البرهان جاء استجابة للضغوط الخارجية وايضا استجابة للتظاهرات السياسية، وأضاف لموقع “أفريقيا برس”؛ “كذلك موقف القوى السياسية السودانية منه، انقسم إلى ثلاث أقسام؛ القسم الاول مؤيد ويريد الإسراع في تكوين حكومة كفاءات لفترة قصيرة يذهب بعدها الجميع للانتخابات وهؤلاء هم الأحزاب التقليدية والإسلاميين وقحت الميثاق الوطني”، وأردف “اما القسم الثاني وهؤلاء هم أحزاب قحت المجلس المركزي وهم يرفضون البيان لأنه يضعهم في مرتبة واحدة مع قحت الميثاق الوطني ومع الاتحادي الديموقراطي الأصل والمؤتمر الشعبي بينما هم يرغبون في أن يسلمهم البرهان السلطة التنفيذية كاملة من دون شريك”، ويقول الفاتح “إن القسم الثالث وهؤلاء هم الرافضون أصلا للتفاوض مع العسكر ولديهم تحالفات مع حركتي الحلو وعبدالواحد وينادون بسودان جديد تتم فيه إعادة هيكلة الجيش والخدمة المدنية بالطريقة التي يرون إنها تخدم أهدافهم”، وجزم بأنه وبدون ضغط خارجي كبير لا يوجد أمل قط في توافق الأحزاب السياسية السودانية على حكومة توافق سياسي سوداني تقودها كفاءات مستقلين، مستدركا “لكن ربما اذا انفض الشباب عن التظاهرات فقد يضطر كل من قحت المجلس المركزي والحزب الشيوعي على قبول بيان الفريق أول عبدالفتاح البرهان والعمل على تكوين الحكومة المشار إليها”.

حوار أعرج

بينما، قال رئيس حزب الأُمّة القومي بالإنابة، الفريق صديق إسماعيل؛ “إنّ قرار رئيس مجلس السيادة الفريق أوّل عبدالفتاح البرهان بعدم مُشاركة المؤسسة العسكرية في مُفاوضات الآلية الثلاثية في خطابه الاثنين، أتى نتيجة لموقف حتمي أفرزه الحوار الأعرج لكل من حوار الآلية، ولقاء الحرية والتغيير بالمُكَوِّن العسكري”. وأضاف إسماعيل في تصريح لـ”السُّوداني”؛ أنّ “العبرة من الخطاب أن تستفيد القُوّة السياسية من هذه الفُرصة بصناعة أوسع قاعدة توافقية يتم عبرها تقديم برنامج ومشروع وطني مدني”.ىوأكّد حدوث توافق وطني إذا توفّرت كل من الجراءة والإرادة السياسية، مُنبِّهاً إلى أنّ الأمر لا يحتاج إلى أكثر من أسبوع واحد.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here