بعد مقتل الضابط.. هل حادت التظاهرات عن السلمية؟

131
مليونية 13 يناير
مليونية 13 يناير

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثار مقتل ضابط من الشرطة في مليونية 13 يناير إستفهامات واسعة، ابرزها؛ من القاتل؟ هل المتظاهرين أم مندسين؟ ومن المستفيد من عملية القتل؟ وهل المواكب سلمية؟ أم حادت عنها؟ .. “أفريقيا برس” طرحت الاسئلة أعلاه على المختصين والسياسين.

محاولة بائسة

صورة للمتظاهرين في أحد المواكب يحمون مقر الحكومة من المندسين والمخربين ، والصورة كذلك تؤكد سلمية الثوار .
صورة للمتظاهرين في أحد المواكب يحمون مقر الحكومة من المندسين والمخربين
 مجدي تيراب ، عضو لجان مقاومة الخرطوم
مجدي تيراب ، عضو لجان مقاومة الخرطوم

عضو لجان مقاومة الخرطوم، مجدي تيراب، اعتبر في حديثه لـ”أفريقيا برس”؛ أن مقتل الضابط مؤشر خطير، كما أكد أن عملية القتل محاولة بائسة من السلطة الانقلابية لإلصاق التهمة بالثوار السلميين بحيث يبرروا قتلهم للشباب العزل، بجانب نشر الفتنة ووصف الحراك السلمي بالعنف وإنه خارج عن السلمية. وشدد تيراب على ضرورة محاسبة مرتكبي الجريمة والتي يرى إنها غامضة ويصعب تحديد القاتل ومن المستفيد من عملية القتل، في وقت ارجع سبب غموضها إلى ما أسماه تعدد الجيوش”دعم سريع – حركات مسلحة – قوات مسلحة” المتناحرة بطبيعتها، التي اعتبر تيراب أنها من نتاج المجلس الانقلابي لقمع المتظاهرين السلميين، وهو ذات الامر الذي قال عنه تيراب يخلق فوضى يصعب فيها معرفة الجاني، وطالب تيراب بضرورة أن تتعامل الشرطة فقط مع المتظاهرين السلميين، وأن تبعد القوات الأخرى عن تأمين المواكب، واردف: “مقتل الضابط يجعلنا الذهاب في خط السلمية المعروفة والمجربة والتي أطاحت بالنظام السابق كما إنها تجعلنا ننتقل من حالة اللادولة إلى بناء دولة ذات جيش قومي وطني مهني موحد يكون قادرا على احتكار العنف بمسؤولية وإنضباط”، وتعهد تيراب في ختام حديثه بالمضي في إسقاط الانقلاب بالسلمية المعهودة وبصدور عارية حتى تحقيق شعارات الثورة.

عناصر متفلتة

بروف حسن علي الساعوري ، محلل سياسي وأستاذ علوم سياسية بالجامعات السودانية
بروف حسن علي الساعوري ، محلل سياسي وأستاذ علوم سياسية بالجامعات السودانية

يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين، حسن علي الساعوري، إن التظاهرات المتواصلة من دون وجود ضوء في الأفق السياسي يبشر بتوافق سياسي غالبا يؤدي إلى أحداث عنف يبتدرها أشخاص غير مسؤولين كما في حادثة الأمس، وأضاف لـ”أفريقيا برس”: “كذلك التصرف الفردي هو غالبا سبب حادثة الأمس لكن التحكم في ردود الأفعال وضمان عدم تحول الحادث إلى سلسلة من ردود الأفعال تؤدي إلى الانزلاق في هوة العنف، وهو أمر صعب جدا يتطلب حكمة بالغة وحزما شديدا من كل القوى السياسية ومن القوات النظامية”، وأكد الساعوري أن التظاهرات سلمية والمتظاهرين سلميين، مستدركا: “لكن عناصر متفلتة كانت دوما موجودة معهم استخدمت “المولوتوف” وبعضهم اعتدى على مراكز الشرطة واحرق بعضها وتم الاعتداء على عناصر شرطة في احايين كثيرة بالضرب و”بالملوتوف”. وتابع: “ايضا كل ذلك لم يكن سياسة رسمية للتظاهرات التي كان شعارها الأصل هو السلمية ولكن التجارب العالمية برهنت على فوز المتفلتين على السلميين وتسببهم في جر الجميع إلى هوة العنف والعنف المضاد”، وختم حديثه قائلا: “إن جريمة قتل الضابط مؤشر خطير جدا جدا ونرجو ان يتم تداركه من عقلاء القوى السياسية السودانية بالحكمة والحزم و بالعمل على بناء توافق سياسي جديد بين المكونين العسكري والمدني لإكمال الفترة الانتقالية”.

لماذا جريمة القتل؟

العميد ياسر أحمد الخزين، الناطق الرسمي باسم قوات السلام السودانية
العميد ياسر أحمد الخزين، الناطق الرسمي باسم قوات السلام السودانية

بينما يقول الخبير العسكري، العميد ياسر أحمد الخزين في إفادته لـ”افريقيا برس”؛ إن مقتل العميد أريد به زرع الفتنة بين القوات النظامية والمتظاهرين ليكون نواة للتصعيد والعنف المفرط المضاد خلال التظاهرات القادمة، و بحسب الخزين – فإنه لا القوات النظامية قتلت المتظاهرين ولا المتظاهرين قتلوا القوات النظامية بل هي العناصر المتمردة للحركات الرافضة للسلام، والتي قال إنها دخلت الخرطوم منذ إعتصام القيادة العامة، كما لا يستبعد الخزين أن تكون عملية القتل خلفها القوى السياسية التي تريد عدم إستقرار الوطن على اعتبار إنها لن تجد مؤيدا لها أو نصيبا عبر صناديق الإقتراع والإنتخاب لذا -بحسب الخزين- ستظل تسعى لإشعال الفتنة بين الشعب وقواته النظامية لتحقيق هدفها الرامي ولحلحلة القوات النظامية وتفكيكها “طوبة طوبة” مؤكدا أنها بدأت الآن نشاطها الفعلي بالإندساس في صفوف المتظاهرين وممارسة الإغتيالات لخلق الفتنة بين الشباب الثائر والقوات النظامية، وتوقع الخزين تكرار حوادث القتل حتى في المواكب والمسيرات التي تدعم وتؤازر القوات النظامية ما لم تؤمن القوات النظامية هذه المواكب والمسيرات بوجود أمني كثيف داخل المظاهرات وتكثيف عدد كاميرات المراقبة، والقبض على مرتكبيها وتقديمهم للعدالة العاجلة وكشفهم للرأي العام عدا ذلك، يقول الخزين، إنه سيتم الزج بالقوات النظامية وتوريطها في مثل هذه الحوادث، ونبه إلى أن الشائعات التي تقول بأن القوات النظامية هي التي تقوم بقتل المتظاهرين توسع الهوة وتباعد الشقة بين الشعب وقواته النظامية كما قال إنه توسع دائرة الخلاف بينهم، وتابع: “كذلك إدعاء أن الثوار من الشباب هم الذين يقتلون قواتهم النظامية سيفضي ذلك إلى إحتمالين لاثالث لهما: اولا إستخدام القوة المفرطة مع المتظاهرين لاحقاً أو تمرد داخل القوات المكلفة بتأمين المظاهرات ما لم تمنح صلاحيات أوسع بمصاحبة وكلاء النيابات لهم ميدانيا لتقدير الموقف والتعامل على حسب كل حالة آنية”. كذلك ارجع الخزين تكرار عملية الإغتيالات في كل مسيرة وموكب إلى حل هيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة إذ قال إنها كانت تمتلك من الآليات والمعلومات والكوادر ما كان كافيا لحسم الفوضى ووأد الفتنة في مهدها وكشف عناصرها التخريبية وخلاياها النائمة.

استهداف الوطن

حرق مركبات الاجهزة النظامية في موكب 13 يناير واتهمات للمتظاهرين بحرقها

لكن مستشار البرهان، العميد الطاهر أبوهاجة يذهب بعيدا عن سابقيه، إذ يرى أن التظاهرات غير سلمية وان من يقومون بالقتل ليسو طالبي سلمية أو حرية وإنما مدفوعين دفعا لحرق البلاد وتمزيقها – في إشارة للثوار – وقال أبو هاجة إن إستهداف القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى هو إستهداف للأمن الوطني ووحدة السودان، ولا يمكن السماح بإستمرار الفوضى، والتي قال إن الهدف منها تمزق البلاد. وأضاف “إن حالنا يحتاج وقفة جادة، وإنه لا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار، فلا قيمة للحرية إذا كانت ثمارها موت ودماء وخراب.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here