قرارات البرهان المرتقبة.. كيف يراها الخبراء؟

23

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. ثمة توقعات بإصدار رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، قرارا بحلّ مجلس السيادة وتشكيل المجلس الأعلى للقوات المسلّحة، وقالت صحيفة الانتباهة السودانية، إنّ المجلس المقبل يتكوّن من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ورئيس الأركان، وقائد الدعم السريع، والفريق الكباشي، والفريق ياسر العطا، وابراهيم جابر، وكلّ أعضاء هيئة الأركان، وذكرت الصحيفة وفق مصادرها، أنّ القرار المرتقب سيتمّ بموجبه حلّ مجلس السيادة رسميًا.

خطوات للوراء

عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير
عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير

اعتبر القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق قرارات البرهان بأنها واحدة من خطوات التراجع للخلف والمتباطئة، مشيرا إلى إنها “تظل مناورات للخروج من المشهد بأقل خسائر مع الإبقاء على العسكريين كفاعلين يتحكمون في خيوط العملية السياسية والدمى التي يعبثون بها عبر أجهزتهم”، وقال عروة لموقع “أفريقيا برس”؛ إن “تنفيذ القرارات سيكون عبر من تمت استعادتهم من فلول النظام في المؤسسات والوزارات والهيئات الحكومية”، وقطع بأن البرهان لا يستطيع الإقدام على مثل هذه القرارات دون التوافق عليها مع نائبه قائد الدعم السريع وقيادات الحركات المسلحة، وقيادات التنظيم الإخواني في الجيش وعلى رأسهم عمر زين العابدين الذي “لا يتحرك البرهان أي تحرك دون علمه وموافقته”، وأضاف “كذلك أعتقد أن بعض جنرالات مجلس السيادة لن يواصلوا معه في هذا المخطط وسيختارون إما الإستقالة أو الإحالة للتقاعد”، حينها يقول عروة “سيجد البرهان ظهره مكشوفاً”، مستدركا، “إلا من جنرالات التنظيم الذين أوردوا البشير المهالك وسيوردوه إليها”، ودعا عروة البرهان أن “يتحلى بالشجاعة الكافية والتنحي الفوري والغاء كافة الإجراءات والقرارات الصادرة في 25 أكتوبر وما تلاه، وإيقاف عمليات التجريف والاختراق السياسية التي تمارس على الأحزاب ولجان المقاومة والقوى الثورية”، مشيرا إلى أن كل ذلك “يتم تحت إمرته وبتمويله وإشرافه”، مؤكدا وقف هذه القرارات سينقذ البلاد، مضيفا، “أما مواصلة تنفيذ ما قال به في خطابه في الرابع من يوليو سيجعل حدة الاحتقان تزداد، وستتباعد الشقة أكثر وأكثر، وستصرف كثير من الأموال في البيع والشراء والاستعداد العسكري أولى بها أفواه الجياع من أبناء الشعب السوداني”. كما قال عروة “مثل هذه القرارات ستحفز الدول ذات الأجندات للتحرك بفاعلية أكبر وأكثر للتلاعب بمصير السودان واختراق أحزابهم وحركاته وإخماد حراكه الشعبي، والتعاون مع العملاء بالداخل لتهريب وتخريب ممتلكات الدولة ومواردها”.

خيار وحيد

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

فيما يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب، إنه “توجد اخبار كثيرة في الآونة الأخيرة عن قرارات للفريق اول عبدالفتاح البرهان لكن لم يثبت قط انه فعلا يقف خلفها”، ويضيف لموقع “أفريقيا برس”؛ إن “التسريب الحالي عن نية البرهان في تكوين مجلس أعلى للقوات المسلحة إن صح فهذا يعني أنه يرغب في وضع القوى السياسية السودانية أمام خيار واحد فقط هو القبول بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة كجهة سيادية لا علاقة لها بممارسة السلطة التنفيذية مع تحويل كافة السلطات التنفيذية لمجلس الوزراء ومعها ملف السياسة والاقتصاد والعلاقات الخارجية”، مستدركا، “لكن من المتوقع أن لا يقدم قط الفريق أول عبدالفتاح البرهان على مثل هذه الخطوة، وغالبا سينتظر ما تسفر عنه المبادرات المختلفة الداخلية والخارجية وسيحتفظ بالحق في التصرف في حالة فشل القوى السياسية السودانية في الاتفاق على حكومة انتقالية مدنية تفضي إلى انتخابات نزيهة وشفافة”. وأضاف “طالما أن البرهان محتفظ بحقه في التصرف لن يقدم حاليا على مثل تلك الخطوة خاصة وأنه يعلم أن أي اتفاق تسوية سياسية بين القوى السياسية سيكون فيه العسكر حاضرين ولا بد من موافقة الفريق أول عبدالفتاح البرهان على شكل الاتفاق خاصة دور القوات المسلحة في الفترة الانتقالية لأنه فعليا هو حاكم السودان وهو من سيعطي السلطة وصلاحية الحكم لأي حكومة توافق سياسي ولذلك لن يمر أي توافق سياسي سوداني بدون رضى العسكر”.

حاضنة انتهازية

عبدالناصر الحاج، كاتب صحفي

وتوقع الكاتب الصحفي عبدالناصر الحاج أن يعلن البرهان عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مشيرا إنه سيكون برئاسته وذلك للسيطرة على كل المنظومة الأمنية والعسكرية، لتكون القبضة الحقيقية للدولة واقتصادها وسياساتها الداخلية والخارجية تحت هذا المُسمى الجديد، بدلا عن صفة السلطة الإنقلابية التي لم يعد قادراً على إقناع الجماهير بغيرها -على حد تعبيره ، وأضاف عبدالناصر لموقع “أفريقيا برس”؛ “سوف يعمل البرهان وحاضنته الانتهازية الجديدة، على تكلفتة حكومة تنفيذية جديدة، لا تكون لديها أية صلاحيات أبعد من التمتع بالامتيازات الدستورية لوقتٍ معلوم”، وجزم بأن الشارع الثوري، “لن يمنح البرهان ولا حكومته الجديدة أية فرصة للراحة و(دلدلة) الرجول على أريكة الحكم، حتى لو كان رئيس وزرائه الجديد هو الشيخ الطيب الجد شخصياً”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here