لقاء سري بين حميدتي ومسؤولين في الموساد يثير جدلاً في الخرطوم

180

بقلم : بدرالدين خلف الله

أفريقيا برسالسودان. طبقاً لمصادر سياسية في تل أبيب فإن الحكومة الإسرائيلية تلقت رسائل غاضبة من رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس وزراء الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك بسبب الاتصالات التي أجراها قادة الموساد (جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي) مع قائد قوات الدعم السريع ونائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان “حميدتي”

وأثار موقع إسرائيلي معلومات نشرت حول اجتماع بين حميدتي ورئيس المخابرات الإسرائيلي السابق إلين كوهين في أبو ظبي. ووفقا للمصادر الإسرائيلية، استمرت هذه العلاقات ووطنت منذ ذلك الحين، على الرغم من أن الفريق البرهان أعرب صراحة عن استيائه لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو ومبعوثيه.

وأشارت المصادر الى أن الجناحين العسكري والسياسي للحكومة السودانية ليسا على علم بزيارة قادة الموساد للبلاد الاسبوع الماضي. وذكرت أن مسؤولين حكوميين سودانيين اشتكوا إلى القائم بأعمال السفارة الأمريكية في الخرطوم وأعربوا عن استيائهم من الاتصالات مع حميدتي. كما طلبوا من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن نقل رسالة حول هذه المسألة إلى “إسرائيل”.

وبحسب المصادر فإن رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان ورئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك اعتبرا الاتصالات مؤامرة من الموساد ضد السلطات الشرعية في السودان، التي أبرمت اتفاقا لتطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي العام الماضي.

والتزمت الحكومة السودانية الصمت حيث لم يعلق المجلس السيادي أو مجلس الوزراء على المعلومات التي أوردها الموقع الإسرائيلي وتناولها الإعلام العربي والمحلي.

ويتوقع مراقبون أن يثير التقرير الإسرائيلي أزمة جديدة بين قوات الدعم السريع ومجلسي السيادة والوزراء لجهة أن الخطوة تثير حفيظة الحكومة بحكم أن إقامة علاقات سرية بين الدعم السريع والمخابرات الإسرائيلية من شأنها تهديد الأمن وسبق أن اعترض مجلس السيادة على سفر أعضائه و إقامة علاقات ومباحاثات أحادية دون مناقشتها من قبل مجلس السيادة.

مواجهة

وبحسب متابعين فإن التقرير الإسرائيلي أعاد الخلافات الخفية داخل المكونات الحاكمة في السودان ، والمتعلق بملف تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي وجعلها في سطح المواجهة من جديد. وأشار رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في المبادرة التي تقدم بها الأسبوع الماضي، إلى خروقات في ملف العلاقات الخارجية، وقال إن التجربة أكدت عدم تجانس الجهات التي تعمل في ملفات السياسة الخارجية، واعتبر ذلك تهديدا للسيادة الوطنية والمصالح العليا للبلاد. وكان حمدوك قد طالب بتشكيل آلية واحدة بين الأطراف المكونة للمرحلة الانتقالية للإشراف على ملف العلاقات الخارجية، وتوحيد الرؤى وتمتين علاقاتنا الإقليمية والدولية.

تنسيق سابق

وفي وقت سابق أفادت تقارير إعلامية عربية أن رئيس جهاز المخابرات “الموساد” التقى برئيس قوات الدعم السريع ونائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو في اجتماع نظمته واستضافته الإمارات العربية المتحدة وبترتيب وتنسيق مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات طحنون بن زايد آل نهيان. ويشير الموقع الإسرائيلي أن حميدتي، ومنذ بداية عملية تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” والسودان، حاول إقامة قنوات اتصال مستقلة مع الاحتلال الإسرائيلي، من أجل دفع أجندته المستقلة في السودان. وقام بذلك من خلال الالتفاف على البرهان وحمدوك.

تخطيط أمريكي

طارق محمد عمر خبير أمني سوداني

يشير الخبير الأمني طارق محمد عمر إلى أن الزيارات الإسرائيلية إلى السودان تتم بترتيب أمريكي و عبر تنفيذ مصري. ويرى في حديثه لموقع “أفريقيا برس” أن أي تحرك إسرائيلي يتم عبر تخطيط وإدارة أمريكية
ولفت إلى أن لدى واشنطن تصورات لحكم السودان واستغلال موارده. ونبه عمر إلى رغبة المكون العسكري في إقامة علاقات اقتصادية مع “إسرائيل” دون خوف أو تردد. واعتبر إقامة قانون محكم للاستثمارات يحد من التداخلات الخارجية ومايمكن أن تسببه في خلق أزمة بين المكونات الحاكمة.

أجندة شخصية

من جهته يشير المحلل السياسي والكاتب الصحفي حافظ إسماعيل إلى أن قائد قوات الدعم السريع ونائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو “حميدتي” يسعى إلى خلق تحالفات دولية تدافع عن خطه الرافض لدمج قواته في القوات المسلحة. وتوقع إسماعيل في حديثه لموقع “أفريقيا برس” عدم نجاح خطط حميدتي وأرجع سبب ذلك لعدم اعتراف المجتمع الدولي بتعدد الجيوش في السودان. ويشير إلى أن مجموعة من السياسين حول حميدتي تربطهم به مصالح شخصية يعملون على عدم دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة السودانية بحسب رأيه.

حافظ إسماعيل محلل، سياسي وكاتب صحفي

ووصف إسماعيل الأوضاع السياسية والعسكرية في السودان بالمتوترة وأبدى تخوفه من خروج الأوضاع عن السيطرة في حال انفجارها. ونبه إلى أن ملف العلاقات الخارجية من مسؤولية الحكومة ومجلس الوزراء في إشارة إلى محاولة حميدتي إقامة علاقات مع جهات دولية خارج المؤسسة الرسمية الحكومية.

وقطع رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك في خطاب مبادرته الأسبوع الماضي بأن قضية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ستنتظر تكوين المجلس التشريعي للبت فيها.

وشهدت الخرطوم في الفترة الأخيرة زيارات سرية متعددة لمسؤولين إسرائيلين بحثت قضايا أمنية وعسكرية قابلتها الخرطوم بالصمت والسرية. وفي أبريل الماضي، أجاز مجلسا السيادة والوزراء مجتمعين، مشروع قانون ألغيا بموجبه «قانون مقاطعة إسرائيل لعام 1958»، وهو قانون كان يجرم إقامة أي علاقات فردية أو مؤسسية مع الدولة العبرية.

وطبع السودان علاقته مع إسرائيل في فبراير 2020 بعد ضغوط من إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، كشرط لحذف اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here