من يدعم اعتصام القصر في السودان؟

399
اعتصام القصر

بقلم : أحمد جبارة

أفريقيا برسالسودان. أثارت “الموائد والذبائح” وعمليات التنظيم داخل اعتصام القصر الجمهوري، حفيظة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مستفسرين عن حقيقة الدعم الهائل الذي يتلقاه معتصمو القصر الجمهوري، وعن الجهة التي تدعم الاعتصام.

وأظهرت وسائل التواصل الاجتماعي صورا لوجبات “دسمة” في إفطار المعتصمين أمام القصر الجمهوري، فيما أظهرت صوراً أخرى، أطفال داخل الاعتصام يحملون “الفاكهة” ومياه الشرب المعدنية غالية الثمن، فضلاً عن التنظيم والترتيب المحكم لمداخل الاعتصام، إضافة إلى منصات الإعلام والخيام التي نصبت فور إعلان الاعتصام.

المكون العسكري في دائرة الاتهام

ثمة من يرى، أن المكون العسكري في الحكومة يقف خلف دعم اعتصام القصر الجمهوري، مستدلين بالمطالب التي نادى بها المعتصمون في موكب 16 أكتوبر والتي تطالب الجيش بضرورة استلام السلطة، فيما يرى آخرون أن الدعم يأتي من مؤسسات الحكومة نفسها سيما أن هنالك من يقود هذا الحراك وهم وزراء في الحكومة ذاتها.

صلاح مناع، مقرر لجنة إزالة التمكين

هذا وقد ألمح مقرر لجنة إزالة التمكين صلاح مناع، إلى أن الشركة السودانية للموارد المعدنية ربما تقف خلف تمويل اعتصام المجموعة المنشقة من تحالف قوى الحرية والتغيير بالخرطوم، وتساءل “مناع” في تدوينة له على مواقع التواصل الإجتماعي، عن الجهة التي تقف خلف تمويل اعتصام القصر “الفاخر”، مضيفاً: “اتمني أن لا تكون من أموال الذهب التي تبدد عبر الشركة السودانية للموارد المعدنية، والتهريب والشراكات الوهمية و”ميري غولد”، فهمتم لماذا يطالبون بحل لجنة التفكيك”، وأردف في تدوينة أخرى: “من يعتقد أن جماهير الشعب السوداني تخرج إلى الشارع بالمال فهو من الفلول وأعوانهم ولا علاقة له بالشارع ولا بالسياسة”.

مبارك اردول، نائب رئيس التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية ومدير الشركة السودانية للموارد المعدنية

ويدير الشركة السودانية للموارد المعدنية، مبارك اردول نائب رئيس التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية أحد مكونات تحالف قوى الحرية والتغيير “التوافق الوطني” التي تقود الاعتصام في مقر القصر الجمهوري في السودان. ورد مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية مبارك أردول، على تدوينة مقرر لجنة “إزالة التمكين” بشأن اتهام الشركة لدعم المعتصمين ، قائلا: “هل يعتقد صلاح مناع أننا ندير الشركة السودانية للموارد المعدنية مثل لجنته؟ فليعلم أنها مؤسسة ملك للشعب السوداني ويعمل فيها موظفون مهنيون غير حزبيين دافعهم الأداء وليس الولاء”، وتابع: “فليذهب أردول ولتبقى الشركة السودانية شامخة براقة وليعلم أن مؤسسات الدولة ليست حلبة للصراعات الشخصية أو الحزبية”.

تخطيط للدعم

عادل خلف الله، عضو اللجنة الاقتصادية بقوى الحرية والتغيير

عضو اللجنة الاقتصادية بقوى الحرية والتغيير ، عادل خلف الله يذهب في حديثه لـ”أفريقيا برس” إلى أن دعم الاعتصام خطط له من داخل المكون العسكري والفصائل المسلحة التي بعضها في السلطة وأخرى خارجها، فضلاً عن مؤسسات النظام السابق الأمنية والإعلامية وذلك بهدف إجهاض الثورة، وأرجع خلف الله عملية الدعم من قبل المكون العسكري إلى إنه يريد الانقضاض على الحكم، وهنا يقول خلف الله: “المكون العسكري الآن يبحث عن حاضة إقليمية ودولية بهدف لقاء البرهان بعدد من السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية في السودان”، مضيفا: “كذلك محلياً يبحث عن غطاء سياسي واجتماعي”.

واعتبر خلف الله أن مايجري في اعتصام القصر تزيف لوسائل النضال الذاتية التي دفعها الشعب السوداني بملىء إرادته وحر ماله إبان إسقاطه للنظام السابق، مؤكداً أن هذه الطريقة سلوك درج عليه النظام السابق بشعاراته المزيفة والخادعة، واضاف:  “الشعب السوداني في القيادة العامة رسم صورة غير مسبوقة وزاهية عن التكافل الاجتماعي وذلك في سبيل التطلع للحرية والكرامة”، مؤكداً أن اعتصام القصر شوه الصورة الجمالية التي رسمها الثوار الحقيقيون في القيادة العامة.

ولأن اعتصام القصر الجمهوري تم دعمه من المكون العكسري والفصائل المسلحة، يقول خلف الله: “عدد “العربات” كان أكثر من المشاركين في موكب 16 أكتوبر”، مشيراً إلى أن السيارات كانت فارهة و”مظللة” وتوضح بجلاء إنها غير مملكولة لأفراد وإنما لشخصيات اعتبارية داخل السلطة، مضيفا: “كذلك ما يؤكد الدعم للمعتصمين، هو إزالة الحواجز الأمنية من مقر القصر الجمهوري من قبل فصائل مسلحة وهو الأمر الذي أكده والي الخرطوم، في وقت قال فيه خلف الله؛ إنه لم يسمح للمحامين بالوصول إلى مقربة القصر الجمهوري وذلك في الموكب الذي سبق موكب 16 أكتوبر بيومين.

ويمضي خلف الله في تأكيداته بأن الاعتصام تم دعمه من جهات داخل الحكومة، قائلا: ” كل المشاركين الآن في الاعتصام هم عسكريون يرتدون الزي المدني وجنود الحركات المسلحة، فضلاً عن عناصر النظام السابق لاسيما من شباب وطلاب الجامعات”.

دعم ذاتي

نورين آدم عبدالقفا، رئيس حزب الغد الديمقراطي

لكن رئيس حزب الغد الديمقراطي نورين آدم عبدالقفا أحد المشاركين في الاعتصام، يخالف الرأي السابق، إذ يقول في إفادته لـ”أفريقيا برس” : “نحن ندعم أنشطتنا داخل الاعتصام بشكل ذاتي وباستقلالية تامة حتى تتحقق مطالبنا العادلة في تصحيح مسار الثورة والتأكيد على تطبيق بنود الوثيقه الدستورية بشكل حرفي دون انتقائية ودون إقصاء لأي مكون من مكونات الثورة، وقال: “هناك عدد كبير من السودانيين والسودانيات يساهمون ويشاركون بما يملكون في دعم الاعتصام من أجل تحقيق هذا الغرض النبيل المتمثل في إزاحه هذه الشمولية الحزبية الجديدة واستعاضتها بحكومة انتقالية ذات مهام محددة من كفاءات غير سياسية، وذلك حى نتمكن من عبور هذه المرحلة بسلاسة وبمشاركة الجميع.

وأردف حزب الغد الديمقراطي؛ شارك ودعم الثورة منذ ابريل 2019 وحتى الانتصار الكبير في ديسمبر وسقوط الديكتاتور، لذلك يأتي انضمامنا لمواكب 16 اكتوبر ودخولنا في اعتصام القصر من أجل مواصلة الدعم العيني والمعنوي للثورة السودانية .

حقيقة الدعم

التوم هجو يسخر من الحاضنة السياسية لحكومة الفترة الانتقالية
التوم هجو، قيادي بقوى الحرية والتغيير “ب” وأحد الموقعين على تحالف الميثاق الوطني

القيادي بقوى الحرية والتغيير “ميثاق التوافق الوطني” التوم هجو يكشف لـ”افريقيا برس” حقيقة الدعم الذي يتلقاه المعتصمون في القصر الجمهوري، ويقول: “إن الدعم دعم ذاتي إضافة إلى دعم من رجالات الإدارات الأهلية ورجال الأعمال”، وأردف: “جميع الناس شاهدوا زعماء الإدارات الأهلية عندما يدخلون لمقر الاعتصام يحملون في مركباتهم “نياق” وأنعام للمعتصمين، ولفت إلى أن ذات الجهة التي كانت تدعم اعتصام القيادة العامة هي الداعمة لاعتصام القصر -في إشارة إلى أنه دعم أهلي وشعبي-  نافيا في ذات الوقت أن يكون دعم الاعتصام من جهات داخل الحكومة.

ولليوم الرابع على التوالي، يواصل أنصار تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير المعروفة بمجموعة “ميثاق التوافق الوطني” اعتصامهم أمام القصر الجمهوري، مطالبين بحل الحكومة وتوسيع قاعدة المشاركة فيها، إضافة إلى تكوين حكومة كفاءات مستقلة تدير البلاد لأقرب انتخابات، فضلا عن حل لجنة إزالة التمكين وتكوين مفوضية مكافحة الفساد، و تشكيل المحكمة الدستورية و المجلس التشريعي الانتقالي، وترسيخ العدالة وحكم القانون، ويأتي الاعتصام عقب مظاهرات حاشدة وإعلان سياسي تم التوافق عليه في قاعة الصداقة، بين المجموعة التي انشقت عن قوى الحرية والتغيير.

1 تعليق

  1. اعتصام القصر الجمهوري انقضاض لثوره ديسمبر.
    اعتصام القصرمدعوم من قبل نافذين في الحكومه الانتقاليه الحاليه.
    وزيرالماليه والمكون العسكري وحركات دارفور للتحريض الشارع للانقضاض على ثوره الشباب.
    ولكن الثوره ثوره وعي من الشباب. سلميه ضد الحراميه.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here