هل يخرج الاتفاق السياسي السودان من أزماته؟

70

بقلم: أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أجمع خبراء على أن الاتفاق السياسي الذي وقع بين حمدوك والبرهان، لن يخرج السودان من أزمته السياسية، على اعتبار أنه منقوص وغامض، بينما يرى أخرون أن الاتفاق يخفف من الاجراءات الأمنية ويحقن دماء الشباب الذي يخرج بين الفنية والأخرى مطالبا بالحكم المدني الكامل، مؤكدين إنه لايمثل حاليا أكثر من مجرد توقف مؤقت للأزمة السياسية الحالية وليس حلا دائم لها.

لماذا الاتفاق؟

ووقّع البرهان، وحمدوك، الأحد، رسمياً على وثيقة “اتفاق سياسي” تتضمن 14 بنداً، لحل الأزمة السياسية في البلاد المستمرة منذ 25 أكتوبر. ويقضي الاتفاق بعودة حمدوك إلى رئاسة الوزراء مع تشكيل حكومة كفاءات (تكنوقراط). وقال حمدوك، في كلمته عقب فعاليات التوقيع، إن الاتفاق “يفتح الباب واسعاً لمعالجة كل قضايا الانتقال وتحدياته”، مضيفاً: “السودان محروس ومحمي، وكلما وصلنا لنقطة اللاعودة نستطيع كسودانيين إعادة بلدنا إلى الإطار الصحيح”.

بشريات الاتفاق

الفاتح محجوب، أستاذ العلاقات الدولية

يقول المحلل السياسي، الفاتح محجوب في إفادته لـ”أفريقيا برس” إن الاتفاق يمهد للتوافق السياسي بين القوى السياسية على كيفية إنهاء الفترة الانتقالية، كما إنه بحسب الفاتح، يعمل على إعادة تطبيع علاقات السودان مع المانحين الدوليين بما يساعد السودان علي الخروج من أزماته الاقتصادية وتمويل قطاعات الإنتاج، الامر الذي يؤدي إلى تقليل حجم الفقر والذي يقول عنه الفاتح، تخطي عتبة 60% وبات يشمل حوالي ثلثي السكان، وتابع؛ كذلك الاتفاق يعيد السلطة التنفيذية للمدنيين ويفتح الباب لمشاركة أوسع لكل القوى السياسية في المؤسسات الانتقالية عدا الحكومة التنفيذية والمجلس السيادي.

أفضل خيار

صلاح الدين الدومة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أمدرمان الإسلامية

من جانبه اعتبر أستاذ العلوم السياسية، بجامعة أمدرمان الاسلامية، صلاح الدين الدومة الاتفاق السياسي بأنه أفضل خيار ممكن في الظروف الحالية لخروج بالبلاد من أزماتها معضصا ذلك بسناريوهات قال عنها كانت حدثت لولا هذا الاتفاق، وبحسب الدومة الذي تحدث لـ”أفريقيا برس”؛ فإن هذه السيناريوهات، هي استمرار البرهان في قتل المتظاهرين وعودة عناصر النظام السابق إلى مفاصل الدولة، مؤكدا أن الاتفاق قطع الطريق أمامهم، وهنا يستدل الدومة بقرار حمدوك والذي أمر بالوقف الفوري للتعيينات والاعفاءات في كل الوحدات الحكومة، وأضاف، كذلك السيناريو المتوقع في حال لم يكن هنالك اتفاق، يتمثل في حدوث انقلاب من ضباط أخرين ويدخلون في شراكة جديدة مع المكون المدني، مؤكدا إنهم لن يسلموا السلطة للمدنيين وهنا الدومة يقول: “سنعود إلى المربع الاول وعهد الشراكة التي اضعفت حكومة المدنيين وافتعلت الأزمات”، وتابع: “أما السيناريو الثالث فهو الوضع الذي عليه الآن، حيث أن الاتفاق يمثل خطوة صحيحة للخروج من الازمة السياسية”، مؤكدا أن كل الشروط التي طلبها حمدوك نفذت له ولكن بطريقة غير مباشرة، والتي بحسب الدومة، أبرزها؛ الغاء الانقلاب، وتكوين حكومة كفاءات مستقلة.

خطوة إيجابية

عبد الرحمن أبوخريس ، محلل سياسي سوداني

ويذهب في ذات الاتجاه، المحلل السياسي عبدالرحمن أبوخريس، إذ يرى في حديثه لـ”أفريقيا برس” أن الاتفاق خطوة إيجابية لحل المعضلة السياسية في السودان، وأضاف؛ بالرغم من إنه وجد رفضا من بعض القوى السياسية إلا إنه افضل ما تم التوصل إليه لحل المشاكل في السودان، مشددا على ضرورة أن تشكل الحكومة من كفاءات مستقلة، فضلا على ضرورة أن تركز على تحقيق أولويات الفترة الانتقالية سيما تحسين معاش الناس، وتحقيق القصاص للشهداء والسلام الدائم، مؤكدا أنها عوامل كفيلة بأن تخرج البلاد من أزماتها.

 

وصفة سحرية

مراقبون أكدوا أن الاتفاق لم يكن رغبة الشارع الذي طالب بشعارات واضحة وصريحة لم يشملها الاتفاق وهو الامر الذي جعل ذات المراقبين يشكون في نجاح الاتفاق ومدى فاعليته في إخراج البلاد من أزماتها، غير أن آخرين ذهبوا في ذات الاتجاه، معتبرين أن الشراكة بين العسكر والمدنيين ليست الضامن والسبيل لإستقرار السودان، مستشهدين بالتشاكس والسجال الذي تم في الحكومة السابقة بين المكونيين، كما شدد المراقبون على ضرورة تكوين حكومة مدنية كاملة ويبعد عنها العسكر من المشهد السياسي على اعتبار أن ذلك يعد المخرج الرئيسي لحل الازمة السياسية في السودان. وهنا يشير مراقبون إلى أن الاتفاق يرجح كفة المكون على العسكري على اعتبار أنه فرض الامر الواقع على ممثل المدنيين حمدوك والذي قالوا إنه فقد حاضنته السياسية، إلى جانب فقده لقوى الثورة الحية، مما جعل العسكر على قوة وموقف اقوى وبالتالي كل القرارات في الحكومة القادمة ستكون ملكا لهم، مما يدخل البلاد في نفق مظلم.

مخرجات الاتفاق

قرشي عوض، صحفي ومحلل سياسي

يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، قرشي عوض في حديثه لـ”أفريقيا برس”؛ أن الاتفاق السياسي الذي وقع بين البرهان وحمدوك لن يؤسس لواقع افضل في السودان، كما إنه لن يحقق سلاما دائما على اعتبار أن هنالك حركات مسلحة رفضت الاتفاق واعلنت مناهضته له، وتوقع قرشي في حال نجاحه فإنه سيؤسس لوضع دستوري وقانوني، ويقود إلى انتخابات لا إجماع عليها من قبل الشعب والقوى السياسية، وأضاف، كذلك لن يجيب الاتفاق على السؤال المهم والابرز والذي طالبت به كل الثورات السودانية، كيف سيحكم السودان؟

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here