هل يستعين البرهان بالإسلاميين في الحكم؟

425

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. يفسر عدد من المراقبين إطلاق سراح قيادات المؤتمر الوطني المحلول والإسلاميين، بأنه مرواغة من البرهان لعودتهم إلى سدة الحكم مجددا، سيما أن هنالك تصريحات تذهب في هذا الاتجاه، فقد ذكر القيادي بالمؤتمر الشعبي والإسلامي عمار السجاد، بأنّ رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أضحى في موقف لا يحسد عليه وقال “ليس أمامه سوى التسوية السياسية مع القوى المتماهية مع العسكر أو الدخول في شراكة جديدة مع الإسلاميين”، وأشار السجاد في تصريحات صحفية إلى أنّ البرهان استغل قوى الحرية والتغيير من قبل ولكنّها فشلت في أنّ تعبر به وهو ينظر إلى الإسلاميين الآن بأنّهم المركب الذي يجب أنّ يعبر به، وتابع “إذا كانت شراكة البرهان مع قوى الحرية والتغيير نجحت كان ضبح كلّ الاسلاميين ديل”.. فيما يتمدد السؤال، حول مدى إمكانية إستعانة البرهان بالإسلاميين في الحكم؟ وهل ستجد حكومتهم مقبولية من الشارع والمجتمع الدولي؟

مساندة البرهان

جعفر خضر، محامي وخبير قانوني

يقول القيادي بمبادرة القضارف للخلاص جعفر خضر، إن البرهان استعان بالإسلاميين مستدلا بالتعيينات الكبيرة لمنسوبي المؤتمر الوطني بعد الانقلاب وبعد استقالة حمدوك، وأضاف خضر لموقع “أفريقيا برس”؛ “واضح أن الإسلاميين هم سند البرهان الوحيد الآن، واستعانته بهم يؤكد بجلاء أن البرهان لم يكن مع الثورة في أي وقت من الأوقات”، كما إن البرهان بحسب جعفر مستعد للتخلص منهم متى توفر البديل.

مقبولية الإسلاميين

أحمد حضرة، عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير
أحمد حضرة، عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير

ولم يذهب عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير أحمد حضرة بعيدا عن جعفر، إذ يقول “إن الإسلاميين متاحين للبرهان للاستعانة بهم لتشكيل حكومة إن كان يريد ذلك”، مستدركا، “ولكنه يعلم أن تشكيل حكومة منهم لن تفيده ولن تكون هي الحل للأزمة التي أدخلت البلاد بسبب الانقلاب”، متسائلا على من قامت الثورة العظيمة؟ ألم تكن على الإسلاميين؟ وقال حضرة لموقع “أفريقيا برس”؛ “لن يكون للإسلاميين وحكومة منهم قبول وسند داخلي أو خارجي لاستقطاب اي دعم يحل اشكالياتها المستعصية لذلك هم والعسكر في موقف صعب ولن يكونوا جزءا من الحل القادم”.

طريقة ملتوية

عبداللطيف محمد سعيد، كاتب صحفي ومحلل سياسي
عبداللطيف محمد سعيد، كاتب صحفي ومحلل سياسي

لكن أستاذ العلوم السياسية عبداللطيف محمد سعيد، يقول في تصريحات لموقع “أفريقيا برس”؛ “لن يستطيع البرهان الاستعانة بالإسلاميين في الحكم لاعتبارات كثيرة، أهمها إنهم مرفضون من الشارع والمجتمع الدولي”، مبينا أن حالات التقارب بين الإسلاميين والعسكر تجري بطريقة ملتوية ولكنها مكشوفة لدى الجميع، مستدلا بإطلاق سراحهم واعادة ممتلكاتهم التي جمدتها لجنة التفكيك، ومشيرا إلى أن هذه القرارات رهينة بمدى مقبولية الشارع لديها، ومحذرا في ذات الوقت من الاستعانة بالإسلاميين في الحكم على اعتبار أن ذلك قد يقود إلى فوضى، وربما بحسب سعيد قد يقود إلى انقلاب عسكري جديد من داخل الجيش، مؤكدا أن هذه العواقب غير مأمونة.

تسوية جديدة

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

بالنسبة للمحلل السياسي الفاتح محجوب، فإن البرهان لا يرغب في الاستعانة بالإسلاميين بدليل أنه لم يعين حتى الآن أي حكومة، كما أن العديد من قيادات “قحت” يقودون الوزارات والمؤسسات الحكومية ولا زال فعليا في انتظار تسوية سياسية جديدة مع قوى الحرية والتغيير والجهات الدولية التي تدعمها كلها ضد الإسلاميين ولهذا لم يعيد قط أي إسلامي تم فصله إلا من أعادتهم المحكمة العليا، مشيرا إلى أن البرهان لازال يرغب في شراكة مع قوى الحرية والتغيير من جديد لاستعادة الشراكة مع المجتمع الدولي، وقال الفاتح لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن الإسلاميين أنفسهم غير راغبين في العودة للحكم -وفقا لغندور- بل يرغبون فقط في دعم الفترة الانتقالية وصولا للانتخابات ولا يريدون غير الحرية والعدالة للجميع، اي انهم باتوا زاهدبن في أي شراكة مع العسكر، وبذلك لا مفر أمام البرهان غير الشراكة مع قوى الحرية والتغيير او إعلان حكومة عسكرية إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here