آلة القتل في التظاهرات.. كيف يمكن إيقافها؟

456

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. ما إن يخرج المتظاهرون السلميون في السودان مطالبين بالحرية والعدالة والدولة المدنية، حتى تورد وسائل الإعلام خبرا عن قتل متظاهر أو أكثر، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الكثيرين، بشأن متى وكيف يمكن إيقاف ألة القتل التي ظلت تحصد أرواح الشباب المنتفض؟

توقيت الظاهرة

ومنذ انقلاب البرهان في 25 أكتوبر وقبله، قتل المئات من الشباب خلال التظاهرات التي تطالب بتحقيق شعارات الثورة، وأدانت منظمات محلية وعالمية عملية القتل، فيما طالبت أحزاب سياسية بضرورة الكشف عن الجناة وتقديمهم لمحاكمة عادلة.

وسائل فعالة

أحمد حضرة، عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير
أحمد حضرة، عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير

يقول القيادي في قوى الحرية والتغيير أحمد حضرة لموقع “أفريقيا برس”؛ إن وقف القتل والقمع بيد العسكر “الانقلابيين” وحدهم على اعتبار إنهم هم من يعطوا الضوء الآخضر للجنود بأن يقتلوا، وفي سبيل ذلك يضمنون لهم الحماية وعدم المساءلة، وأضاف؛ وقف التظاهرات يعني انتصار العسكر وكسر شوكة القوى المعارضة للانقلاب ورضوخها بمنهج القوة. وأردف، ايضا للحد من قمع الثوار يجب أن تكون هنالك ضغوط خارجية على العسكر و محكمة الجنايات الدولية وإدراجهم في قوائمها بتهم القتل والقمع والاغتصاب، وتفعيل قرارات مجلس الأمن وقطع الطريق عليهم لأي تعاون خارجي أو أي شكل من أشكال الدعم، واقترح حضرة، أن تكون هنالك فرض للعقوبات الفردية على عسكر الانقلاب والداعمين لهم بحيث يتم حظر سفرهم وتجميد ومصادرة حساباتهم في الخارج، مشيرا إلى أن تلك تعد عوامل ضغط فعالة لوقف آلة القتل، مشددا على ضروة أن تستخدم بفعالية أكبر.

من يقف خلف آلة القتل؟

عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير
عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير

أما القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق، يقول لموقع “أفريقيا برس”؛ إن آلة القمع والقتل لا تعمل لوحدها بل يقف خلفها أشخاص ومؤسسات وأنظمة وقوانين، وأضاف، حاولت الحكومة الانتقالية الحد من بطش تلك الآلة بالحديث المكرر عن ضرورة إصلاح وهيكلة القوات النظامية السودانية، وتنقيتها من العناصر الفاسدة، ومحاكمة مجرميها، إلا أن كل ذلك بحسب عروة قوبل بالتمنع من المؤسسة العسكرية، وبذلك احتكر العسكر آلة العنف وساهموا في ترويض الكيانات العنيفة والجماعات المتطرفة والمتفلتة لصالحهم، حيث يتم استخدامهم وقتما شاؤوا، وقطع عروة بأن آلة القمع لن تتوقف في وجود ذات المشروع الانقلابي الذي لا يقدر ولا يحترم كرامة الإنسان، وأردف؛ كذلك لن يكف قادته من إهدار الكرامة الآدمية وتضييع حقوق الإنسان، ويقول عروة، ترتبط فعالية آلة القتل بارتفاع الأصوات المطالبة بالحياة الكريمة والحريات العامة، وكل يوم تتزايد فيه المواكب والفعاليات والتحركات المناهضة للاستبداد، سيما المستبدون سلطتهم الباطشة ويعملون بها آلة القتل والقمع والسحل والتنكيل بالخصوم.

وسائل الحد من القتل

وفي رده على سؤال؛ كيف يمكن الحد من قمع السلطات؟ يقول عروة؛ إنه ومن أهم وسائل الحد من ذلك الاصطفاف القوي ووحدة قوى الثورة، وتفعيل أدوات كشف الجريمة والمجرمين، لا سيما الاستخدام الأمثل لوسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، في التوثيق للمجازر والانتهاكات، مقرونا ذلك مع أدوار حقوقية يضطلع بها محامون ومحاميات السودان العاملين في مجال محاكم الطوارئ، والذين دونت مضابطهم أسماء ومقار ورتب وأشخاص مارسوا انتهاكات جسيمة لن تسقط بالتقادم، أضف إلى ذلك مخاطبة الوازع الأخلاقي لدى منسوبي تلك الأجهزة والجماعات المسلحة، مشيرا إلى الخطاب له فعالية في فترة ما حيث قال إنه دفع بكثيرين منهم للاستقالة أو مخالفة تنفيذ تعليمات بالانتهاك أو الاعتداء على سلامة الشباب السوداني، وأضاف، كذلك هناك أيضا الدور الأممي المراقب لحالة حقوق الإنسان في السودان، عبر المكتب القطري للمفوض السامي أو عن طريق زيارات ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، كالزيارة التي يقوم بها آدما هذه الأيام للخرطوم، ومن المؤكد بحسب عروة أن تقاريره في 15 من الشهر الجاري سيكون لها دورها في كشف الحقيقة للعالم والذي قال عنه الصادق سيتحرك في التعاطي مع مثل هذه الأمور، وقال عروة إن الانتهاكات لن تقف طالما أن الذين انقلبوا على سلطة الشعب يديرون دفة البلاد ويتصدون له بآلة القمع، وأكد إنه لا استقرار في السودان ولا كرامة لمواطنيه الا بوقف آلة القتل.

عنف المتظاهرين

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

لكن المحلل السياسي الفاتح محجوب يذهب بعيدا عن الحديث السابق، إذ يقول لموقع “أفريقيا برس”؛ إن التظاهرات السياسية ضد الحكومة التي ظلت مستمرة منذ اجراءات الفريق أول عبدالفتاح البرهان العسكرية والتي أطاحت بحكومة قوى الحرية والتغيير ظلت متنوعة في أساليبها ابتداءً من المسيرات السلمية الى المصحوبة بالعنف مثل حادث قتل العميد في شرطة بريمة ونفر من ضباط الصف والجنود وإصابات مختلفة طالت عددا كبيرا من الجنود وتم اقتحام عدد من أقسام الشرطة ومهاجمة العديد منها وحرق عربات الشرطة والاعتداء على جنودها، لذلك بحسب الفاتح فإن هذا النوع من التظاهرات المصحوبة بالعنف يصعب أن لا يحدث ردود فعل مضادة من جنود الشرطة ومهما اجتهد المسؤولون الحكوميون في منع عنف الشرطة الذي قد تنتج عنه حوادث قتل، فإن الواقع مختلف تماما بحسب الفاتح، وجزم بأنه لن تتوقف قط حوادث القتل في التظاهرات، مستدركا، الا اذا التزمت التظاهرات بالسلمية التامة والابتعاد عن مهاجمة أقسام الشرطة والتوقف عن الاعتداء على أفراد الشرطة بالحجارة وغيرها، ونبه إلى أن العنف يجر العنف وبالمثل يجب على الجنود التوقف عن استخدام السلاح الناري بشكل قاطع الا في الدفاع عن قسم الشرطة او عربة الشرطة او دفاع عن زميل يواجه تهديدا بالقتل، وختم المحجوب قائلا؛ الأفضل ان يتم الاتفاق بشكل رسمي بين قيادة التظاهرات وبين الشرطة على التظاهرات وطريقها وان يلتزم الطرفان بالسلمية التامة وبذلك فقط تتوقف تماما حوادث القتل، وأضاف، اذا استمرت التظاهرات بالطريقة الحالية فلن تتوقف حوادث القتل سواء من القوات النظامية او من طرف ثالث كما يقول البعض.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here