أحداث النيل الأزرق ..من يطلق الرصاص؟

63
أحداث النيل الأزرق ..من يطلق الرصاص؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أحداث دامية شهدها إقليم النيل الأزرق، حيث سقط عشرات القتلى والجرحى في أحداث عنف قبلي، في وقت أعلنت فيه حكومة الأقليم حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال في العديد من المحليات.. فيما يتمدد السؤال حول من يقف وراء الاقتتال؟ وهل هنالك ثمة أسباب للعنف؟ وكيف يمكن الحد من القتال؟

ماذا جرى؟

وكشفت حكومة إقليم النيل الأزرق تفاصيل ما حدث، إذ قالت في بيان لها إن الاشتباكات امتدت إلى بلدات عدة منذ يوم الأربعاء بعد مقتل مزارع، قبل أن تقوم قوات الأمن بحملة اعتقالات والسيطرة على الوضع، وبحسب متابعات موقع “أفريقيا برس” فإن الاشتباكات تجددت يوم أمس في مواقع متعددة جنوب ووسط الولاية، سيما في مناطق قِنيص والروصيرص وقيسان، في وقت أشار فيه شهود عيان للموقع، عن غياب تام لقوات الأمن في الولاية، في حين يحاول السكان الفرار من القتال واللجوء إلى الشرطة لحمايتهم، كما نزح البعض منهم إلى الولايات المجاورة، وبحسب أخر إحصائية للحكومة فإن عدد القتلى في النيل الأزرق قد وصل إلى أكثر من 30 قتيل وأكثر من 100 إصابة.

باب واسع

عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير
عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير

يقول القيادي بحزب الأمة القومي، عروة الصادق “إن هذا الحريق المتجدد في ولاية النيل الأزرق، يعد باباً واسعاً للعودة للاقتتال بعد أن انتظم خطاب جديد يؤسس للاستعلاء والمواجهة والتجييش لصالح القبيلة وأجندة الحرب”، ويضيف لموقع “أفريقيا برس”؛ “كذلك أن تسليح القبائل على أسس ضيقة واستشراء النزعات القبلية والعنصرية عاد من جديد وبصورة أشد وأكبر مما سبقه في عهد النظام المباد، وقد أسهم هذا التسليح والتجنيد في إعادة إنتاج الأزمة واستفحالها وصولاً لنقطة اللا استقرار واللا أمن”، ويمضي عروة شارحا أسباب الحرب في النيل الازرق قائلا “تبارت بعض قيادات قبائل النيل الأزرق في التسلح والاستحواذ على مناطق ومواقع ومناصب استراتيجية قريبة من السلطة الحاكمة أو بعيدا عنها لتهيئة نفسها لإحكام القبضة على مواقع وموارد يتداخل فيها الزراعي والرعوي والتنموي والتعدين وتجارة الحدود التي لا تخلو من تهريب”، فيما يقول عروة “لجأت مجموعات قبلية أخرى للاستقواء بالانضمام إلى كيانات مسلحة كالدعم السريع والحركة الشعبية، ولا زالت بعض القبائل لها موروثها المادي والمسلح من الدفاع الشعبي ولم تصله أيادي نزع السلاح بعد”، ويشير الصادق إلى أن الوضع تم التنبيه لخطورته منذ أسابيع خلت وقد عقدت في ولايات سنار والنيل الأزرق مؤتمرات قبلية التي في ظاهرها تنصيب لعمد ومشائخ وإدارات أهلية إلا أن بعضها له أجندة موضوعة بإحكام واستعرض بعضهم سلاحه وبذل خطابا تحريضيا ضد الآخر ولم تطل القائلين به يد المساءلة، وختم الصادق حديثه بالقول “الواجب هو تحرك الكيانات القومية والمرجعية التي تؤثر وتتأثر بتحركات تلك المجاميع القبلية لوأد الفتنة في مهدها، وإلا فستستشري نيران الفتن وصولاً لمناطق أكبر وتتسع دائرة الحريق لتعم الولاية والولايات المجاورة” وهذا يوجب أيضا بحسب عروة على حث الجهات الأمنية للاضطلاع بدورها وألا تتورط في تسليح أي طرف، وأن تنأى بالسلاح الحكومي عن الصراعات القبلية.

تحذير وتنبيه

فيما حذر الكاتب الصحفي محمد حامد جمعة نوار من عدم التعامل مع أحداث النيل الأزرق بحسم قائلا في منشور له “إن التعامل مع الأحداث بلا حسم مهما كانت كلفته سينقل أحداثاً مماثلة لولايات أخرى”، معللا بأن “التراخي الماثل ضوء أخضر لمحركات بذات الأسباب أو مبررات أقل قيمة وتفاهة”، واردف “فشنو فتّحوا عيونكم فالذي يجعل مجموعة سكنية تأخذ وتقرر بضراعها سيغري مجموعات أخرى”.

لماذا الحرب؟

عبدالناصر الحاج، كاتب صحفي

من جانبه، أعرب الكاتب الصحفي عبدالناصر الحاج عن أسفه لما يجري في النيل الأزرق، موضحا بأن أسباب الصراع تعود إلى شيئين، هما فشل ما أسماه الانقلاب في تعزيز الأمن والسلم المجتمعي، وذلك من خلال الاكتراث المفرط لتثبيت ركائز الانقلاب قسراً في الخرطوم وعلى حساب الولايات الأخرى، بجانب الاستفادة من خدمات جليلة تقدمها المنظومة البائدة فيما يتعلق بإثارة البعد القبلي والجهوي والمناطقي في الأطراف، لتكون “شماعة” لفرض هيبة الدولة، جاهزة لتعليق الحلم بالدولة المدنية في هجير العدم، ويضيف لموقع “أفريقيا برس”؛ “كذلك من أسباب الحرب عجز شركاء السلام من ترسيخ قيم السلام بين شعوب تلك المناطق، وهو الأمر الذي يثبت حقاً بأن اتفاق جوبا لم يرتقي للحلول الجذرية، بل يكاد لا ينفك من كونه صيغة محاصصة سياسية صُممت خصيصاً لتلبية رغبات قادة الحركات المسلحة، وليس لمواطنيهم”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here