أحداث بليل.. من المسؤول؟

69
أحداث بليل.. من المسؤول؟
أحداث بليل.. من المسؤول؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. قُتل وأُصيب العشرات بجروح من بينهم جنود من الشرطة وقوات الدعم السريع في سلسلة هجمات مسلحة وإشتباكات على قرى محلية بليل بولاية جنوب دارفور. كما تم إحراق عدد كبير من المنازل في خمس قرى من بينها “أموري، أم ترينا، جميزة” وذلك في هجوم عنيف شنه مسلحون يستقلون عربات دفع رباعي. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن اندلاع الأحداث سببها شجار واشتباكات بين ثلاث مواطنين وبعدها تحولت إلى هجوم واسع النطاق، ونبهت المصادر إلى انسحاب القوات النظامية من المنطقة بسبب كثافة عدد المهاجمين الذين يستقلون عربات دفع رباعي مدججة بالسلاح، وأشارت إلى نزوح عدد كبير من المواطنين بسبب الأحداث.

قصور اتفاق جوبا

يقول أمين الثقافة والاعلام بحزب المؤتمر الشعبي عوض فلسطيني هنالك قصور وخلل كبير في تطبيق إتفاق سلام جوبا والذي يتحدث في جزء من جوانبه عن قوات مشتركة تشرف على عملية السلام والمراقبة الميدانية. وبحسب فلسطيني فإنه و في حال عدم انفاذ اتفاقية السلام سيظل الوضع بدارفور متأزم ولا تجدي معه الحلول الجزئية. ويرى فلسطيني في حديث لـ “أفريقيا برس” إن القتال القبلي في ظل السيولة الأمنية وضعف حكومات الولايات لا توجد له آلية ناجعة لوقفه على اعتبار أن الأمر مرتبط بتحقيق السلام الشامل وتحقيق العدالة والعدالة الانتقالية، وهذه في نظر فلسطيني يحتاج إلى مؤتمرات متخصصة والتي قال إنها مضمنة الان في الإتفاق السياسي الإطاري ومشروع الدستور الانتقالي. وتابع ، سيظل القتال مستمر ما لم تناقش قضية السلام كقضية شاملة بما فيها عودة النازحين واللاجئين وطي قضية الصراع حول الأرض بين المزارعين والرعاة ، مشيرا إلى أن هذه القضايا تعد من قضايا الانتقال المهمة والتي تحتاج إلى مصالحة شاملة. وقال عوض إن إتفاقية جوبا للسلام لم تتحرك نحو التنفيذ، بإستثناء جزء يسير متعلق بالحكم في دارفور، فجوهر الاتفاق بحسب فلسطيني ظل حبيس الإدراج، وهذا ما دفع بقوى الاتفاق الإطاري أن تبقي على الإتفاق مع ضرورة مراجعته من الأطراف التي وقعت عليه ، وختم حديثه قائلا : أحداث بليل لن تنفصل عن أزمات البلاد المختلفة منها جنوب كردفان والنيل الأزرق وقضايا الانتقال بما فيها الموضوعات المؤجلة.

أحداث مؤسفة

اما المحلل السياسي والدبلوماسي سليمان إداريس فقد وصف أحداث بليل بالتراجيدية ، إذ قال لـ “أفريقيا برس” إن أحداث بليل أحداث تراجيدية مؤسفة وهي أحداث بغي و تعدي و نهب تسبب في اقتتال دامي ازهق انفس طاهرة و أراق دماءا زكية كما تسببت في نزوح عدد كبير من المواطنين وحرق للقرى و المزارع، وتابع ، أحداث استرخصت الدم السوداني و لم تراعي حرمة اراقته و لم تراعي أخوة الإسلام و الجيرة. ويرى سليمان أن أسباب القتال تعود إلى ما أسماه الهشاشة و السيولة الأمنية و غياب الدولة في تلك المنطقة وضعف تأمين الموسم الزراعي مع انتشار السلاح و المتفلتين و الجيوش “السايبة” ، محملا الدولة مسوؤلية ما حدث، قائلا : الحكومة هي المسؤولة الاول عن الأمن ووقف التعديات و أعمال الفوضى والاقتتال القبلي، وأردف، رغم عدم احساس أصحاب المصلحة من النازحين و الدارفوريين بأي ثمار لإتفاقية سلام جوبا، إلا أنه ليس من الإنصاف تحميلها أوزار الصراع بين المزارعين والرعاة أو الاقتتال القبلي أو السيولة والهشاشة الأمنية، خاصة إذا لم تشترك أطرافها من الحركات المسلحة والدعم السريع في تغذية الصراعات بما لهم من سلاح وجيوش، ويرى سليمان لو طبقت إتفاقية سلام جوبا بصورة كاملة وصادقة لكانت ساهمت في إستتباب الأمن في تلك الربوع الغالية.

إرتباط القتل

ويرى المحلل السياسي الفاتح محجوب، إن إرتباط الاقتتال القبلي في دارفور مرتبط أساسا بقضايا معينة أبرزها توفر السلاح والحركة المستمرة للرعاة عبر المراعي والمزارع وسرقة المواشي، ويقول الفاتح لـ “أفريقيا برس” اي اتفاقية سلام لن تنهي الاقتتال القبلي مالم تنجح في حل القضايا الثلاث أعلاه على اعتبار أن من يسرق المواشي يتسبب دوما في تحرك الفزع، وهذا سيصطدم بقبيلة السارق وسيقاتل معه دوما كل أعضاء القبيلة ممن ينتمون لأي جهة مسلحة سواء كانت قوات نظامية أم حركات مسلحة موقعة أو غير موقعة. وأضاف، ليس من الانصاف تحميل اتفاقية جوبا للسلام كل مشاكل دارفور القبلية، مستدركا ، لكن الصحيح هو ان اتفاقية جوبا للسلام لا معنى لها إن لم يتم اضافة ملاحق لحل القضايا الثلاث التي تتسبب في الاقتتال القبلي، اي بحسب الفاتح ، نزع السلاح وسرقة المواشي وايجاد استقرار لرعاة المواشي بتوفير كل متطلبات استقرار الماشية في أماكن محددة لتقليل الاحتكاك بين الرعاة والمزارعين.

إتفاق “خشم بيوت”

ولم يختلف كثيرا عن سابقيه، الكاتب الصحفي، محمد الماحي، إذ يقول لـ “أفريقيا برس” إن الأحداث بعد اتفاق جوبا في دارفور كثيرة و”بليل” ليس الأولى ولن تكون الأخيرة وهذا دليل قاطع بأن إتفاق جويا لم يحقق السلام المنشود في المنطقة، ويرى الماحي، أن هناك عوامل عديدة تساعد على استمرار القتال في دارفور على اعتبار طبيعة القتال والتي أصبحت قبلية في المقام الأول، مشددا على ضرورة مواجهة هذه المشكلة بوضوح وتحديد الأسباب التي جعلت هذا القتال مستمر. كما شدد على ضرورة حسم القوات المسلحة التي تتواجد في المنطقة سيما الحركات المسلحة الموقعة على سلام جوبا وقوات الدعم السريع، لافتا إلى أن هذه القوات تمتهن النهب والسلب، وأضاف، رغم عمليات جمع السلاح في دارفور أيام حكومة البشير والتي لم تحقق أي نجاح إلا أن تضخيم الإعلام تسبب في تغييب حقيقة عملية جمع السلاح والتي كانت فاشلة بكل المقاييس وجاء فشل إتفاق دارفور بسبب تركيز رئيس المفاوضات لتحقيق نجاح شخصي مع التركيز على مكون اثني من جهة واحدة حيث وصف ذلك رئيس حركة العدل والمساواة التصحيحة زكريا الدش التي لم توقع على جوبا حيث قال في حوار بالسوداني الدولية ان ماتم بجوبا هو إتفاق بين بعض خشم بيوت الزغاوة وال دقلو.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here